العدد 5117 - الجمعة 09 سبتمبر 2016م الموافق 07 ذي الحجة 1437هـ

التعديل الوراثي للأنواع الحية يثير جدلاً بين العلماء

يثير التقدم العلمي الحاصل في مجال التعديل الوراثي للقضاء على انواع معينة او منع انواع من البعوض من نقل بعض الامراض قلقا وتساؤلات اخلاقية حول التلاعب بالطبيعة بشكل لا يمكن العودة عنه احياناً.

فهذا المجال العلمي الذي يتقدم بسرعة هائلة، والقادر على تغيير الطبيعة البيولوجية للكائنات الحية من خلال التلاعب بخاصياتها الوراثية، يثير جدلا متزايدا بين العلماء حول أثره على صحة الانسان وايضا حول عواقبه على الطبيعة والانواع الحية.

ومن أكثر التقنيات المثيرة للجدل تغيير الحمض النووي الذي ينتقل من جيل الى آخر، وهو ما من شأنه ان يغير الهوية الوراثية لأنواع برمتها.

ومن بين المشاريع المقلقة، ادخال نوع من الفئران المعدلة وراثيا بحيث لا تولد الا الذكور، إلى جزر معينة بحيث تنقرض بعد مدة من الزمن، بحسب العلماء المشاركين في مؤتمر الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة في هونولولو.

وعقد هذا المؤتمر الاكبر من نوعه للمدافعين عن البيئة في العالم في هونولولو في هاواي بين الاول والعاشر من ايلول/سبتمبر الحالي.

ومن المشاريع المطروحة ايضا إطلاق اعداد من البعوض المعدل بحيث انها تولد بعوضا لا يعيش الى سن البلوغ، والهدف من ذلك تقليص اعداد هذه الحشرات التي تحمل مرض الملاريا المهدد للطيور.

مسؤولية اخلاقية

يقول أنصار تقنيات التعديل الوراثي انها تتيح التخلي عن المبيدات المسببة للتلوث، وإنها أفضل وسيلة للتصدي للأنواع الغازية.

لكن معارضيها يتخوفون من اثارها على الانواع الحية والانظمة البيئية، والتي قد تكون غير قابلة للتصحيح.

وكان كافين اسفلت الاستاذ في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا (ام آي تي) من اوائل العلماء الذين عملوا على تقنيات التعديل الوراثي، لكنه ايضا من بين الاكثر حذرا في التعامل معها.

وقال في اجتماع عقد اثناء المؤتمر "انا قلق جدا لان العلماء مسؤولون اخلاقيا عن نتائج اعمالهم".

واضاف "ينبغي منع اي كان من ان يصنع في المختبر جينات تنتقل من جيل الى آخر، او اي تقنية من شأنها ان تغير البيئة المشتركة قبل ان ينشر مشروعه علنا".

واضاف "ان وقع اي خلل في المختبر فان أثره قد يطال الناس في الخارج".

وأسف الباحث لكون الناس "لا قدرة لهم على ابداء الرأي في قرارات قد تكون ذات إثر عليهم" ولكون "التشريعات ليست حازمة بما فيه الكفاية".

وطالب عدد من زملائه في الاجتماع بالتحرك العاجل حين يتعلق الامر بإنقاذ انواع مهددة.

وقال كريس فارمر مدير برنامج "اميريكن بيرد كونسرفانسي" في هاواي "من أكثر الامور القلقة انه لا حل امامنا لانقاذ هذه الطيور من الملاريا".

فقد اختفى 38 نوعا من الطيور في هاواي بسبب ملاريا الطيور بشكل اساسي، ويشير الخبراء الى ان 21 من الانواع الاثنين والثلاثين الباقية في دائرة الخطر.

مع عدم اقرار استخدام تقنيات التعديل الوراثي الحديثة، فإن هذه الانواع متروكة لمصيرها، بحسب فارمر.

جينات مدمرة للطبيعة

يرى الباحث في جامعة هاواي فلويد ريد انه ينبغي التمييز بين نوعين من هذه التقنيات. النوع الاول هو الذي يغير الخاصيات الوراثية لاحد الانواع برمته، و"هذا ينبغي التعامل معه بحذر شديد"، والنوع الثاني "المحدود جغرافيا والقابل للتصحيح".

واقر اعضاء الاتحاد "عدم دعم او الترويج لأي دراسة علمية، بما في ذلك التجارب الميدانية، حول تقنيات التعديل الوراثي الذي ينتقل من جيل لآخر سواء لهدف الحفاظ على انواع حية معينة، او لأي هدف آخر"، وذلك حتى الانتهاء من تقييم الامور بحلول العام 2020.

ونشر عدد من العلماء ونشطاء البيئة رسالة مفتوحة قبل ايام أعربوا فيها عن قلقهم من التعديلات الوراثية المنقولة، المستخدمة في المجالات العسكرية والزراعية وفي مجال الحفاظ على بعض الانواع.

وطالبت الرسالة بوقف كل المشاريع المماثلة "نظرا للأخطار المتمثلة بإنشاء جينات مدمرة للطبيعة".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً