العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ

حسين: العاقل من يلجأ للمعالج النفسي

الراحة النفسية تعني أن تكون متصالحاً مع نفسك لتتغلب بذلك على الهموم والمشاكل التي تعتريك في حياتك. هكذا يعرفها أحمد عبد الله حسين.

وأقر أنه لا يعرف مؤسسات بعينها تهتم بالصحة النفسية ولكنه على اطلاع مستمر بنشاطات جمعية المعامير الخيرية التي تقدم نشاطات ودورات وورش تدريبية في هذا الصدد من قبل استشاري الصحة النفسية د. حسين العصفور.

وعند سؤالنا إياه عن إذا كان من المحيطين به ممن يعاني اضطرابا نفسياً، أجاب: «لدي حالة في العائلة شبيهة بالاضطرابات النفسية فأخي الصغير ذا الـ 23 ربيعاً اختار ما أستطيع وصفها بـ «الانطوائية» لدرجة إنه تخلى – بقراره الشخصي – عن مواصلة الدراسة الجامعية وقمنا بالضغط والاصرار عليه أنا وإخوتي ممن يكبرونه سناً ليتخذ لنفسه وظيفة».

ويرجع حسين هذا – بحسب رأيه – إلى الإفراط في التدليل والخوف المبالغ فيه من قبل الأم حيث إنه (آخر العنقود) فتلقى ما لا تلقاه إخوته من حرص أكبر على عدم الخروج من المنزل خشية أن يتأذى أو يتعرض لمضايقات من أبناء سنه. هذا السبب من وجهة نظر حسين هو ما تسبب لأخيه بأن يحيط نفسه بالعزلة الاجتماعية كما ويدعو بدوره أولياء الأمور إلى الالتفات لهذه النقطة الحساسة التي قد تترتب عليها عواقب مستقبلية على صعيد الثقة بالنفس والصحة النفسية بشكل عام.

يتحدث حسين عن مجتمعه الأكبر، ويقول إن البعض ممن تهيأت له الظروف المادية والسبل الكريمة قد تعدى من أعوامه الأربعين ومازال عازفاً عن الزواج أو الارتباط رغم صيته وسيرته الحسنة وأضف على ذلك حبه للأطفال. يتساءل حسين عن الأسباب ويعزوها إلى الخوف من الخوض في غمار تجربة لم تكن ناجحة أو لم تكن التجربة الأمثل في حياة والديه أو بعض المقربين، وبالتالي فإن الاسقاط النفسي على هؤلاء أثّر بسلبيته عليهم فهم يرون في الزواج سبباً لمشاكل كبيرة تلاحق حياة أحباءهم ولذا فإن السبيل الأصلح هو العزوف عن الارتباط أو حتى البحث عن شريك مناسب تفادياً لما سيترتب عليه لاحقاً.

امتد الحديث بعدها عن الخدمات المتاحة في مملكة البحرين لمن يعانون اضطراباً نفسياً والتي شدد ضرورة أن يسلط الإعلام الضوء عليها بشكل مكثف. فهو نفسه لم يكن يعلم عنها شيئاً لولا عمل أخيه كحارس أمن في مستشفى الطب النفسي.

ويهاجم بشدة الذين يوصمون المضطربين نفسياً بالـــ « المجانين « ويصفهم أنهم هم أنفسهم بحاجة إلى علاج نفسي، فالعاقل هو من يلجأ إلى المعالج النفسي، وأما المجنون فلا يعرف إليه سبيلا! ومن الخطأ الحكم على مرتادي الطب النفسي، فهنالك نماذج وأمثلة في المجتمع ممن يحتاجون إلى هكذا علاج وجلسات كمدمني المخدرات والمسكرات، ومدمني السرقة والتحرش فهم بأمس الحاجة إلى العلاج وإعادة التأهيل.

يختم حسين حديثه برتجيحه لكفة العلم والعقل فهو يفضل اللجوء إلى المعالج النفسي فضلاً عن المعالج الروحي الذي يصفه بالدجَّال الذي يمتهنها كطريقة للنصب والاحتيال.

العدد 5134 - الإثنين 26 سبتمبر 2016م الموافق 24 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً