العدد 5164 - الأربعاء 26 أكتوبر 2016م الموافق 25 محرم 1438هـ

(رسالة مواطن )... ما الفرق مابين "مشاوير لول" ومشاوير هذا الزمن مع طلّعة " الموبايل"؟

بالأمس كان يجتمع أفراد الأسرة أو الأصدقاء مع بعضهم البعض في المجالس، البيوت، المجمعات التجارية والأماكن العامة لتبادل الحديث والنقاش، وإبداء وجهات النظر والتعبير عن ما بداخلهم والضحك والإستئناس. 

فكانت أصوات الناس ترتفع وضحكاتهم تُسمع، ولم تكن الكلمات تخرج من الفم فقط بل الأعين كانت تتناظر وتقول وتعبّر، والأيدي تتلامس؛ ولكن للأسف الشديد بعد دخول "الموبايل" خاصة والأجهزة الذكية عامة، أصبح القريب بعيداً والبعيد قريباً، وباتت العلاقات الأسرية والصداقات جافة، فلم يعد التواصل الطبيعي والفعّال كالسابق والكلمات مؤثرة والنظرات حانية.

فمسئولية الأب أصبحت مقتصرةً على أخذ الأبناء إلى المنتزه أو المجمع التجاري، وأن يوفر لهم المال والأكل فقط، ويبحر هو في وسائل التواصل الإجتماعي وتكون الأم قد سخّرت كل حواسها للتصوير (الزائف) ومن ثم معرفة من خلال "موبايلها" ماذا أكلت تلك الممثلة، وأين ذهب ذاك المشهور، وماهي آخر هدية قدمها "فلان لفلانة"، فلم يعد هناك وجود للعلاقة الحميمة بين الآباء والأمهات والأولاد، فـ"الموبايل" اعتلى أولويات الرجل وصار جزءاً من كيان المرأة، فسقوط الطفل على الأرض وإصابته أهون على قلب الأم من سقوط "موبايلها" على الأرض، وسرعة استجابة الأب لصوت نفاد بطارية "موبايله" أكبر بكثير من استجابته لصوت بكاء ولده. فلم يعد الأب والأم على قدر المسئولية في التربية، فجل تركيزهم على "الموبايل"، تاركين ملاحظة حركات وتصرفات أولادهم في المنازل والمجالس والمساجد وصالات الأعراس والأماكن العامة، فلذلك باتت صفة سوء الخلق ملاصقة للكثير من الأولاد، ولا نعفي "الموبايل" من الأسباب التي أدت لهذه النتيجة. 

أما على مستوى علاقات الأصدقاء فأصبح المنظر المعهود في الأماكن العامة واللقاءات أن تكون عين كل شخص مزروعة في "موبايله"، ويندر الكلام والضحك والنقاش بين الأصدقاء، والملاحظة المضحكة عندما يكون "عمرو" مع أصدقائه وجهاً لوجه يكون مشغولاً عنهم "بموبايله" يكلّم زملاء العمل، وعندما يكون في العمل مع زملائه يكون مشغولاً "بموبايله" عنهم مع أصدقائه.

"الموبايل" جهاز مهم في حياتنا وتصعب الحياة بدونه ولا ينكر أحد أهميته، وهو نعمة جليلة نشكر الله عليها؛ ولكن لابد من استخدامه الاستخدام الصحيح، وألا يلغي مبادئنا وأولوياتنا، فيجب علينا استغلاله بأحسن صورة فتكون منافعه أكثر من مضاره.

منير الشهابي      





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 3 | 3:33 ص

      فعلاً هذا هو واقعنا الحالي ومن الممكن أن تصل فواتير هذه المماراسات إلى باهظة الثمن حيث لا يمكن دفعها..
      تسلم أناملك على هذا المقال الرائع وإلى الأمام.
      تحياتي.

    • زائر 2 | 1:35 ص

      مقال ممتاز يحكي الواقع ... عاشت ايدك استاذ

    • زائر 1 | 11:59 م

      يضحكوني اللي يصورون كل طلعه بالتفصيل ما احسهم يستمتعون بالوقت بس تعالوا شوفوا احنا طالعين ،حتى مره شفت وحده في الألعاب لاحقه أولادها تصورهم من غير حواس زين ما تدحلبت هي بدفتها

اقرأ ايضاً