العدد 4990 - الخميس 05 مايو 2016م الموافق 28 رجب 1437هـ

«دايملر» تربط شاحناتها بالإنترنت

بعد انقضاء 120 عاماً على اختراع الشاحنة، تحضر «شاحنات دايملر» الشاحنة إلى العصر الرقمي. وبالقيام بذلك، تستعرض الشركة الرائدة عالميّاً في تصنيع الشاحنات، قدراتها التكنولوجية في مجال الاتصال، وتعمل على تعزيز منهجيتها القيادية على مستوى العالم عبر الشاحنات المتصلة بالشبكة.

وقدّمت «شاحنات دايملر» نموذجاً مدهشاً للإمكانات الواعدة التي تتيحها تقنيات الاتصال الرقمي للشاحنات؛ فقد انطلقت ثلاث شاحنات متصلة بشبكة «واي فاي» تتم قيادتها بشكل ذاتي دون تدخل السائق على الطريق السريع مع تصريح للسير ضمن حركة المرور العامة ضمن ما يُسمّى بأسطول للنقل. واستناداً إلى نظام الملاحة على الطرقات السريعة من «شاحنات دايملر» والخاص بالشاحنات الثقيلة التي تتم قيادتها بشكل ذاتي، ارتبطت الشاحنات الثلاث لتكوين أسطول للنقل بتشكيلة تضمن أفضل أداء للديناميكية وتنقل مؤتمت بشكل كامل. وتُطلق «شاحنات دايملر» على هذا الابتكار المتطوّر نظام الربط الملاحي على الطرقات السريعة.

وتُحدث الشاحنة المتصلة بالكامل تغييراً جذريّاً في منظومة النقل، ما سيجعل من حركة المرور أكثر فعالية وكفاءة - ليس للسائقين ومتعهّدي النقل ومصنّعي السيارات وحسب، بل وأيضاً للمجتمع بأسره. ويمكن لهذا المزيج أن يقلّل من استهلاك الوقود بنسبة تصل إلى سبعة في المئة، وأيضاً تقليل متطلبات مساحة الطريق على المسارات السريعة بحوالي النصف - وفي الوقت نفسه تحسين سلامة الحركة المرورية.

ويفسّر عضو مجلس الإدارة لدى «دايملر إيه جي» والمسئول عن شاحنات وباصات دايملر، فولفغانغ بيرنهارد: «نعمل على ربط الشاحنة بالإنترنت، ما يجعلها نقطة البيانات الرئيسية ضمن الشبكة اللوجيستية. وتقوم بربط كل الأطراف المعنية بالبضائع: السائقين، ومسئولي الجدولة، ومشغلي الأساطيل، والورش، والمصنعين، وشركات التأمين أو السلطات المختصة. إنهم يتلقّون المعلومات في الوقت الحقيقي والتي كانت غير متاحة في السابق: حول أوضاع الشاحنة والمقطورة، وحركة المرور والظروف الجوية، وتوافر المواقف في محطات الخدمة على الطرقات السريعة، وأماكن الاستراحات، وغيرها الكثير».

ويقول بيرنهارد: «ترتبط شاحناتنا بصورة متكاملة مع بيئاتها، لتصبح جزءاً من شبكة الإنترنت؛ فترسل وتستقبل المعلومات باستمرار. ويمكن لجميع الأطراف المعنيين بالعملية اللوجيستية استخدام هذه البيانات المتوافرة في الوقت الحقيقي لتلبية متطلباتهم. وفي المستقبل، سيكون من الممكن، على سبيل المثال، تقليل أوقات الانتظار أثناء التحميل والتفريغ، والحد من المعاملات الورقية، وتجنّب الازدحامات المرورية. ومع التحديثات السريعة اللاسلكية أو التحويل الآلي لزمن انتقال الشاحنات لنقطة الخدمة، يمكن تقليل الزمن اللازم للصيانة بشكل كبير. وبهذه الطريقة، نعمل على تحسين الأداء بصورة ملموسة ضمن منظومة نقل البضائع ككل. إنها فرصة واعدة حقّاً لمواكبة الحجم المتنامي من حركة البضائع. ونعتزم استخدامها دون شك».

وحضر هذه الفعالية في دوسلدورف، الكاتب والباحث الاجتماعي والمستقبلي، جيريمي ريفكين، حيث قال: «اليوم، تضع دايملر أسس الثورة الصناعية الثالثة. ففي عصر إنترنت الأشياء، ستكون الأدوات والمكائن مجهّزة بالمستشعرات، والتي توفر باستمرار تدفقاً للمعلومات في الوقت الحقيقي. ومن شأن ذلك أن يُغيّر جذريّاً من الطريقة التي نؤدي بها الأعمال. إن إنترنت الأشياء تزخر بفرص جديدة كلياً».

وتوفر «شاحنات دايملر» اليوم معلومات قـيّمة إلى حد لا يمكن تصوّره سابقاً، وذلك مع نحو 400 من مستشعراتها في كل مركبة، والتي تتصل بالكامل ببرنامج يتضمن 130 مليون سطر من التعليمات البرمجية - أكثر من طائرة للركاب.

العدد 4990 - الخميس 05 مايو 2016م الموافق 28 رجب 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً