العدد 5161 - الأحد 23 أكتوبر 2016م الموافق 22 محرم 1438هـ

حب العمل

صالح حسين comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

العمل مثل الحياة، وهو شيء يجب أن تحبه لتستطيع أداءه بشكل صحيح. إنك تحب حياتك وتفعل كل ما هو ممكن للاستمتاع بها وعيشها بهناء. العمل أيضاً، يجب أن تحبه ويجب أن تعتز وتحتفي به. إن الحياة من دون عمل ليس لها معنى.

لكي تكون ناجحاً في الحياة، يجب أن يكون لديك حب وشغف بالعمل، والحب والشغف سيمكنانك من بذل قصارى جهدك للقيام بالعمل بأفضل ما يكون. سيصبح عملك جزءاً مهماً من حياتك، ومركز الكون الخاص بك. أنت تتعلم وتدرس وتحصل على تدريب لأجل أن تقوم بعملك بأفضل ما يمكن.

كلنا نصادف في حياتنا العملية بعض الموظفين الذين لا يحاولون القيام إلا بأقل قدر ممكن من المهمات في عملهم. البعض منهم قد ينظر للعمل على أنه وقت يتوجب تمضيته بأسرع ما يمكن أو مجرد مصدر للدخل. بالتأكيد، ومن نافلة القول، إن علينا جميعاً أن نعمل لكسب عيشنا. ليس هناك شك في ذلك، ولا خلاف بشأن هذا الموضوع فهذه حقيقة ثابتة، لكن الذين يقومون بأداء عملهم بحماس وشغف ستكون لهم في أغلب الأحيان فرصة أفضل للترقي والتقدم في حياتهم الوظيفية.

إن موقف بعض الناس من العمل ونظرتهم له تنبع من سوء فهم لمعنى العمل والغرض منه. نحن بحاجة للعمل؛ والعمل لا يحتاج لنا حيث إن هناك غيرنا الذين يمكنهم القيام به بدلاً عنا. لكن حياتنا، كبشر، ستكون أكثر إثارة عندما نعمل. إن مهمتنا على كوكبنا الأرض هي بناء حياة وعالم أفضل لنا وللأجيال القادمة.

إذا كنت تؤدي عملك بحب وشغف وتفانٍ ستجني نتيجة ذلك عاجلاً أم آجلاً. إن المشكلة مع بعض الموظفين أنهم غالباً ما يتوقعون أن يتحقق مردود أعمالهم من حيث المال والترقيات في توقيت يحددونه هم لأنفسهم. إن الأمور لا تسير بهذه الطريقة في كل مرة. قد تحدث في بعض الأحيان استثناءات بطريق الصدفة، ولكن بالتأكيد ليس في جميع الأوقات.

بعض الناس يعتقدون أنهم إذا بذلوا جهداً كبيراً في العمل اليوم ستتم مكافأتهم اليوم، ونعني اليوم وليس الغد. إذا أدوا عملاً ممتازاً اليوم، يتوقعون زيادة راتب أو ترقية في اليوم التالي. وفي الواقع، بعضهم يتوقع الترقية في اليوم نفسه. لو كانت الأمور تسير على هذا المنوال لأصبح جميع الموظفين مديرين، ولن يكون أي أحد في منصب أقل من ذلك. في حين أن هذا قد يكون جيداً للشخص المعني، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للمؤسسة. إن وصول أشخاص إلى مواقع القيادة من دون خبرة ومهارات قوية يخلق مختلف أنواع المشاكل المستقبلية للمؤسسة. والأمثلة على ذلك كثيرة، وخاصة بعد ما كشفت عنه الأزمة المالية العالمية الحالية من قصور في الإدارة، نتجت عنه خسائر كبيرة مازالت بعض من المؤسسات والشركات والمصارف تدفع كلفتها الباهظة حتى الآن.

إنك تحب العمل وتصبح جيداً في أدائه بصرف النظر عما إذا كانت ستتم مكافأتك بشكل كافٍ أم لا. إنك تحب العمل من أجل العمل، وليس من أجل الحصول على مكافآت مقابل عملك. إلى جانب ذلك، ستأتيك المكافآت إذا واصلت الأداء الجيّد في العمل، ولكن لا يمكنك تحديد توقيت أو شروط تلك المكافآت. إذا لم يقدّر أحد عملك اليوم سيلاحظ شخص آخر غداً ما عملت ويقدره. ومع ذلك، لا تتوقع زيادة في راتبك عن كل عمل تقوم به، كما يجب ألا تتوقع ترقية عن كل عمل، وخصوصاً في المدى القصير.

شخصياً كنت دائماً ومازلت أنظر للعمل كشيء مقدس، ونحن كبشر خلقنا على هذه الأرض لنعمل. دائماً أعتبر التدريب واكتساب المعرفة أمراً لابد منه لتحسين أداء عملي. إن التعلم والتطوير هما من أدوات تحسين العمل. وبمقدار ما تبذله من جهد في العمل، يأتيك المردود بعد حين قد يكون قريباً أو بعيداً. لقد عملت بجد لسنوات من دون أن أكلف نفسي أمر السؤال الدائم عن الزيادة والعلاوات؛ ولكن بعد مدة لاحظ المسئولون جهدي في العمل، والحمد لله تم تقديري على ذاك الجهد. وكان التقدير يحصل لي في مختلف المصارف التي عملت بها والمناصب التي تقلدتها، والتي أوصلتني لما أنا عليه حتى الآن.

من الطبيعي أن نجد بعض المدراء لا يقدرون جهد الموظفين، ولكن تذكّر أن المدراء هم أكثر من يغادرون، والموظفون هم أكثر من يبقون في أعمالهم. وتذكّر أيضاً أن من جد وجد ومن زرع حصد. فلا تستسلم من إحباط مؤقت؛ ولكن تطلع إلى الأفضل القادم من خلال حب العمل والتفاني في أداء متطلباته.

إقرأ أيضا لـ "صالح حسين"

العدد 5161 - الأحد 23 أكتوبر 2016م الموافق 22 محرم 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 1:13 م

      العاطل عبارة عن انسان ميت لذلك قالوا قطع الاعناق وليس قطع الارزاق واكبر عقوبة لاي شخص ابقاءه عاطل عن العمل بلا دعم ولا هدف ؟؟ وبعدها يتساءلون عن سبب الإرهاب وغيرها مو اذا وفرتوا اعمال واشغلتوا الناس بيركزون على التنمية بدل التخريب ؟
      بلادي صباح الخير

    • زائر 3 | 9:44 ص

      أحسنت القول يا أستاذ .. لفتة لجريدة الوسط : نحتاج لمثل هؤلاء الكتاب ، نحن الشباب مللنا من السياسة نوعوا من كتاب أعمدتكم ، حاولوا التركيز علينا نحن الشباب .

    • زائر 2 | 3:25 ص

      يقول المثل : ستعشق ضغط العمل، ، إذا جربت ألم البطاله

    • زائر 1 | 1:51 ص

      اي عمل اذا كان المعاش ما يأكل عيش .. صلوا على النبي و استريحوا اقول .. الي أيده بالنار غير الي أيده بالماي

    • زائر 4 زائر 1 | 12:19 م

      الصلاة على النبي
      بس أفضل من البطالة

اقرأ ايضاً