العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ

القطان: رحلة الإسراء والمعراج اختبار للمسلمين في إيمانهم ويقينهم

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

قال الشيخ عدنان القطان، في خطبته بجامع الفاتح الإسلامي أمس الجمعة (29 أبريل/ نيسان 2016): «إن رحلة الإسراء والمعراج كانت اختباراً جديداً للمسلمين في إيمانهم ويقينهم».

وبعنوان «الإسراء والمعراج دروس وعبر»، قال القطان: «إن من أعظم منن الله علينا أن بعث إلينا خاتم رسله، وخير أنبيائه، وجعلنا من خير أمة أخرجت للناس، ومن نعم الله علينا ما فضل الله تعالى به نبينا (ص)، وخصَّه به من فضائل ومعجزات، ومن تلك الفضائل والمعجزات: (الإسراء والمعراج)، وقد جاءت هذه الحادثة الهامة والخطيرة في آخر مقام النبي (ص) بمكة قبل الهجرة، قيل في هذا الشهر وهو شهر رجب، وقيل في غيره، ولم يثبت يوماً بعينه أو شرع عبادة لها، وإنما المطلوب والمندوب، تدبر هذه الحادثة والاعتبار والاتعاظ منها، وتأمل ما ورد من كتاب ربنا سبحانه، ومن سنة نبينا (ص) في هذا الحدث العظيم واستلهام العبر منه، ولاسيما في تلك المعجزة العظيمة... فالإسراء هي رحلة أرضية في لمح البصر من مكة المكرمة إلى بيت المقدس، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، أما المعراج فهو رحلة سماوية من بيت المقدس إلى السماء السابعة إلى مستوى لم يصل إليه بشر من قبل، إلى سدرة المنتهى».

وأضاف «لقد كانت رحلة الإسراء والمعراج اختباراً جديداً للمسلمين في إيمانهم ويقينهم، وفرصة لمشاهدة النبي (ص) عجائب القدرة الإلهية، والوقوف على حقيقة المعاني الغيبيّة، والتشرف بمناجاة الله في موطنٍ لم يصل إليه بشرٌ قطّ، إضافةً إلى كونها سبباً في تخفيف أحزانه وهمومه، وتجديد عزمه على مواصلة دعوته والتصدّي لأذى قومه... فقد شهدت الأيّام السابقة لتلك الرحلة العديد من الابتلاءات، كان منها موت زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، والتي كانت خير عونٍ له في دعوته، ثم تلاها موت عمّه أبي طالب، ليفقد بذلك الحماية التي كان يتمتّع بها، حتى تجرّأت قريشٌ على إيذائه (ص) والنيل منه، ثم زادت المحنة بامتناع أهل الطائف عن الاستماع له، والقيام بسبّه وطرده، وإغراء السفهاء لرميه بالحجارة، مما اضطرّه للعودة إلى مكّة حزيناً كسير النفس... ومع اشتداد المحن وتكاثر الأحزان، كان النبي (ص) في أمسّ الحاجة إلى ما يعيد له طمأنينته، ويقوّي من عزيمته، فكانت رحلة الإسراء والمعراج، حيث أُسري به (ص) إلى بيت المقدس، ثم عُرج به إلى السماوات العُلى، ثم عاد في اليوم نفسه».

وأوضح القطان أن «في رحلة الإسراء والمعراج دروساً وعبراً، لعلنا نقف على شيء منها: الدرس الأول: الإيمان بقدرة الله تعالى التي لا تحدها حدود، والتي أسرت برسول الله (ص)، ثم عرجت به، ثم أعادته إلى بيت المقدس ليصلي إماماً بجميع أنبياء الله، تأكيداً لمقامه - (ص) - ثم رجعت به إلى بيته في مكة المكرمة، ليجد فراشه لايزال دافئاً. فقد أوقف الله تعالى له الزمن وطوى المكان، ولا يقدر على ذلك إلا رب العالمين. وهنا يجدر التأكيد على أن كلاً من الزمان والمكان هو من خلق الله عز وجل، وأن الله تعالى قادر على إيقاف الزمن وعلى طي المكان لمن يشاء من عباده».

وبين أن «الدرس الثاني: أن الإيمان برحلة الإسراء والمعراج، جزء من عقيدة المسلم، ذلكم أنه إحدى المعجزات التي أيد الله بها نبيه عليه الصلاة والسلام، والإيمان بالمعجزة، جزء من العقيدة الإسلامية، وهو امتحان لإيمان المؤمنين وارتياب المنافقين. ولهذا ارتد من ارتد عن الدين، لضعف إيمانهم وقلة يقينهم، وفاز بالصدق والصديقية، أبوبكر (رض)، فسمي صديقاً، لإيمانه وتصديقه الجازم، بمعجزة الإسراء والمعراج، وهكذا الصحابة الكرام، ممن امتحن الله قلوبهم بالتقوى، ففازوا بالإيمان الراسخ والعقيدة الثابتة، والدرس الثالث: لطف الله تعالى بعباده ونصرته لأوليائه والدعاة إلى سبيله، فقد جاءت رحلة الإسراء والمعراج، بعد أن اشتد برسول الله (ص) وصحابته الأذى، تكريماً من الله تعالى لهم، وتجديداً لعزيمتهم وثباتهم على الدين، وثقتهم بالله رب العالمين».

وذكر القطان أن «الدرس الرابع، يبين أن الإسراء بالنبي (ص)، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي كان بيد بني إسرائيل، فيه إشارة إلى أن النبي (ص)، سيرث قيادة الأمة، وسترث أمته هذه البلاد، وفي عروج الله تعالى بالنبي (ص) إلى السماوات العلى، ورفعه مكاناً علياً فوق جميع البشر، بشارة بأن الله عز وجل سيرفع كلمته، ويظهر دينه على الدين كله، والدرس الخامس: أن في صلاته (ص) بالأنبياء جميعاً، واقتدائهم به وهم في عالم البرزخ، إشارة إلى أنهم لو كانوا أحياء في الدنيا لم يكن في وسعهم إلا اتباعه، وكأن الأنبياء عليهم السلام، بصلاتهم خلفه يقولون لمن لم يتبعه من الملل الأخرى، إننا لو كنا أحياءً لاتبعناه، فما بالكم لا تتبعونه وهو بين أظهركم، والدرس السادس: أن في هذه الحادثة، دلالة على عظم شأن الصلاة، فقد اختصها الله من بين العبادات بأن تفرض في السماء عندما كلم رسوله (ص) من دون واسطة، لقد شرعت الصلاة عباد الله لتكون معراجاً ترقى بالناس كلما تدنت بهم شهوات النفوس، وأعراض الدنيا، وأكثر الناس اليوم مع الأسف الشديد إلا من رحم الله، لا يصلون الصلوات التي شرعها الله تعالى، وإذا صلى بعضهم، فصلاتهم لا حياة فيها ولا روح، إنما هي مجرد حركات جوفاء، لأن علامة صدق الصلاة أن تعصم صاحبها من الوقوع في الخطايا، وأن تخجله من الاستمرار والبقاء عليها إن هو ألم بشيء منها».

وقال القطان: «إن الدرس السابع: في رحلة الإسراء والمعراج ظهرت أهمية المسجد الأقصى بالنسبة للمسلمين، فهو أمانة في أعناقهم حكاماً ومحكومين، إذ إنه مَسرى رسول الله (ص) ومعراجه إلى السماوات العلى، وكان القبلة الأولى التي صلى المسلمون إليها في الفترة المكية، ولا تشد الرحال بعد المسجدين إلا إليه، وفي ذلك توجيه للمسلمين بأن يعرفوا منزلته، ويستشعروا مسئوليتهم نحوه، بتحريره من الصهاينة الغاصبين».

العدد 4984 - الجمعة 29 أبريل 2016م الموافق 22 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:59 ص

      بوعلي

      معك ياأخت جمرية ان هذا الشيخ الجليل له مواقف كثيرة الله يبارك فيه

    • زائر 2 | 11:52 م

      كم أحب هذا الشيخ في الله

      تحيه للشيخ عدنان القطان شيخ جليل يرفع راس المسلمين بحثه الدائم علي الوحده لن ننسي مواقفك وثباتك الطيب فبارك الله فيك من شيخ / مع تحات جمريه

    • زائر 1 | 11:26 م

      صباح الخير

      .... القدس للعرب والإسرائيليين سؤأ وهم اول من وطي قدمهم فيه هادا في الإنجيل المقدس والقرآن الكريم وكل الكتب السماوية الأخرى المقدسه وكلها كلام الرب جاء على لسان إسحاق وموسى وعيسى المسيح عليهم السلام

اقرأ ايضاً