العدد 5195 - السبت 26 نوفمبر 2016م الموافق 26 صفر 1438هـ

بالفيديو والصور: الرقص التقليدي الهندي يصمد في وجه الفنون الغربية المعاصرة


يبدي الصغار في الهند اهتماما متزايدا بالرقص الهندي الذي تعود جذوره إلى المعابد الهندية القديمة قبل أكثر من ألفي سنة، معرضين عن فنون معاصرة مثل الباليه والجاز والهيب هوب.

في احد صالات التدريب في نيودلهي، يلطم شبان وشابات أرجلهم في الأرض مع ضربات الإيقاع، ويتمايلون في حركات سريعة في رقصة كلاسيكية هندية تعود جذورها إلى التقاليد الدينية الهندوسية الضاربة في القدم.

وتقول نيتيا بانت التي تعمل في مجال التسويق في بومباي "هذا التقليد يلقي إقبالا هذه الأيام"، وهي تركب الطائرة في نهاية كل أسبوع لتتجه إلى نيودلهي لحضور التمارين على الرقص.

وهي تمارس هذا الرقص الذي يتطلب خفة وانسيابا، وانسجاما تاما بين تعابير الوجه وحركة اليدين، منذ 15 عاما.

وتضيف هذه الشابة البالغة من العمر 29 عاما "لا شيء آخر يمكن أن يعطيني هذا الشعور بالرضا مثل الرقص التقليدي".

نشأ في الهند ما لا يقل عن ثمانية أنماط من الرقص التقليدي، منها "اوديسي" و"بهاراتاناتيام"، وهي تروي قصصا عن مغامرات الآلهة بحسب التقاليد الهندوسية.

لذا فإن هذه الرقصات متجذرة في الثقافة المحلية، وتحضر في الأعراس والمهرجانات الشعبية والمسابقات المدرسية، ولا تغيب عن السينما الهندية "بوليوود"، ولكنها تكون فيها مطعمة ببعض اللمسات الغربية.

الرقص التقليدي أخرجني من الاكتئاب


في قاعة صغيرة، تدرب ايورشي نيراج عددا من التلاميذ على حركات الرقص، تضرب بعصاها الأرض فتحدد نبض الإيقاع للراقصين الصغار.

تختلف دوافع الإقبال على هذا الرقص باختلاف الأشخاص، فمنهم من يرى فيها مجرد رياضة للجسم، ومنهم من يذهب إلى القول أنها أخرجته من الاكتئاب، مثل بول داتا البالغة من العمر 23 عاما.

وتقول "الرقص هو سعادتي، لقد أصبت في السابق باكتئاب حين انتقلت إلى نيودلهي، ثم عثرت على معلمة رقص، وذهبت للقائها، وانتهى ذلك بأن خرجت من الاكتئاب".

حولت مادهوميتا روت موقفا للسيارات في حي راق في العاصمة الهندية إلى أستوديو لتعليم الرقص، وهنا يتدرب الراقصون الشباب على "اوديسي"، هي تقوم بالحركات وهم يقلدونها.

وتقول مصممة الرقص هذه البالغة من العمر 47 عاما "أطفالي يتعلمون أنواعا مختلفة من الرقص، اليوم دور زومبا رومبا او شيء من هذا القبيل، العام الماضي كان الهيب هوب".

وتضيف "لكنهم يعلمون أن اوديسي هي التي ستبقى".

انتشار في الخارج


في الماضي، كان الرقص التقليدي حكرا على المعابد وقصور الملوك، لكنه اليوم بات منتشرا في كل العالم، ففرق الرقص الهندية تتنقل بين ماليزيا ونيويورك، بفضل الجاليات الهندية ومدارس الرقص التقليدي المفتتحة في الخارج، والتي تجذب الهنود وغيرهم.

ويفسر الراقصون في نيودلهي الإقبال المتزايد في الغرب على رقصاتهم الوطنية بالاهتمام المتنامي بالروحانيات والثقافة والتاريخ في الهند.

وتقول نيتيا "ما ينقص وخصوصا في الولايات المتحدة هو التاريخ الثقافي الغني جدا، أظن أنهم يرغبون في التعلق بتاريخ قديم".

وتضيف "الأجانب يأتون إلى الهند لأن لدينا الحضارات الأقدم، ولهذا أصبحت الثقافة الهندية شعبية" في العالم.

وترى أستاذتها مادهوميتا روت التي تقدم عروضا في أوروبا والولايات المتحدة واليابان، أن الرقص الهندي صار عاملا لكسر الحدود بين الشعوب.

وتقول "هذا الفن هو نعمة، انه عميق جدا، انه كنز كبير ينبغي تشاركه وتعميمه".

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

شاهد أيضا