العدد 5124 - الجمعة 16 سبتمبر 2016م الموافق 14 ذي الحجة 1437هـ

على الجميع بذل الجهود لحماية غلافنا الجوي

بان كي مون comments [at] alwasatnews.com

الأمين العام للأمم المتحدة

(كلمة بمناسبة اليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون الموافق 16 سبتمبر/ أيلول 2016)

لقد تغير العالم منذ احتفالنا العام الماضي باليوم الدولي لحفظ الأوزون. فلدينا الآن خطة التنمية المستدامة لعام 2030، التي ستحفز النمو المنصف الشامل للجميع وتجلب المزيد من الازدهار للناس ولكوكبنا. أما فيما يتعلق بتغير المناخ، فلدينا اتفاق باريس الذي شكّل منعطفاً تاريخياً في مسعانا المشترك نحو إقامة عالم آمن مستدام.

واليوم، يجب أن نترجم طموحنا إلى أعمال ملموسة، ونعزّز سبل حماية المناخ باستغلال الزخم الذي أتاحه بروتوكول مونتريال بغية إحراز قدر من التقدم في إبطاء الاحترار الوشيك الناجم عن الهيدروفلوروكربون، الذي يعدّ واحداً من أسرع غازات الدفيئة نمواً.

وستكون الفرصة سانحة لتحقيق هذا الهدف في الشهر المقبل، عندما تلتئم الوفود الوطنية في رواندا للتوصل إلى توافق آراء عالمي بشأن خفض الهيدروفلوروكربون تدريجياً في إطار بروتوكول مونتريال. ففي السنوات الماضية، كان الهيدروفلوروكربون يستخدم على نطاق واسع باعتباره بديلاً فعالاً للمنتجات المضرة بطبقة الأوزون، ولا سيما المواد المستخدمة في مجالي التبريد وتكييف الهواء. غير أن الأبحاث العلمية كشفت أن الهيدروفلوروكربون هو غاز دفيئة ذو قوة شديدة للغاية، بصرف النظر عن إسهامه في تخفيض المخاطر المحدقة بطبقة الأوزون إلى حد كبير. ونظراً إلى ازدياد استخدامه بوتيرة سريعة، لابد أن نتخذ إجراءات حاسمة، على غرار ما فعلناه سابقاً عندما سلكنا السبيل المؤدي إلى تعافي طبقة الأوزون.

وينطوي الخفض التدريجي للهيدروفلوروكربون على منافع جمّة. فمن شأنه أن يتيح تقليص الاحترار العالمي بنسبة تصل إلى نصف درجة بحلول نهاية القرن الحالي، مما سيعطي اتفاق باريس دفعة قوية، كما من شأنه أن يسهم في تحسين الكفاءة في استخدام الطاقة بشكل كبير باستعمال بعض سوائل التبريد والتكنولوجيات البديلة.

وبديهي أن المشاكل العالمية تتطلب حلولاً عالمية. لذلك، فأنا واثق من قدرتنا على تذليل أي عقبات، إذ رأيت بالفعل بلداناً تتخذ من تفعيل بروتوكول مونتريال وسيلةً لتجنيب سكانها ما قدره مليوني حالة من حالات سرطان الجلد كل سنة، ولتفادي تعريض عدد أكبر من ذلك بكثير للمعاناة الناجمة عن مرض الساد.

وباستخدام نظام بروتوكول مونتريال لخفض الهيدروفلوروكربون تدريجياً، ستتكامل جهودنا مع سائر الجهود المبذولة لتخفيض ثاني أكسيد الكربون وغيره من انبعاثات غازات الدفيئة في إطار عملية اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ. وفي خضمّ الاحتفال بهذا اليوم الدولي لحفظ طبقة الأوزون، علينا أن نستحضر ما قطعناه من أشواط في هذا المضمار، وأن نلتزم ببذل المزيد من الجهود في سبيل حماية غلافنا الجوي. فهلمّوا نعمل سوياً حتى نتمكن من بناء عالم ينعم بمزيد من السلامة والصحة والرخاء والقدرة على الصمود لما فيه مصلحة جميع الناس، دون إغفال حماية كوكبنا، الذي لا موطن لنا غيره.

إقرأ أيضا لـ "بان كي مون"

العدد 5124 - الجمعة 16 سبتمبر 2016م الموافق 14 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً