العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

“التوحد”.. مشوار يبدأ بخطوة

حسين الشهابي -    رئيس لجنة دراسة الحالات الاجتماعية - جمعية التوحديين البحرينية 

26 سبتمبر 2016

التوّحد عالمٌ يلّفه الغموض، لن نتمكن من فك رموزه إلا إذا سلطنا عليه الضوء، وعرفناه عن قرب. من هذا المنطلق، تسعى جمعية التوحديين البحرينية منذ تأسيسها لوضع فئة التوحد تحت المجهر؛ لترسم خطوطها العريضة للمجتمع، فيكون متقبلاً متفهماً ومحتضناً لأطفالنا ذوي اضطراب طيف التوحد.

ولتحقيق ذلك، لا بد أن تتضافر الجهود على مستوى المجتمع ككل، ولكل مؤسسة من مؤسسات المجتمع دورٌ يساهم بشكل أو بآخر في بلورة ثقافة التوحد، وكيفية التعامل مع هذه الفئة التي باتت تشكل نسبة ليست بقليلة في مجتمعنا. 

فوزارة التربية والتعليم قد قامت بدمج أطفال التوحد في المدارس الحكومية منذ عدة سنوات، ولكن هل يتم تهيئة الهيئات الإدارية والتعليمية، أو حتى الطلبة في هذه المدارس قبل أن يتم دمج الأطفال التوحديين، ليكونوا على دراية ومعرفة بهذه الفئة وكيفية التعامل معها؟ 

بالإضافة إلى ما يُقدّم لهؤلاء الأطفال في صفوف الدمج، يأمل أولياء الأمور أن يروا أبناءهم قد حققوا إنجازاتٍ مشرقة تضيء مستقبلهم يوماً ما، فلمَ لا يكون هناك تركيز على جوانب التميز لدى الطفل التوحدي، ومحاولة تنميتها ورعايتها وصقلها، لتكون نقطة قوة لديه ليشق طريقه في المراحل القادمة من حياته، عوضاً عن التركيز على إكسابه مهارات أكاديمية فقط شبيهة بمنهج أقرانه العاديين؟

ولوزارة الصحة دورها أيضاً في دعم أطفالنا التوحديين بتهيئة الأطباء، وتعريفهم بفئة التوحد وكيفية التعامل معها. كما يمكن أن تقوم وزارة الصحة بتخصيص عيادة أو قسم لأطفال التوحد لتلقي العلاج في جميع المراكز الصحية في المملكة، على أن يكون الأطباء وطاقم العمل في هذا القسم مؤهلين للتعامل مع التوحديين.

 

لعلنا نسعى لصنع مجتمع يكتسي بثقافة التوحد في على جميع الأصعدة، وهذا يتطلب تعاون جميع الجهات من أجل الوصول للغاية المرجوة.

ولعل هذه الخطوات المذكورة، هي أولى الخطوات التي ستوصلنا للطريق، وهذا يتطلب وقتاً وجهداً، ولكن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة. وإن أردنا أن نصنع التغيير، ونمهد الطريق لأبنائنا ونذلل الصعاب أمامهم ليبدعوا، لا بد أن نسعى جاهدين وبكل السبل الممكنة لتحقيق ذلك.

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 10:45 ص

      أطفالنا
      كلمات رائعة ابو علي ...
      لامست الواقع ...
      أطفالنا مهما بلغ بهم التطور فهم بحاجة برعاية ....

    • زائر 4 | 12:47 م

      معاناة ذوي أطفال التوحد لا تنتهي بدءًا بمرحلة التشخيص الصعبة والمتعسرة ومرورا بمرحلة الحضانة والروضة ثم التعليم في المدرسة، يجب ان يستوعب المجتمع اطفالنا بكافة مؤسساته الحكومية والخاصة.

    • زائر 3 | 11:03 ص

      رسالتك تلامس قلوبنا أبو علي يعطيك ألف عافية
      أم علي محمد

    • زائر 2 | 10:40 ص

      وزارة التربية وضعت معايير صعبة لقبول اطفال التوحد بمامعناة انهم يريدون أطفال مهيأين اكاديمياً!! وترفض الأطفال اللذين تقل مهاراتهم الأكاديمية عن أقرانهم الطبيعيين !! ما هو دور صفوف التوحد إذن ، وأين هو حق التعليم لكل مواطن الذي كفله الدستور والقانون؟!!! أليسوا أطفالنا لهم حق التعليم ؟؟؟
      لماذا نتكبل عناء دفع رسوم باهضة ترهقنا للمراكز الخاصة ؟؟!! لماذا ولماذا ولماذا؟؟؟ نحن لا نطالب إلا بأبسط حقوق أطفالنا ونرجوا أن نجد في الوزارات من يسمع صوتنا.

    • زائر 1 | 10:30 ص

      هدفنا هو التوعيه لفهم هذه الفئه و التعامل معها بسهولة

اقرأ ايضاً