العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ

السعوديات تفتقدن الفيتامين الضروري لحياتهن

الحبيب ترصد “د” في مستشفى الصادق

تعتبر المملكة العربية السعودية واحدة من ضمن أغلب الدول التي تعاني من انتشار نقص فيتامين (د) بين جميع فئاتها العمرية حسب ما أشارت إليه العديد من الأبحاث والدراسات. ويبدو أن توفّر أشعة الشمس الطبيعية التي تعمل على تنشيط فيتامين (د) الخامل تحت الجلد و الإستفادة منه عن طريق الكلى لم يفد السعوديين.

ريده الحبيب أخصائية تغذية علاجية ورياضية ورئيسة قسم التغذية بمستشفى الصادق بسيهات لاحقت هذه الظاهرة للتعرف على مدى انتشار نقص فيتامين (د) في الأشخاص السعوديين سواء كانوا رجال، نساء او أطفال.

وأظهرت نتائج الفحوصات التي أجريت في مستشفى الصادق لـ 109 من السعوديين، تراوحت أعمارهم ما بين (2 – 57) سنة، شملت 90 إمرأة، و 13 رجل ، و 6 أطفال (3 أولاد، و 3 بنات) أن 86.24 % منهم لديهم نقص في فيتامين (د).

وبيّنت النتائج الفرق الكبير بين الرجال والنساء في تدني فيتامين (د) فكان أدنى لدى النساء بالمقارنة مع الرجال (74 %: 8 %) على التوالي، و كانت نسبة النقص لدى الأطفال 2 %. بينما ظهرت مستويات فيتامين (د) طبيعية أو طبيعية متدنية في 13.76 % من العينات. كما تبيّن أن مجموعة منهم كان لديهم علم مسبق بنقص فيتامين (د) إلاّ أن منهم 20.83 % لم يتناولوا علاج على الإطلاق، و 16.67 % منهم لم يكملوا العلاج الموصوف لهم و مع ذلك فإن المجموعتين بقي لديهم مستوى فيتامين (د) منخفض.

وخلصت الدراسة إلى ضرورة تدخل الدولة بشكل سريع للحد من انتشار الإصابة بنقص فيتامين (د) وتأثيراته على الصحة التي قد تصل للإصابة بالأمراض المزمنة، وأمراض القلب والشرايين، وهشاشة العظام، إضافة إلى تعب والتهاب العضلات والعظام. ويمكن أن تتطور لتتسبب بنقص في جهاز المناعة الذاتية، والإصابة بسرطان القولون، والثدي و البروستاتا. وقد يتعدى الأمر إلى الإصابة بالاضطرابات النفسية.

ودعت إلى المسارعة في علاج مشكلة النقص المتوافرة بتكاتف العلاج الدوائي والغذائي وتغيير نمط الحياة.

وعزت الحبيب في دراستها أسباب نقص فيتامين (د) في المملكة العربية السعودية مستندة للكثير من الدراسات إضافة لبحثها الأخير إلى قلة التعرض للشمس، نتيجة عدة عوامل وهي الملابس التقليدية التي تمنع الجسم من التغذي بأشعة الشمس وكريمات البشرة الواقية من أشعة الشمس. وأضافت إلى ذلك سوء التغذية، والأمراض التي تصيب الكلى أو الكبد، وبعض المشاكل في الجهاز الهضمي، إلى جانب استخدام بعض العقاقير الأدوية المثبطة لامتصاص فيتامين (د). وتساهم البشرة الداكنة، السمنة، والتقدم في العمر كعوامل أخرى في نقص الفيتامين المهم.

وأوصت بضرورة تكثيف عمل الأبحاث والدراسات العلمية على نطاق واسع للوصول إلى توصيات يمكن إيصالها إلى الجهات المختّصة للعمل بها، والإطلاع على تجارب الدول الأخرى للإستفادة منها.

ورأت الحبيب أنه على الأطباء و المختصيين فحص مستوى فيتامين (د) لمرضاهم، و الإشارة إليه مع فحوصاتهم المخبرية. وأشارت لضرورة متابعة الحوامل والمرضعات بشكل خاص، وكذا المواليد للتأكد من حصولهم على فيتامين (د) بشكل مناسب، وإجراء فحوص طبية دورية لهم وعدم الاكتفاء بالاعتماد على الوالدين فقط.

ونصحت بتغذية الجسم بأشعة الشمس لمدة لا تزيد عن ربع ساعة في اليوم صيفاً لفترة ما بين العاشرة صباحاً إلى الثانية ظهراً. لنصف ساعة يومياً ما بين الواحدة إلى الثالثة مساءً مع تجنّب وضع أي كريمات حماية.

ودعت لتدعيم الأغذية بفيتامين (د) كالدقيق و الحليب ومنتجاته وأنواع العصيرات، وتوفيرها في أغلب المحلات التجارية و بأسعار تناسب الأفراد.

ولفتت في توصياتها لأهمية تكثيف الحملات التوعوية وتثقيفهم بأهمية الوقاية والعلاج، والكشف المبكر عن مستويات فيتامين (د) في الجسم، وضرورة أخذ العلاج تحت إشراف طبّي.

وناشدت المؤسسات التعليمية بضرورة الإشارة لنقص فيتامين (د) في برامجهم التوعوية نظراً لانتشاره بين فئة الطلاب الصغار و المراهقين.

العدد 5044 - الثلثاء 28 يونيو 2016م الموافق 23 رمضان 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً