العدد 5124 - الجمعة 16 سبتمبر 2016م الموافق 14 ذي الحجة 1437هـ

جموع غفيرة تشيع الفقيد الشيخ علي المبارك وتدفنه في قبر والده... والعصفور: فقدنا عالماً ألمعيّاً وعلاّمة متعدد المواهب

الفقيد أثناء تواجده في المستشفى قبيل وفاته
الفقيد أثناء تواجده في المستشفى قبيل وفاته

شيعت جموع غفيرة عصر أمس الجمعة (16 سبتمبر/ أيلول 2016) الفقيد الشيخ علي المبارك ووارته الثرى بمقبرة عالي. وبدأ موكب التشييع من مسجد الإمام الحسن القريب من منزل الفقيد والذي اعتاد الصلاة فيه. وانتهى عند جامع عالي القديم حيث أنزلت الجنازة للصلاة عليها قبل أن ترفعها الأكفّ نحو مقبرة عالي حيث دُفن هناك في قبر أبيه العلامة الشيخ ابراهيم المبارك.

وقال الشيخ ناصر العصفور لـ «الوسط» مؤبناً الفقيد «في تأبين العلامة الحجة الشيخ علي بن العلامة الشيخ ابراهيم المبارك رحمه الله، لا يسعني إلا أن أقول اننا فقدنا عالماً ألمعياً وعلامة متعدد المواهب وكفاءة في القضاء والتأليف والتدوين والتدريس. كان رحمه الله مثالا واضحا لحب العلم ونموذجا لعشق المعرفة، فهو مهموم أبدا في كل أوقاته وحالاته بالاستزادة والاطلاع، يتنقل بين حقول العلوم والمعارف المختلفة، ويغترف من أزهارها، ويجتني دررها. ورغم معاناته الصحية وأمراضه التي لازمته سنين طويلة تجد فيه روح المثابرة والاجتهاد والانكباب على المطالعة والكتابة والتدوين وملازمة التأليف، إذ لا يفارق القلم بصورة منقطعة النظير».

وأضاف «علاقتي به كانت أكثر من صلة قرابة، فقد كانت أيضا زمالة وصداقة ورفقة في طلب العلم من العام 1979. كان مجدا في تحصيله ومثابرته في طلب العلم وملازمة العلماء ومصاحبة الأدباء، واشتغل بالتدريس مدة طويلة تخرج على يديه عدد كبير من العلماء وطلبة العلوم الدينية في البحرين وغيرها من دول الخليج. كان رحمه الله طاهر القلب نقي السريرة يلمس منه ذلك كل من عرفه وخالطه. كما انه يمتاز بروح الدعابة والمفاكهة مع وقار العلماء وأريحية الأدباء وخفة الظل».

وأشار العصفور إلى أن الفقيد « كان في غاية التواضع بعيدا عن التكلف. يكره التصنّع ويخالط الناس بأريحيته المعهودة بكل رحابة وبساطة، لا يمل جليسه ولا يخلو مجلسه من فائدة علمية فقهية أو أدبية أو تاريخية وغيرها. واذا كتب في مجال علمي يبذل جهده وطاقته في تتبع المصادر والمراجع العلمية، فكتاباته تمتاز بالجانب التحقيقي العلمي الرصين، فهو لا يكتب لمجرد الكتابة. وله مؤلفات وكتابات متنوعة تكشف عن سعة اطلاع وموسوعية في الثقافة والمعرفة وخصوصا في جوانب الفقه والأدب والشعر والتاريخ والتراث».

من جهته قال صديق الفقيد، ابراهيم علي العالي ان «رحيل العلامة الشيخ علي المبارك خسارة، فهو من رجال العلم الأجلاء وله مؤلفات أثرت مكتبة المذهب. وأذكر أن الراحل سماحة العلامة الشيخ أحمد العصفور كان يقول في إشارة لمرتبة الفقيد العلمية انه فقيه بمعنى الكلمة، وذلك نظرا لما قدمه للمذهب ولمكتبته. وبالنظر لما كتبه في الميراث فإن هذا التخصص من أصعب التخصصات إذ يُعبر عنه العلماء بنصف الفقه. أضف لذلك ما قدمه من كتب في مجالات أخرى وتعليقات وتحقيقات على كتب الفقهاء والعلماء».

وأضاف «ورغم مكانة الشيخ العلمية وشموخ قامته إلا أنه كان في غاية التواضع والبساطة في تعامله مع من حواليه. ومجالسته لا يمل منها فهو رجل اجتماعي ووصول. وما قد يجهله الناس عنه انه كان رساماً وذويقاً في هذا المجال. كان يعشق الرسم وبالأخص المناظر الطبيعية وله عدة أعمال».

وعن دفنه في قبر والده العلامة الشيخ ابراهيم المبارك أفاد العالي «أخبرنا ابن الفقيد أن أباه كان يتحدث عن رغبته في أن يدفن في قبر والده، وأنه يرى أن ذلك غير ممكن؛ نظرا لضيق مساحة البناء المحيطة بالقبر. وعليه ذهب الشيخ ناصر العصفور لرؤية مساحة بناء القبر فوجد أنه من الممكن أن يتم دفنه مع أبيه. وبذلك تم دفن الفقيد مع أبيه بناء على رغبته التي أسرّ بها لأولاده».

إلى ذلك تحدث زوج ابنة الفقيد وابن اخته، محمد جعفر، انه وأثناء سفره مع خاله لاحظ عليه كثرة انشغاله بالقراءة والكتابة، مضيفاً «كان يحرص على استثمار وقت في القراءة والكتابة رغم سوء حالته الصحية. فجهاز اللابتوب معه باستمرار كي يكتب فيه ملاحظات وما يجول في فكره». وعن علاقته الاجتماعية بأفراد العائلة أفاد « تربطه بأبنائه وأحفاده علاقة وثيقة وقريبة. إذ كان كثير الجلوس معهم والتواصل. وكذلك مع أفراد عائلته بشكل عام. فتواضعه وخفة ظله وسعت صدره جعلت منه محبوبا لدى العائلة وقريباً من أفرادها».

جموعٌ شاركت في تشييع جثمان الفقيد
جموعٌ شاركت في تشييع جثمان الفقيد

العدد 5124 - الجمعة 16 سبتمبر 2016م الموافق 14 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:26 ص

      الله يرحمه برحمته التي وسعة كل شيء وأسكنه فسيح جنانه ويلهم اهله الصبر والسلوان يارب العالمين ،،(الفاتحة)

    • زائر 8 | 7:20 ص

      تعلمنا على يدية دروس في منهاج الصالحين للسيد الخوئي وكان قوي البيان والشرح وكان يحبب طلابه للدرس ولا بجعله درسا جافا مملا ولمسنا منه التواضح والدعابة والمزاح والغشمرة مع طلابه. رحمك الله شيخنا الجليل أيها العلامة الكبير..

    • زائر 7 | 5:19 ص

      كان رجلا في قمة التواضع والبساطة رغم ما يملكه من علم، رحمة الله عليه
      من النادر أن تجد رجل دين يحمل كل صفات المرحوم في شخص واحد

    • زائر 6 | 5:01 ص

      جمعية أصدقاء مرضى الكبد تقدم خالص العزاء لاسرة الفقيد.
      رحمه لله برحمة الابرار، والهم اهله الصبر والسلوان

    • زائر 5 | 2:43 ص

      كان رجلا في قمة التواضع والبساطة رغم ما يملكه من علم، رحمة الله عليه
      من النادر أن تجد رجل دين يحمل كل صفات المرحوم في شخص واحد

    • زائر 4 | 12:52 ص

      الفاتحه
      وللموءمنين

    • زائر 3 | 12:41 ص

      لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
      إنا لله وإنا إليه راجعون
      رحمه الله

    • زائر 2 | 11:10 م

      رحمة الله

      رحمه الله وحشره مع محمد و ال محمد

    • زائر 1 | 9:54 م

      الله يرحمه برحمته الواسعة وجعل الله مثواه الجنة وحشره مع محمد وآله ص

اقرأ ايضاً