العدد 5136 - الأربعاء 28 سبتمبر 2016م الموافق 26 ذي الحجة 1437هـ

والدي كان يسميني “راس المال”

إسمهان بوخوة:

مهد لها تخصصها في مجال إدارة الأعمال في أن تخوض تجارب كبيرة على مستوى المشاريع الضخمة، حتى عندما كانت تواصل دراستها الجامعية (ماجستير إدارة أعمال من جامعة تورنس بأستراليا).

وكانت في الوقت ذاته تعمل وتطبق الأفكار الأكاديمية في عملها مع والدها الوجيه حسن بوخوة، وأكثر من ذلك، كانت توائم بين البحوث والدراسات التي تجريها وبين المشاريع التي تنفذها مجموعة حسن بوخوة التجارية التي تتولى فيها منصب المدير المالي، ومن خلالها، تحدد نقاط الضعف والقوة والخيارات المطروحة لإنجاح المشروع.

في حوار "بيللا" مع المدير المالي لمجموعة حسن بوخوة السيدة إسمهان بوخوة، كانت الجولة في عدد من المشاريع الكبرى، تكشف مدى حجم العمل وثقله، والتحديات التي تواجه امرأة بحرينية في مجال متعدد الأوجه:

العيش في جزيرة

سنبدأ لقاءنا بجولة في الجزيرة التي عشت فيها، وكانت من أهم المسئوليات عليكم أن توفروا ما يمكن تسميته (مدينة لعيش أكثر من 2000 إنسان)، فأي جزيرة تلك وكيف كان الوضع فيها؟

الوضع كان رائعًا (تبتسم).. الحديث هنا يتعلق بمشروع مقاولة إنشائية لبناء 158 وحدة سكنية في إحدى جزر مشروع (درة البحرين) ضمن مناقصة رست على مجموعتنا، وكنت أتولى حسابات المشروع بالطبع، ولك أن تتخيل أن ذلك المشروع يتطلب عمل 2500 عامل من مختلف التخصصات، وكان لزامًا علينا أن نبني لهم المساكن في موقع المشروع، ونوفر لهم وسائل الترفيه والراحة، بل حتى الخدمات البنكية نقدمها لهم في الموقع.

وهذه عملية طويلة وصعبة لكننا استفدنا منها كثيرًا، ومن هذه الجزيرة سأنقلك إلى مشاريع أخرى كبرى كانت تمثل لنا تحديًا للنجاح، فقد كان لدينا 13 مقاولة إنشائية في ميناء الحد في الفترة من 2009 حتى 2011، وكذلك إنشاء معهد الشيخ خليفة كمدرسة صناعية في المحرق، ومشروع مدينة عيسى الرياضية ويتضمن ثلاث مبان، ومن المهم الإشارة أيضًا إلى بناء وحدات سكنية في مدينة زايد، وفي كل مرة، وهذا ما أود قوله، هناك طابع جديد في العمل.

وماذا عن مجمع سار؟

مجمع سار الذي يعتبر مشروعًا حديثًا عمره ثلاث سنوات، له أهمية خاصة بالنسبة لي، حيث أن المجتمع تطلب نظرة إبداعية أكثر ويحتاج إلى لمسات نسائية في العمل بكل المراحل، وهذا ما قمت به، ولهذا كانت لي لمساتي الخاصة في مشروعين: مساكن جزيرة درة البحرين، ومجمع سار التجاري، وكان الوالد الوجيه حسن بوخوة هو الداعم، فقد أسسنا أنا وإخوتي على العمل المبتكر، وكنا نتابعه ونرى ما يفعل ونحاول تقليده، وهو قدوتنا لأنه من باب خبرته يعطيك المعلومة الدقيقة بمجرد سماعه الفكرة أو نظرته إلى المشروع.

وهل انعكست تلك اللمسات على أذواق ووجهات نظر رواد المجتمع.. يبدو أنه يستقطب الكثير من المواطنين والمقيمين من مختلف مناطق البحرين؟

هذا صحيح، نحن اليوم نشعر بالرواد ونراهم كثيرًا حتى اعتدنا على الكثير من الزبائن الأعزاء على قلوبنا، فهم ليسوا فقط روادًا بل أصبحوا يهتمون بالمجمع لدرجة أن بعضهم يوجه عمال النظافة أو الصيانة أو يرفع لنا الملاحظات في حال وجود ملاحظة ما، ونحن أيضًا نتشارك معهم في الأفكار والآراء فهذا مكانهم.

تعدد المهام واكتساب الخبرات

ألا تخشين من حجم العمل المالي في هذه المشروعات الكبيرة؟

منذ صغري وأنا أحب الأرقام، وكان والدي حفظه الله يسميني (راس المال)، وهذه التسمية رسخت في عقلي فكثفت عملي في مجال الحسابات مما جعلني أكثر حرصًا في المحافظة على أموال والدي لأنني أحبه كثيرًا وهذا يجعلني أكثر حرصًا وإلمامًا بسير العمل في الحسابات كعمود فقري، ومن الحسابات أيضًا أحاول تطوير نفسي وهذا ما جعلني أتجه لفكرة (تعدد المهام)، فأصبحت قادرة على العمل في عدة وظائف ومجالات في آن واحد، والحسابات عندي اليوم كالماء، ولدي طاقات مختلفة أحاول توظيفها في المجموعة بتشجيع من الوالد الذي يفتح المجال لنا للدخول في كل عمل وعدم الاقتصار على مجال واحد، وحتى حينما يحدث نقص في الموظفين، كالموارد البشرية مثلًا أو غيرها، فإنني أبادر لأحل محل النقص وأغطيه وأمارس مهنة الموارد البشرية وغيرها من إدارات، فهذا التغيير يمثل لي متعة كبيرة، ويجعلني أيضًا لصيقة بالإدارة لمعرفة جوانب الضعف والقوة وأين الفرص المميزة فيها وكيف نجدد العمل، وهذا يضيف إلى خبرتي الشيء الكثير.

البحث عن المفتاح

ما هي أصعب أزمة أو مشكلة واجهتك في حياتك العملية وكانت تمثل لك هاجسًا مقلقًا؟

في الواقع، الحوادث والقرارات المفاجئة تحدث كثيرًا في عملنا، لكننا جميعًا.. أنا وإخوتي نجلس مع الوالد ومع المسئولين ونتحاور، وبالهدوء نعالج أي أزمة تواجهنا، ولله الحمد، فإن دعم الوالد وإخوتي والأهل أمر أساسي بالنسبة لي، وكل واحد منا في إدارته يدعم الآخر ويقدم خبرته ورؤيته، وحين نتشاور فذلك الطريق يمهد للحلول، وأنا أؤمن بأنه ليس هناك شيء في الدنيا مغلق ولا يمكن فتحه بل لابد من وجود مفتاح علينا أن نبحث عنه بالتفكير الهادئ والتشاور والعصف الذهني.

إذن أنت ترين أن العلاقة العائلية مكنتك من النجاح.. كيف هي علاقاتك الاجتماعية والأسرية في خضم هذه المسئوليات؟

الحمد لله، ربيت عيالي سلمان (22 عامًا سينهي دراسته الجامعية هذا العام في تخصص إدارة الأعمال)، وطلال (19 عامًا يدرس الهندسة المدنية)، وركّزت اهتمامي على تعليمهم منذ صغرهما حتى أنني كنت أرافقهما إلى المدرسة ذهابًا وإيابًا، والعلاقات الأسرية بالنسبة لي قوية جدًا لأننا كعائلة نلتقي في العمل بشكل مستمر، أما العلاقات الاجتماعية فهي مدرجة ضمن جدول محدد لزيارة الأهل والأصدقاء والمعارف مرة في الأسبوع ولا أنقطع عنهم أبدًا.

حديقة منزلي ورواياتي

وماذا عن اهتماماتك وهواياتك التي تمثل لك فسحة للراحة؟

لا أميل للتلفزيون أبدًا، ولكنني أعشق الأعمال اليدوية وأحب الطبخ، كما تملأني الزراعة شغفًا ولي حديقة منزلية أزرع فيها الخضروات والفاكهة وأحب قطفها بيدي وأطبخها.. أزرع البقدونس والجرجير والسبانخ والثوم والبطاطس، وأطباق مطبخي في حديقتي (تبتسم)..كما لدي حظيرة صغيرة فيها بعض الغنم والدجاج.

أما القراءة، فالمجال المحبب لي الأدب والروايات، ولكن الأديب المرحوم الدكتور غازي القصيبي هو الأول في الأدب وكذلك في علم الإدارة.

تحويل العمل إلى إبداع

وهل من كلمة خاصة كمسك ختام؟

حبًا في الجميع، أود أن أقول لكل الناس.. حين تعملون، اندمجوا مع عملكم كحب تهوونه ثم اجعلوه يتحول إلى عادة جميلة ومنها ستبدعون وتبتكرون الجديد، الشغف هو أن يتحول العمل إلى إبداع، والنقطة الأساس هي أن يكون التفكير (على مستوى عالمي) والتطبيق محلي، أي أن نتابع ما يجري في العالم من تطورات وننقلها إلى واقعنا اليومي.

العدد 5136 - الأربعاء 28 سبتمبر 2016م الموافق 26 ذي الحجة 1437هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً