العدد 5082 - الجمعة 05 أغسطس 2016م الموافق 02 ذي القعدة 1437هـ

عقد و«عين الرحى» تنتظر التأهيل

عين الرحى... عامرة حتى الثمانينات
عين الرحى... عامرة حتى الثمانينات

منذ العام 2005 وعين الرحى تنتظر وعوداً بالتأهيل، تمهيداً لتحويلها لمتنزه يستقبل سيّاحه على غرار عين أم شعوم في الماحوز.

«الوسط»، زارت العين الكائنة في قرية القرْيَة بجزيرة سترة، والتي تتوارى خلف المصانع، فيما يصفها الباحث عبدعلي حبيل بـ «وجه سترة السياحي». وجهٌ غزته التشققات وأضحى مُهمَلاً ومَكبّاً للنفايات ومقبرة للحيوانات الضالة.

وبين صور الماضي (حتى ثمانينات القرن العشرين)، وصور اليوم، كان الفارق يكشف «جور الزمان» الذي أتى على العين، فأحالها أرضاً قاحلة بعد أن كانت تفيض بمرتاديها من مختلف مناطق البحرين، وبعد أن كانت النخيل تحيط بها من كل حدب وصوب.


على غرار عين أم شعوم... سترة بانتظار نصيبها من الوعود

عقد و«عين الرحى» تنتظر التأهيل... وجه سترة غزته التشققات والإهمال

سترة - محمد العلوي

منذ العام 2005 وعين الرحى تنتظر، وعوداً بالتأهيل، تمهيداً لتحويلها لمتنزه يستقبل سياحه على غرار عين أم شعوم في الماحوز.

«الوسط»، زارت العين الكائنة في قرية القرية بجزيرة سترة، والتي تتوارى خلف المصانع، فيما يصفها الباحث عبدعلي حبيل بـ»وجه سترة السياحي». وجه غزته التشققات وأضحى مهملاً ومكباً للنفايات ومقبرة للحيوانات الضالة.

وبين صور الماضي (حتى ثمانينات القرن العشرين)، وبين صور اليوم، كان الفارق يكشف «جور الزمان» الذي أتى على العين، فأحالها أرضاً قاحلة بعد أن كانت تفيض بمرتاديها من مختلف مناطق البحرين، وبعد أن كانت النخيل تحيط بها من كل حدب وصوب.

صور في مجموعها تنطق جمالاً وألما، على العين التي كانت مقصداً لأبناء البحرين، من المحرق للزلاق، ليستقبلهم ماؤها البارد صيفاً والساخن شتاء، كما ينوه لذلك الباحث حبيل.

وتمتد العين التي اكتسبت اسمها بعدة تفاسير واجتهادات، من بين تفسير يشير إلى التل الشبيه بالرحى والذي يتوسطها، وتفسير ثان يرجع ذلك إلى نبع مائها الذي يتموج كالرحى، تمتد على مساحة كبيرة، متخذة من الرقم (9) باللغة الانجليزية، شكلاً لها، حيث العين المستديرة ومنها يتدلى «ساب»، يسقي الحرث والنسل، وأعلاها تقع الغرفة الأثرية التي لاتزال صامدة رغم التشققات التي غزت جدرانها.

وقبل 7 سنوات وتحديداً في (31 يوليو 2009)، كانت سترة ممثلة في نائبها آنذاك سيدحيدر الستري وعضوها البلدي صادق ربيع، تستقبل وزير شئون البلديات والزراعة السابق جمعة الكعبي، والذي قدم تأكيداً على أن الوزارة رصدت 4 ملايين دينار لتطوير سترة، بما في ذلك إنشاء حديقة عين الرحى، وأشار إلى أن الوزارة «ستكثف جهودها للعمل على البدء في جميع المشاريع قبل نهاية 2009».

اليوم وبعد مرور 7 أعوام كاملة على تأكيدات الوزير السابق، ظل الحال على ما هو عليه، فالعين التي كانت عامرة بزوارها من مختلف مناطق البحرين، أضحت أرضاً قاحلة، ومقفرة.

يجيب حبيل لحظة سؤال «الوسط» عن موقع عين الرحى في «الذاكرة الستراوية»، «في سترة عيون كثيرة، منها ما هو أكبر من عين الرحى كعين مهزة، إلا أن عين الرحى تفردت بدورها السياحي في سابق الأزمان، وخصوصاً أيام الإجازات الأسبوعية (يوم الجمعة)، حيث كانت تستقبل منذ الصباح الباكر مرتاديها من المناطق كافة، وبشكل خاص من المناطق الجنوبية كعسكر وجو والزلاق، إلى جانب المحرق والكثير من القرى والمدن، ممن يبقون فيها حتى ساعات متأخرة من الليل، للاستمتاع بأجوائها على وقع الأغاني والطبول والمزامير».

ووصفاً لها، يقول: «ليست كبيرة، لكن «سيبانها» الواسعة والتي تم ردمها كانت تمتد لمسافات طويلة، وهي محاطة بالنخيل المحملة بكافة أصناف الرطب، لتغذي مناطق زراعية مختلفة»، ومتأسفاً يستدرك «البحرين، لا سترة وحسب، خسرت هذه الثروة المائية الجميلة».

ويضيف حبيل صاحب كتاب (جزيرة سترة بين الماضي والحاضر)، «امتازت بمياهها الصافية و»ينبوعها» القوي جداً، باردة جداً في الصيف، وفي الشتاء ساخنة، لدرجة تصاعد البخار منها، ولذا كانت لا تتوقف عن استقبال مرتاديها حتى في أيام الشتاء القارص، ومثلها كانت عدد من عيون سترة». وتابع «كانت عين الرحى ثروة زراعية، ولذا فإن المباني التي تشيد في المنطقة المحيطة بها، كانت عبارة عن غابات من النخيل، وأشجار الفاكهة والخضراوات المختلفة، وبفضلها كانت البحرين غنية عن الاستيراد، قبل أن يحل عقد الثمانينات حين تأثرت عيون سترة بالحفريات في البحر، والتي أدت لاختلاط الماء المالح بالمياه الجوفية العذبة، حتى غلب الماء المالح على العيون فما عادت مياهها صالحة لسقاية المزارع».

واليوم، لاتزال سترة تنتظر وعود التأهيل، عبر تحويل العين إلى متنزه، تماما كما تم ذلك لعين أم شعوم في الماحوز، وهو ما يعلق عليه حبيل بالقول «حين نتحدث عن العيون، لا يمكن إعادة الماضي 100 في المئة، لكن بالامكان الحفاظ على المكان وتحويلها لمتنزه عام».

من جانبه، يشير الباحث جاسم آل عباس إلى أن «عين أم شعوم الشهيرة جف ماؤها ونضب، لكن برنامج إعادة التأهيل الذي طبق عليها تمكن من إعادة العين كما كانت، بمعنى ان الناس تستخدمها اليوم للسباحة، كما تم الحفاظ على موقعها الطبيعي والتاريخي بفضل تحويلها لمتنزه ترفيهي للعوائل والأفراد»، مضيفاً «يفترض أن يكون برنامج اعادة تأهيل عدد من العيون المطروح من الدولة عبر تحويلها لمتنزهات تضم العين والنخيل والمساحات الخضراء والالعاب، قد قطع شوطاً فيما خص عين الرحى، واليوم باتت سترة بحاجة لعين على غرار عين ام شعوم في الماحوز».

المصانع بدلاً من النخيل تحيط بالعين
المصانع بدلاً من النخيل تحيط بالعين
جدران غرفة العين صامدة رغم التشققات
جدران غرفة العين صامدة رغم التشققات
ما تبقى من «سيبان» العين
ما تبقى من «سيبان» العين
عين الرحى... قاحلة بعد جور الزمان
عين الرحى... قاحلة بعد جور الزمان

العدد 5082 - الجمعة 05 أغسطس 2016م الموافق 02 ذي القعدة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 4:28 ص

      هذا حلم أهالي سترة من زمان اتمنى ان ترى النور إسوةً بباقي العيون

    • زائر 2 | 3:26 ص

      حبيبتي الحرين الغالية ذكرتني بذكريات جميلة فعلا كانت البحرين جنة فكانت البحرين تشتهر بالعيون الطبيعية وبساتين ونخيل وجميع انواع الخضروات والفواكه .اواما بالنسبة لعين الرحى سمعت عنها منذ طفولتي ولكن لم ازورها ولكن اتذكر بعض العيون مثل عين بو زيدان وعين ام الشعوم وايضا عين التينه او بستان التينه في المحرق خلف المطار فزرناها وانا عمري السادسة تقريبا مع والدتي المرحومة اتذكر رحنا مجموعة عوائل في الباص في السبعينات وكنا اطفال نسبح في العين وكانت العوائل تذهب ايام الجمعة ايام جميلة جدا ياليت تعود يوما

    • زائر 4 زائر 2 | 6:14 ص

      إذا كانت عين الرحى اندثرت/وبقيت سيبانها أي انهرها الجافه/اذا ماذا تقول في عين هي لازالت حية قلبها ينبض وتقع على نهر جار اسفل الأرض تقع في العكر الشرقي للجهة الجنوبية الشرقية من العكر وقدم تحويطها من قبل أحد المستثمرين حفاظا عليها وهذه نعمة موجوده لأهالي العكر ولكنها حوطت باالطابوق واستعملت لغسيل الرمال /أين من يريد أن يحيي تلك العين لماذا لاتقوم الوسط بزيارة لها وتطلع على العين التي لا زالت تنبع نبع شديدا /بالإمكان إقامة منتزه للسباحة للأهالي والأهالي مستعدون للمحافظة على المنتزه /جعفر احمد مدن

    • زائر 1 | 12:50 ص

      يوم من الايام كلشي رايح يصير من التراث و التاريخ و الماضي البحريني حتي حتي المواطنين الاصيلين...الله كريم؟!

اقرأ ايضاً