أطلقت الولايات المتحدة اشعارا فاترا الى المستشار الألماني جيرالد شرودر بأن ليس لديها رغبة في التسامح والنسيان بعد فوز تحالفه في الانتخابات الالمانية.

وصرح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد، في وارسو حيث يحضر اجتماعا للناتو، ان لغة الحملة الانتخابية المعادية لاميركا - والتي توجتها تصريحات وزيرة العدل التي شبهت فيها تكتيكات جورج بوش الحالية بتلك التي اتبعها هتلر - قد وترت العلاقات بين اميركا وأحد أهم حلفائها المقربين.

ولتأكيد عدم رضا واشنطن، رفض رامسفيلد طلبا من نظيره الالماني بيتر سترك، باجتماع خاص، على رغم ان الوزير الاميركي سيلتقي بالكثير من نظرائه الآخرين على هامش الاجتماع الوزاري المعتاد للحلف. وفي واشنطن فإن الوضع أيضا متوتر في علاقات البلدين. لم يجر البيت الأبيض أية محادثة هاتفية لتهنئة المستشار الالماني من قبل الرئيس بوش - والتي كانت معتادة في مثل هذه المناسبة - مشيرا فقط إلى انه سيكون هناك بيان رسمي عن نتيجة الانتخابات الالمانية تصدره فيما بعد وزارة الخارجية.

وقال مسئول رسمي - لم يفصح عن اسمه - مصاحب للرئيس بوش في سفره الى نيوجرسي «ان للسيد شرودر أعمالا كثيرة يجب ان يفعلها حتى يصلح العلاقات مع الولايات المتحدة». أما المتحدث باسم البيت الابيض، آري فليشر، فقد صرف النظر عن الخوض فيما وصفه «بالرسالة الايضاحية أكثر منها اعتذارا» من المستشار في الاسبوع الماضي في محاولة من الأخير لتهدئة العاصفة التي اثارتها وزيرة العدل.

تعليقات الوزيرة التي نشرتها صحيفة المانية اقتبست من قولها «ان بوش يريد ان يحول الانظار عن مشاكله الداخلية. انه تكتيك تقليدي، شبيه بالذي استخدمه هتلر من قبل». وعلى رغم ان الوزيرة قد نفت تلك المقارنة وزعمت انها قد تم التشهير بها، فإن الأذى قد وقع حيث خرجت عن التشكيل الوزاري الجديد.

وانتقد شرودر سياسة الولايات المتحدة في الخليج، قائلا ان المانيا لن تشارك في اية مجازفة ضد العراق. بينما يقول الالمان ان الكلمات المتشددة من جانب الرئيس الاميركي ديك تشيني والرئيس نفسه قد اجبرت الدولة على موقف تشعر فيه بعدم الرغبة في المشاركة في ضربة عسكرية ضد العراق.

بوش رجل لا يمكن ببساطة أن ينسى أمرا طفيفا حقيقيا أو غير حقيقي. إلا ان عودة شرودر مرة أخرى إلى السلطة عن طريق الانتخابات، في هذه الاثناء، يدل على ان موقفه الرافض للتدخل في الشأن العراقي يجد دعما شعبيا واسعا