الأخ رشيد المعراج، محافظ مصرف البحرين المركزي، رسالة نبعثها لك حول راتب الموظّف في الدولة، وخاصة أنّك في أكثر من محفل احتويت كثيراً من المشكلات المتعلّقة بالمصارف الموجودة في البحرين.

الموظّف ينتظر راتبه طوال الشهر، حتى ينعم بساعات من الراحة والاستجمام، ثم يقسّم الراتب على القروض والجمعيات والفواتير المتراكمة، وبعد أسبوعين من نهاية الشهر لا يبقى من راتبه الاّ الملاليم، سواء كان ذلك سوء تخطيط منه، أو بسبب الظروف وزيادة الأسعار التي لا يستحملها الراتب الشهري.

وعليه، فإنّنا نتساءل عن حق الموظّف عندما يتم اقتطاع راتبه بعد أن تقوم الوزارات بوضع الراتب في المصرف، حيث اشتكى البعض من عدم وضع المصرف الراتب في الحساب، على رغم توجّه البعض الى المصرف وتغطية جميع المستلزمات، فلماذا لا يتم التنسيق بين المصرف والموظّف حتى لا يتم اقتطاع الراتب؟!

في حادثة غريبة من الحوادث التي نسمعها عن المصارف، وليسمح لنا مدراء المصارف بالتّحدث عن البعض وليس الجميع، قامت إحدى الموظّفات بمتابعة المصرف، ودفع جميع المستلزمات المطالبة بها نقداً في شهر (أغسطس/ آب الماضي)، حتى لا يتم قطع أي جزء من راتبها في نهاية شهر (سبتمبر/ أيلول)، وتتفاجأ الموظّفة بعدم وجود الراتب بتاتاً في حسابها! وعندما راجعت المصرف، لم يعِرْها أحد اهتماماً على رغم الاتصال والتوجّه إليهم!

أيضاً في الشهر التالي توقّف جزء كبير من الراتب عن النزول في الحساب، كيف حدث ذلك، والموظّفة لا تعلم عن هذا الأمر شيئاً؟! إحباط الموظّفة بعد الاتّصالات جعلها لا تتصل بالمصرف، أين خدمة الزبائن؟! أليست الموظّفة زبونة تفيد المصرف، أم أنّ وجود راتبها في ذلك المصرف من عدم وجوده سيان؟!

الأخ رشيد المعراج، رأس مال الموظّف في الدولة راتبه، إلاّ إذا كان من أصحاب الملايين، وأكثر الموظّفين ليسوا من أصحاب الملايين، بل من أصحاب الملاليم، فلماذا لا يعِيرُهم أحدٌ اهتماماً؟!

إنْ كان للمصرف حق في قطع الراتب، فإن هناك قنوات يجب أن يوضّح للموظّفة سبب القطع، بعد الاّتصال بها، وإن كان للموظّفة حق على المصرف فنتمنّى من مصرف البحرين المركزي التدخّل في حل المعضلة، فكل فلس يوجد في حساب الموظّف له مكان يضعه فيه، وصدّقونا، موظّفو الدولة أكثرهم لا يلعبون بالراتب، بل يقومون بتحمّل المسئولية ويدفعون كلّ ما عليهم من مستحقات، وهناك حقوق يجب ألاّ تتعدّاها المصارف، فالله يعلم كيف يعيش الموظّف البحريني الى آخر الشهر!