العدد 4993 - الأحد 08 مايو 2016م الموافق 01 شعبان 1437هـ

جادة شانزيليزيه الباريسية تفتح للمشاة فقط وراكبي الدراجات الهوائية


تعود جادة شانزيليزيه الشهيرة إلى المهمة التي أرادها لها لويس الرابع عشر، وهي أن تكون مكانا للنزهات، إذ أن بلدية باريس قررت وقف حركة المرور فيها وجعلها مفتوحة فقط للمشاة وراكبي الدراجات الهوائية، في يوم الأحد الأول من كل شهر.

وتقول آن ايغالدو رئيسة بلدية باريس التي تطلق منذ انتخابها في العام 2014 المبادرات الرامية إلى تقليص حركة السير في العاصمة "أنها أجمل جادة في العالم، وعلينا أن نجعلها أكثر جمالا".

وتضيف في حديث لوكالة فرانس برس "حين نمشي في الجادة من دون زحمة السيارات نراها في حلة مختلفة".

وإذا كانت الجادة تجذب السياج الأجانب بكثرة، إلا أن البلدية ترغب في جعلها أيضا مقصدا لسكان باريس ومكانا يشعرون انه مساحة لهم.

ولذا، ستقفل الجادة في أول يوم أحد من كل شهر من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى الثامنة مساء أمام حركة السيارات، على أن يمدد هذا الوقت ليغطي اليوم كله لاحقا.

ويقول كريستوف نادوفكسي المسئول في البلدية أن أيام الآحاد الأولى التي سيبدأ فيها تطبيق الإجراء ستكون بمثابة اختبار لهذا التوجه.

وستكون الجادة مفتوحة للمشاة فقط، لمن يرغبون في التنزه فيها، بحسب المسئول الذي يرى أن "جعل أجمل جادات العالم متاحة للتنزه مشيا هو شكل مختلف من أشكال الاستفادة منها".

وسيكون بإمكان راكبي الدراجات الهوائية أن يستفيدوا من هذه الأيام أيضا، وهي "خطوة في الاتجاه الصحيح" من شأنها أن تعزز التوجه الرامي إلى تشجيع استخدام الدراجات في التنقل، بحسب شارل ماغين رئيس جميعة "باري او سيل" الذي يأسف لأن مبادرات تشجيع الدراجات الأخرى لم "تتقدم بسرعة" في باريس.

وتأتي هذه المبادرة في سياق سعي السلطات المحلية في العاصمة الفرنسية للحد من زحمة السيارات وحظر المركبات المسببة للتلوث فيها.

 

انخفاض في أكسيد الازوت

في السابع والعشرين من سبتمبر/ أيلول 2015، طبق "يوم من دون سيارات" في عدد من إحياء باريس. وبحسب مرصد "ايرباريف" المعني بقياس نقاوة الهواء في العاصمة "انحسر مستوى أكسيد الازوت بين 20 % و40 %" في ذلك اليوم.

ويضاف هذا اليوم الذي سيطبق مجددا في الخريف إلى حظر السيارات في بعض الأحياء الأحد في إطار مبادرة "باريس تتنفس".

ومن ضمن هذا التوجه أيضا تأتي مبادرة إقفال جادة شانزيليزيه أمام حركة السيارات مرة كل شهر.

صممت جادة شانزيليزيه في العام 1670، على يد اندريه لو نوتر مهندس الحدائق لدى الملك لويس الرابع عشر، لتكون مكانا لنزهات الباريسيين.

وهي أصبحت اليوم جادة كبيرة من أشهر جادات العالم يقصدها يوميا 300 ألف شخص، منهم 190 ألفا يعملون في متاجرها ومؤسساتها، إضافة إلى الزوار الباريسيين والأجانب، وفقا لادوار ليفيبفر المندوب العام لجمعية شانزيليزيه التي تضم تجارها.

تقام كبرى الاحتفالات الباريسية في هذه الجادة، من الاحتفالات بنتائج كأس العالم لكرة القدم، إلى الاستعراضات المقامة في العيد الوطني الفرنسي في الرابع عشر من يوليو/ تموز إلى احتفالات رأس السنة.

إضافة إلى ذلك، تجذب الجادة الزوار والمتنزهين بمواقعها الثقافية والترفيهية ومطاعمها وصالات السينما ومعارضها، ولا تزيد نسبة من يقصدونها للتسوق عن 23 %، بحسب ليفيبفر.

تدرس السلطات المحلية مشروعا للجادة ينتظر أن ينفذ في العام 2025. ولا يستبعد المسئولون أن تصبح الجادة يوما ما خالية تماما وبشكل دائم من حركة السيارات، أو على الأقل أن تصبح حركة المركبات فيها حكرا على مركبات النقل العام، الأمر الذي يخفض بشكل كبير زحمة السير فيها وطغيان حركة السيارات على حركة المشاة وراكبي الدراجات.

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً