العدد 5104 - السبت 27 أغسطس 2016م الموافق 24 ذي القعدة 1437هـ

«المتروبوليتان» يحتفي بـ «المُتَع الإلهية»... ألوان الرغبة في الهند

من الأعمال المشاركة في المعرض
من الأعمال المشاركة في المعرض

يضعنا جيسون فارجو من خلال تغطيته المنشورة في صحيفة «نيويورك تايمز» بتاريخ 14 يوليو/ تموز 2016، للمعرض الذي أقامه متحف المتروبوليتان، «المُتَع الإلهية»، المتمثل في لوحات هندية تعود إلى القرن السادس عشر والسابع عشر الميلادي، أمام جانب من تقنيات الفنون التي ترك الحضور المغولي وهيمنته على الهند وقتها، أثره في المنمنمات الصقيلة، التي تدخل في تكوينها الكثير من الخامات الطبيعية، كما يضعنا أمام طبيعة الحياة في بلاطات المهراجات التي تجسدها بعض الأعمال.

تقدِّم الأعمال المعروضة، الألوان الأكثر إثارة، تلك التي تجسد الهيبة في الفن التشكيلي الهندوسي، ذلك الذي ينتمي إلى الفترة ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر؛ حيث بعض الأعمال تتسم باللون الأحمر المشبَّع، وجوانب لميداليات ذهبية برَّاقة، وبلوزات جلدية باللون الحليبي، وكذلك لون السماء وقت الغروب.

تبدو الأعمال كلها نابضة أكثر من أي وقت مضى في معرض «المُتَع الإلهية»، بالجمال الأخاذ الذي طبعت به، هو حدث غير مألوف في متحف متروبوليتان للفنون، والذي تميز بعرض ما يقرب من 100 لوحة بالألوان المائية والحبْر كلها تمثل جانباً من الفنون في شمال الهند. الرسوم التوضيحية من رامايانا (ملحمة شعرية هندية قديمة بالسنسكريتية تـُنسب إلى الشاعر الميكي. وتعتبر من التراث الهندي وتكاد تكون نصاً مقدساً، وهي ملحمة لا يزيد طولها على ألف صفحة، تتكون الصفحة من ثمانية وأربعين سطراً)، وغيره من النصوص المقدّسة، وصور المهراجات مع الخيول والفيلة، ومشاهد الحب، في جانبها الروحي والجنسي، كلها تعكس جانباً من نهوض الذوق لدى الأرستقراطية الهندية على مدى ثلاثة قرون مضطربة. ولكن ومضات اللون أخذت مداها طوال تلك السنوات، وظلّت نابضة وحية، كأنها تتلمَّس خلوداً أخروياً.

يأتي المعرض، بمثابة هدية أعدَّها المُتحف لإثارة اهتمام الباحثين وجامعي التحف، من بينهم الأمين السابق للمتحف ستيفن م. كوساك، الذي أبرز مع عائلته مجموعة ضخمة من الفن الآسيوي وغيره من الفن غير الغربي. سيكتشف الداخل إلى الجناح المخصص لمجموعة المتروبوليتان، أن أغلب اللوحات في المعرض، تنحدر من الثقافة الهندوسية، بدلاً من الثقافة الإسلامية، ومن الإمارات التي انتشرت في شمال الهند بعد وصول المغول إلى الهند في العام 1526، وقيام المهراجات، في العام 1858. وبالمقارنة مع منمنمات المغول، المعروفة بتقنيات الصقل وطبيعيتها، تبرز لوحات من ولاية راجاستان، في الشمال الغربي من شبه القارة الهندية، ومن الدول المستقلة في تلال البنجاب، إلى الجنوب من جبال الهيمالايا؛ حيث تبدو أكثر حيوية وتوهُّجاً.

يمكنك البدء في رسم التحوُّلات التي حدثت في السلطة الهندية من خلال اللوحات المبكرة في راجاستان هنا: تبدو الأعمال مسطّحة، تلك التي تعود إلى منتصف القرن السادس عشر، مستفيدة من مساحات عريضة للونين الأحمر والأصفر، مليئة بجنود وفيلة في حال اشتباك. نما نفوذ المغول في ولاية راجاستان في القرن السابع عشر، ومع ذلك، فإن التحالفات العسكرية مع البلاطات دفعت فناني راجبوت إلى تطوير أساليب جديدة تجمع بين الصقل الإسلامي والفنون المحلية.

العاشقان رادها وكريشنا في بساتين النخيل
العاشقان رادها وكريشنا في بساتين النخيل




التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً