يَجُودُ بالنَّفْسِ إِنْ ضَنَّ الجَوادُ بِها

والجودُ بالنَّفْسِ أَقْصَى غايةِ الجُودِ

البيت يختصر آلاف الحكايات والقصص التي يتنافس فيها الناس ليقدموا أغلى وأثمن ما لديهم من دماء أو أعضاء لإنقاذ أرواح يهدد حياتها مرضٌ أو عرض. ويتسابق البحرينيون كل عام للإشتراك في حملات التبرع بالدم التي تقام على مدار العام يسجل من خلاله بنك الدم المركزي اكتفاءً ذاتياً.

موسم عاشوراء حيث تمتزج فيها الذكرى بغصص الدمعة، وتسمو فيها الأرواح للبذل في سبيل الله صار ساحةً كبيرةً تسابقت فيها أعداد كبيرة للتبرع بالدم في حملات التبرع، بدءًا من حملة الإمام الحسين عليه السلام للتبرع بالدم الـ 18 تحت شعار «الحسين .. رحمة» التي تقيمها جمعية النعيم الخيرية، وحملة زين العابدين حملة الامام زين العابدين «ع» الـ 16 والتي أُطلقت هذا العام تحت شعار «غيّر بإحسانك» بتنظيم من جمعية مدينة عيسى الخيرية.

أعداد المتبرعين خلال السنوات الـ 18 و الـ 16 الماضية تجاوزت الـ 16 ألف متبرع (12.5 ألف متبرع في حملة الإمام الحسين عليه السلام منذ انطلاقتها، و 3.4 ألف متبرع في حملة الإمام زين العابدين عليه السلام)، بدءاً بـ 286 كيساً في حملة الإمام الحسين عليه السلام عام 2000، و 135 كيساً في حملة الإمام زين العابدين عليه السلام في العام 2002. منظمو الحملتين استطاعوا الإستفادة من الأجواء التي تسمو فيها الروح وتطلب القربة إلى الله تعالى، والإقتداء بالنبي محمدٍ وآله في العطاء لإستقطاب الأعداد الغفيرة التي وهبت الحياة لمن هم تحت رهن السرير الأبيض.

الأجواء الروحية والتجمعات الكبيرة شجعت القائمين في جمعية مدينة عيسى الخيرية على إضافة أنشطة التثقيف الصحية لحملتهم. وساهم الموسم في التشجيع على إطلاق الكثير من الحملات الصحية كحملة مآتم بلا تدخين، وحملة مريض كربلاء لجمع الأدوية، وشجع كذلك على العديد من الممارسات الصحية في فعاليات انطلقت قبل أكثر من 10 سنوات.

استثمار روح العطاء لدى الإنسان تتوسع دائرتها طوال العام، فتتنافس الجمعيات الخيرية لإطلاق حملات التبرع بالدم، أو بإقامة الفعاليات الصحية المختلفة. وكذا تفعل المؤسسات الأخرى الحكومية أو التجارية أو الأهلية في تخصيص فعاليات خيرية صحية.

الشهر الذي بدأناه بضخ مئات اللترات من الدم في بنك الدم، نختمه ببطولة جولف خيرية يذهب ريعها لدعم مستشفى الإرسالية الأمريكية الذي أسسته الأفكار الخيرة.