العدد 5011 - الخميس 26 مايو 2016م الموافق 19 شعبان 1437هـ

كوبا أميركا تدق باب السامبا في ظروف عصيبة

في غياب المهاجم الفذ نيمار دا سيلفا أبرز نجوم الفريق ووسط أزمة حقيقية يمر بها الفريق على مستوى الأداء، يواجه المنتخب البرازيلي لكرة القدم اختبارا صعبا للغاية عندما يخوض فعاليات النسخة الاستثنائية (المئوية) لبطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) والتي تستضيفها الولايات المتحدة في يونيو المقبل.

وتمثل هذه النسخة اختبارا في غير محله وفي توقيت غير مناسب بالنسبة لراقصي السامبا لأنها قد تضاعف محنة المنتخب البرازيلي في هذه الفترة العصيبة.

ورغم مرور نحو عامين كاملين، لم يضمد المنتخب البرازيلي بعد جراحه الناجمة عن هزيمته الثقيلة 1/7 أمام نظيره الألماني في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل.

وما زال المنتخب البرازيلي منذ ذلك الحين بعيدا عن المستوى المعهود والمنشود له. ومن المؤكد أن كوبا أميركا 2016 لن تكون نزهة بالنسبة للفريق الذي سيستهل مسيرته في البطولة بلقاء نظيره الإكوادوري العنيد في الرابع من يونيو المقبل.

ويضاعف من صعوبة الاختبار على راقصي السامبا أن الفريق سيخوض هذه البطولة في غياب أبرز نجومه إن لم يكن نجمه الوحيد الحقيقي وهو نيمار مهاجم برشلونة الأسباني.

ورفض برشلونة مشاركة اللاعب مع منتخب بلاده في بطولتين متتاليتين خلال فترة عطلته الصيفية مع برشلونة. ولهذا، سيغيب اللاعب عن صفوف السامبا في كوبا أميركا ليحصل على الفرصة الكافية للراحة قبل المشاركة مع المنتخب الأولمبي في مسابقة كرة القدم بدورة الألعاب الأولمبية القادمة (ريو دي جانيرو 2016) في أغسطس المقبل.

وأعلن نادي برشلونة، في بيان له، "برشلونة يشكر الاتحاد البرازيلي لكرة القدم ورئيسه ماركو بولو دل نيرو على قبول اقتراحنا بالنسبة لنيمار بأن يشارك فقط في الأولمبياد".

ويخوض نيمار (24 عاما) فعاليات الأولمبياد كأحد ثلاثة لاعبين تخطوا سن الثالثة والعشرين عاما يحق لهم المشاركة مع منتخب بلاده في هذه المسابقة التي تقام بين المنتخبات الأولمبية (تحت 23 عاما) .

ويتطلع المنتخب البرازيلي إلى الفوز بذهبية كرة القدم في الدورات الأولمبية للمرة الأولى في تاريخه بعدما خسر أمام المكسيك في نهائي المسابقة بأولمبياد لندن 2012.

ولكن المشكلة تبدو أكبر بالنسبة للمنتخب البرازيلي الأول الذي يسعى إلى استعادة بريقه وشهرته المفقودة بعد إخفاقه المدوي في بطولتي كأس العالم 2014 وكوبا أميركا 2015.

وينتظر أن يكون أكثر الخاسرين من غياب نيمار هو كارلوس دونغا المدير الفني للمنتخب البرازيلي نظرا لسوء نتائج الفريق في كوبا أميركا 2015 إضافة لافتقاد الفريق أسلوب اللعب الجمالي "جوجو بونيتو" الذي اتسم به راقصو السامبا في الماضي.

وفي ظل غياب المواهب المؤثرة عن صفوف السامبا في السنوات الأخيرة، برز نيمار كنجم وحيد للفريق لكن طرد اللاعب في مباراة فريقه أمام كولومبيا بكوبا أميركا 2015 تسبب في غيابه عن أول مباراتين للمنتخب البرازيلي في تصفيات كأس العالم 2018 كما حرمته الإنذارات من آخر مباراة خاضها الفريق في التصفيات والتي تعادل فيها 2/2 مع منتخب باراجواي.

وفي المباريات الثلاث الأخرى التي خاضها الفريق في التصفيات، تعادل المنتخب البرازيلي مع نظيره الأرجنتيني 1/1 وفاز على بيرو 3/صفر وتعادل مع أوروجواي 2/2 ولكن نيمار لم يسجل فيها أي هدف للفريق.

ورغم هذا، يظل نيمار هو الورقة الرابحة لدى دونغا حيث يعتمد عليه بشكل كبير لإنقاذه من سكين الإقالة ويعلق عليه الأمل في انتشال المنتخب البرازيلي من كبوته الحالية بالتصفيات حيث يحتل الفريق المركز السادس بجدول التصفيات مما يجعله مهددا بالغياب عن النهائيات للمرة الأولى في تاريخ المونديال.

وساهم تراجع الفريق للمركز السادس بجدول التصفيات في توجيه الانتقادات إلى دونغا الذي عاد لتدريب الفريق في يوليو 2014 عقب السقوط المهين للفريق في المونديال البرازيلي.

وأعاد دونغا بعض الاتزان والثقة للفريق من خلال الحفاظ على سجله خاليا في المباريات الودية التي خاضها بعد المونديال وحقق الفريق الفوز في جميع المباريات الـ 12 التي خاضها بين عامي 2014 و2015 .

ولكن كوبا أميركا 2015 في تشيلي كشفت حقيقة الفريق الذي بدا مهتزا وخرج من دور الثمانية للبطولة بالخسارة أمام باراجواي ليفشل دونغا في أول اختبارين مهمين له مع الفريق فيما تبدو الصورة قاتمة في الاختبار الثاني الخاص بتصفيات المونديال.

وبخلاف النتائج، كانت العديد من قرارات دونغا ومساعده جيلمار رينالدي محل انتقادات خاصة فيما يتعلق بتهميش حارسي المرمى جيفرسون (بوتافوجو) وتياجو سيلفا (باريس سان جيرمان الفرنسي).

ويحظى كل من الحارسين بتأثير قوي على لاعبي الفريق مما دفع وسائل الإعلام للإشارة إلى أن تهميشهما سيفقد دونغا مساندة ودعم اللاعبين.

 

نجم الفريق

أصبحت وفرة النجوم في المنتخب البرازيلي لكرة القدم ماضيا حيث يستحوذ نيمار بمفرده حاليا على مكانة النجوم في هذا المنتخب ليكون النجم الأوحد للفريق مما يجعل غيابه عن كوبا أميركا 2016 المنتخب البرازيلي بمثابة اليتيم.

وفي ظل غياب نيمار، سيكون للاعبي خط الدفاع اليد العليا في المنتخب البرازيلي المشارك بكوبا أميركا 2016 حيث ينتظر أن يحمل المدافع ديفيد لويز شارة قائد الفريق.

 

المدير الفني للفريق

اشتهر كارلو دونغا دائما بشخصيته القوية والتركيز على الأداء البدني داخل الملعب بعيدا عن اللعب الجمالي "جوجو بونيتو" الذي كان العلامة المميزة لمنتخب السامبا لعقود طويلة.

وتوج دونغا مع المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم كلاعب في 1994 بالولايات المتحدة وبدأ مسيرته التدريبية في 2006 وقاد الفريق للفوز بلقب كوبا أميركا 2007 ولكنه استقال من تدريب الفريق بعد خروجه من دور الثمانية في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا.

وبعد فترة قصيرة قضاها في تدريب انترناسيونال بورتو أليجري البرازيلي، عاد دونغا لتدريب المنتخب البرازيلي بعد السقوط المهين للفريق في مونديال 2014 بقيادة المدرب لويز فيليبي سكولاري.

 

مباريات الفريق في كوبا أميركا 2016

يستهل المنتخب البرازيلي مسيرته في البطولة بلقاء نظيره الإكوادوري في الرابع من يونيو المقبل بمدينة باسادينا الأمريكية ثم يلتقي منتخبي هايتي وبيرو في الثامن و12 من الشهر نفسه بمدينتي أورلاندو وفوكسبوروه على الترتيب.

 

إنجازات الفريق

توج المنتخب البرازيلي بلقب كأس العالم خمس مرات سابقة (رقم قياسي) كما توج بثمانية ألقاب في بطولات كوبا أميركا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً