العدد 5150 - الأربعاء 12 أكتوبر 2016م الموافق 11 محرم 1438هـ

ويسألونك عن الإنسانية

فائزة عبدالأمير

أخصائية نفسية بمركز عائشة يتيم للإرشاد الأسري

في رسالة وجهها للعالم بمناسبة «الاحتفاء باليوم العالمي للعمل الإنساني» في العام 2015، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون: «بات أكثر من 100 مليون شخص، نساءً ورجالا وأطفالا، يحتاجون إلى مدّهم بالمساعدة الإنسانية لإنقاذ حياتهم من الموت المحقق، ولأسباب متعددة في مختلف أنحاء العالم...»، كما أكد أن الجميع في هذا اليوم، يحتفلون بإنسانيتهم التي تمثل القاسم المشترك بين بني البشر، حيث يشارك في الاحتفال، الأسر والمجتمعات التي تكافح من أجل البقاء على قيد الحياة، وهي المفعمة بروح الصمود والكرامة.

اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة التاسع عشر من أغسطس/ آب من كل عام «يوما عالميا للعمل الإنساني»، من أجل تكريم العاملين الذين يواجهون الأخطار والمحن لمساعدة الآخرين، فهذا اليوم يحمل في مضمونه قيمة مميزة لأصحاب العطاء الانساني على جميع الأصعدة.

كما يشمل ذاك الدعم، المتطوعين في مواجهة الكوارث الصحية والبيئية والنزاعات المسلحة، ومواجهة تحديات الاعاقة والشيخوخة الواقعة على الفرد والأسرة الى جانب الداعمين لقضايا المرأة ضد العنف الموجه لها بأشكاله المختلفة.

لقد تنامت ثقافة العمل الإنساني والتطوعي في الآونة الأخيرة بشكل واضح وجلي لاسيما في اهتمام الجانب الحكومي والأهلي وتنافسهما في تنظيم الفعاليات المعبرة والداعمة وحشد الطاقات والجهود الشبابية من منطلق المحبة الانسانية بين البشر في الداخل والخارج عامة، فضلاً عن الدعم الانساني العالمي للمرأة بوجه خاص، فهو يمثل صور مضيئة لمثل هذا اليوم، حيث تبرز فيه جهود العاملين في شتى مجالات الخدمات الانسانية، سواء في الهيئات الحكومية أو في أنشطة المؤسسات الأهلية التي تقدم خدماتها التطوعية دون مقابل، وهي بذلك تطرح نموذجاً يحتذى به في العطاء غير المشروط بما حملته على عاتقها من دعم لقضايا المرأة وحقوقها في جميع المجالات وفي كل أنحاء العالم، وذلك تقديرا لمكانتها في بناء الانسان والمجتمعات الإنسانية.

عند النظر إلى أوجه دعم المرأة الإنساني ونشاط الداعمين لها، يمكن القول؛ إنه وبرغم الجهود الرسمية المبذولة والمميزة، وما تقدمه المؤسسات الأهلية العريقة من أنشطة وخدمات لا يمكن اغفالها في هذا الصدد، إلا إنها لاتزال بحاجة الى الدعم المادي والمعنوي المستمر من قبل المسئولين وأصحاب القرار، من أجل دفعها دفعاً إيجابياً وتفعيل مستوى هذه الخدمات والأنشطة بقوة، وحفزها وتشجيع انطلاقها على أوسع مدى في المجتمع المحلي، إلى جانب عدم اغفال أهمية تكريم العاملين في هذه الميادين وتشجيعهم على مواصلة البذل والعطاء، لما له من مساهمة مهمة في تمكين المرأة وبناء كيان الأسرة والمجتمع.

هذا وليس مستغربا وجود بعض العقبات والتحديات التي تواجه القائمين على تقديم هذه الخدمات، ومنها ضعف التواصل بين هذه المؤسسات الأهلية والرسمية بعضها بعضا مما يضعف الجهود المقدمة، وكذلك اغفال أهمية دور وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي والتكنولوجي سواء على الجانب المحلي أو العالمي، وخاصة مع المنظمات والمؤسسات العالمية التي تقدم الدعم نفسه التي يمكن الاستفادة منها في التعرف على التجارب المتطورة في هذا المجال، ومن المهم بمكان تكثيف الحملات الإعلامية الوطنية للتعريف بمناسبة «اليوم العالمي للعمل الإنساني»؛ بهدف دعم العمل الانساني والتذكير بأهميته وضرورته في التنمية المستدامة.

في هذا الصدد نلفت إلى التجارب المتطورة في هذا المجال، ومنها على سبيل المثال؛ مناقشة دولة الامارات العربية المتحدة العام 2015 المبادرة الانسانية (كل امرأة - كل طفل) التي تركز على تحسين جودة الرعاية والدعم الانساني للنساء والأطفال والمراهقين، ممن يعانون أوضاعاً إنسانية متردية وأزمات، وذلك في الاجتماعات الدولية التي عقدت في نيويورك.

ومن منطلق وجود شخصيات محلية وعربية وعالميه تمثل القدوة للجميع في احترام العمل الانساني والسعي لتقديمه بدون قيد أو شرط، نشير إلى تألق (جائزة عيسى لخدمة الانسانية)، هذه الجائزة التي تمنحها مملكة البحرين الى رواد العمل الانساني المتميزين في أي بقعة من بقاع العالم ممن يحققون منجزات انسانية متفردة، وتعتبر هذه الجائزة إنجازاً حضارياً رائعاً في تعبيره عن قيمة العمل الانساني وتكريم القائمين عليه بتميز.

نعم، من هنا تكمن أهمية الاحنفال بمناسبة «اليوم العالمي للعمل الانساني»، وتكريم العمل الانساني والقائمين عليه ومن قدموا ولايزالون يقدمون خدماتهم الجليلة دون نزعة مادية، بل انطلاقاً من الانسانية التي تغمرهم وتدفعهم للعطاء من أجل إسعاد الآخرين وراحتهم، هؤلاء هم الرمز الحقيقي لهذا اليوم وفخره، وهم وهن من يستحقون كل التقدير والرفعة.

إقرأ أيضا لـ "فائزة عبدالأمير"

العدد 5150 - الأربعاء 12 أكتوبر 2016م الموافق 11 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:29 ص

      شكرا اختى على هاده المقال اختى الكون بخير وخيرات الله موجوده فيه بس جشع المتكبرين على الله خله الانسانيه فى دمار ونتمنى من الله ان اخلصنا من الظلمة الذين يحاربون الله والله كريم

اقرأ ايضاً