العدد 5012 - الجمعة 27 مايو 2016م الموافق 20 شعبان 1437هـ

«الفرق الشبابية» تُبدع في ابتكار أعمالها التطوعية

ينقصهم التمويل ويستهدفون خدمات المجتمع

العمل التطوعي هو عبارة عن عمل أخلاقي ديني تربينا عليه منذ الصغر، وأصبح سمة من سمات المجتمع البحريني، وحث عليه القرآن الكريم. حول هذا الموضوع بدأنا تحقيقاً عن الأعمال التطوعية وكيفية استغلال الشباب لها في عمل الخير، وما هي الثقافة والثقة المتبعة لديهم، وكان هذا التحقيق الصحافي:

رئيسة فريق «نبضة حياة الإسعافي التطوعي» ابتسام الدبيني، ترى أن التطوع هو العمل الذي يقدم خدمات مفيدة للناس، والمجتمع من دون تفرقة ومن دون مصالح، وبمجانية، حتى يكون متاحاً للجميع للاستفادة منه، بالإرادة والعمل بجد واجتهاد، والنية الصادقة، ونشر الثقافة الصحية كالتثقيف الإسعافي والطبي، حيث يستفيد الفرد من الخبرات المطروحة.

وأضافت أن «عدم توافر الجهات الداعمة للفرق يشكل صعوبة بعض الشيء في استمرار الأعمال التطوعية، وسوء التخطيط والتنظيم والإدارة والتنفيذ الميداني للبرامج التطوعية، وعدم وجود قناعة حقيقية لدى بعض من رغبوا في العمل والافتقار لفريق العمل المتناغم، والأخطر هو الدافع المادي لدى البعض، وهم فئة قليلة لا تستمر».

من جهته، قال رئيس فريق «خلنا نتغير» محمد حسن «يجب أن يلم المتطوع بأهداف ونظام المؤسسة وبرامجها ويحدد الوقت المطلوب منه قضاؤه في عمله التطوعي، وتنظيم برامج تدريبية مناسبة للمتطوعين الجدد، وإجراء دراسات تقويمية دورية لأنشطة، واستثمار الأوقات الذهبية لدى الشباب في نفع المجتمع، وجعل الفرد قادراً على تحمل المسئولية».

وتابع «يتيح للفرد تعلم مهارات جديدة أوتحسين مهارات يمتلكها والحد من النزوع إلى الفردية وتنمية الحس الاجتماعي. وما يعيق العمل التطوعي هو عدم إدراك أهمية التطوع، وخوف بعض المتطوعين من الالتزام وتحمل المسئولية، وتعارض وقت نشاط الفرد مع وقت العمل، وضعف الدخل الاقتصادي، وعدم إجادة الدور المطلوب من المتطوع، والبحث عن الكسب المادي والتعارض بين أوقات العمل وأوقات الدراسة، ومن مميزات التطوع الترابط بين أفراد المجتمع، فيسعى إلى المشاركة وزيادة وتقوية الانتماء الوطني بين الأفراد».

وعن أهداف التطوع، أشارت من فريق «يبقى الأثر» فاطمة فلاح إلى أن «الهدف من التطوع هو نشر الوعي ومساعدة الآخرين ورقي المجتمع، وأن يكون الهدف الرئيسي هو مساعدة الآخرين والترابط بين مختلف فئات المجتمع».

وذكرت «الفرق الشبابية التطوعية هم مجموعة من الطاقات المساهمة للمجتمع، فما دام المجتمع به فرق شبابية مجدة في أعمالها وتنجزها بكل حب ونشاط بلا مقابل فهو في القمة، لأن بذلك سيكون أكثر حرصاً في عمله الذي بمقابل فيكون مصدر ارتقاء للمجتمع وفريق العمل التطوعي».

وتقول «لكي ينجح العمل التطوعي يحتاج لرسالة واضحة يعمل من أجلها، وأفراد على يقين بماهية العمل التطوعي وأهميته ومتطوعين غير متهاونين في أداء أعمالهم لخدمة المجتمع».

عوامل نجاح العمل التطوعي

الاختصاصي الاجتماعي في وزارة التربية والتعليم، عبدالخالق محمد، أشار إلى أن «العمل التطوعي له عوامل نجاح تتبلور في العمل خلال خطة مدروسة تسير عليها في عملها، وهذا ولله الحمد ما تتجه له المؤسسات حتى ذات الطابع الفردي فلم تعد الارتجالية مقبولة في أي عمل كان».

وأضاف «لابد من سيادة ثقافة الثقة وتجنب لغة التخوين التي تعتبر معول هدم ينخر في بناء المجتمع، والدعم المعنوي والمادي، فمن المعروف إن ضمان استمرار أي مؤسسة تطوعية هو الدعم المادي. فلابد من موارد دخل سواء كانت من الدولة أو حتى من أفراد المجتمع».

وتابع «ظاهرة الفرق التطوعية غير محمودة وتسهم في ضياع الجهد والطاقات والأموال أيضاً التي قد تذهب هباءً منثوراً، فخير لها أن تندمج مع المؤسسات التطوعية ذات الطابع الرسمي والأهلي والطاقات والقدرات، فكثرة الفرق القائمة على الفردية والارتجالية لا تسهم في الارتقاء، بل العكس قد تذهب بما هو قائم منها، وأبلغ أثر نود أن نلمسه هو في استثمار طاقة الشباب بدلاً من ضياعها، وبدلاً من أن تضيع هذه الطاقات وتصبح فريسة لأعداء الإنسان».

وأفادت الكوتش في المهارات الحياتية إسراء حميد، عن عوامل نجاح العمل التطوعي، وقالت «هو أشبه بأن تمنح جزءاً منك لشخص؛ فتسعد به على غيرك، فعندما يكون العطاء غير مشروط ولا ننتظر من بعده مقابلاً، عندما نسعد بتقديم ما نحب لرسم الابتسامة على وجوه غيرنا، عندما يكون العطاء للشخص المناسب وبالشيء المناسب، فيكون الهدف من العطاء هو عمل موازنة في المجتمع، واحتضانهم ووضع معايير واستراتيجيات لهم، وأيضاً دعمهم من قبل المؤسسات والجهات القادرة على ذلك.

من السلبية أن يعتبر البعض التطوع والعطاء عادة وليست عبادة. فالتطوع يعود لزيادة المعرفة والثقة بالنفس والشعور بالذات، وتقديرها، ومقاومة الملل والفراغ، والحفاظ على الصحة البدنية والنفسية واكتساب المقومات القيادية».

وأضافت الأخصائية الاجتماعية والمرشدة الأسرية فخرية السيدشبر، أن «المتطوع يكتسب مهارات جمة، فالفرصة للمشاركة فيه إشباع للرغبات وتحقيق للذات وشغل للفراغ برد الجميل للمجتمع، ويكتسب سلوكاً إيجابياً، ويحببه بالعمل الجماعي والتفاعل مع المجموعات، وينمو التفكير الإبداعي لتحقيق الحاجات التي يصبو لها».

واضافت «تكون مهارة التنظيم والعطاء عند المتطوع بدرجة عالية تفيده في الحياة الأسرية والاجتماعية والعملية، وتتحقق طموحاتهم ومشاركتهم في العمل التطوعي لتلبية حاجتهم الاجتماعية، ويتبادلون الخبرات الكثيرة والمفيدة من خلال العمل الجماعي، وينمي القدرات الذهنية بشكل مباشر يعود على الثقة بالنفس وتحمل المسئوليات الاجتماعية، وكيفية مواجهه المشكلات، ويستطيع ان يقيم علاقات اجتماعية واسعة مع الكثيرين من افراد وقيادات المجتمع».

إذاً، التطوع واقع نتعايشه في عصرنا الحالي وفكر تطور في عقول الشباب، ويوحد مجتمعاتنا يداً بيد وانتماء أفراد الشعب وترابطه يزداد عاماً بعد عام في ظل العطاء البشري، فلا غنى عن هذه المساهمات التي تسهم برقي البلد وازدهاره.

العدد 5012 - الجمعة 27 مايو 2016م الموافق 20 شعبان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً