العدد 5206 - الأربعاء 07 ديسمبر 2016م الموافق 07 ربيع الاول 1438هـ

الزياني في القمة الخليجية - البريطانية المشتركة: التعاون السياسي والأمني بين الجانبين قائم وفاعل بما في ذلك مكافحة التنظيمات الإرهابية

ألقى الأمين العام لمجلس التعاون عبداللطيف الزياني كلمة، خلال قمة قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية مع دولة رئيسة وزراء المملكة المتحدة الصديقة عضو البرلمان تيريزا ماي على هامش قمة دول مجلس التعاون الـ 37 أمس (الأربعاء)، جاء فيها:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على رسولنا الكريم، نبينا محمد الصادق الأمين،

حضرة صاحب الجلالة، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين، رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون،

خادم الحرمين الشريفين،

أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون،

دولة رئيسة وزراء المملكة المتحدة، السيدة تريزا ماي،

أصحاب السمو والمعالي والسعادة، الضيوف الكرام،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يشرفني بداية أن أحيي جمعكم الكريم في هذا اللقاء الأول الذي يجمعكم، أصحاب الجلالة والسمو، ودولة رئيسة وزراء المملكة المتحدة السيدة تيريزا ميي، مرحباً بها والوفد المرافق، آملاً أن يكون هذا اللقاء المبارك خطوة إيجابية بناءة على طريق تعزيز علاقاتنا وتطويرها لما فيه خير وصالح الجانبين.

إن هذا اللقاء المبارك هو ثمرة من ثمار الحوار الاستراتيجي القائم بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة، والذي وجهتم، أصحاب الجلالة والسمو، إلى المضي فيه وتطوير مخرجاته، سعياً لترسيخ التعاون المشترك، وفتح آفاق جديدة لتعزيز العلاقات التاريخية الوطيدة بين دول المجلس والمملكة المتحدة، والعمل معاً من أجل تحقيق نماء وازدهار المنطقة، والحفاظ على أمنها واستقرارها.

ففي إطار الرغبة المتبادلة لترسيخ علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة عقد أول اجتماع وزاري للحوار الاستراتيجي بين الجانبين في مدينة لندن العام 2012، وتوالت بعدها الاجتماعات الوزارية المشتركة، ولقاءات مجموعات العمل المشترك، حيث تم إقرار خطة العمل المشترك بين الجانبين، والتي شملت التعاون في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، والطاقة والمياه، والتعاون السياسي والأمني، والتعليم والبحث العلمي، والتعاون الثقافي والاجتماعي والسياحي. كما تمت موافقة المجلس الأعلى في لقائه التشاوري الأخير، على عقد هذا اللقاء التاريخي الذي نتطلع إلى أن يشكل دفعة قوية على طريق تعزيز العلاقات وتطويرها.

أصحاب الجلالة والسمو،

دولة رئيسة الوزراء،

إن العلاقات التاريخية الوطيدة الراسخة بين دول مجلس التعاون والمملكة المتحدة، شهدت عبر العصور تطوراً ونماءً كبيرين، وتعاوناً مثمراً في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، وكانت مثالاً نموذجياً للصداقة الوثيقة والعمل الجاد لتحقيق المصالح المشتركة، وحماية أمن المنطقة واستقرارها. ففي إطار التعاون الاقتصادي المشترك ارتفع حجم التبادل التجاري بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة من نحو 9 مليارات دولار في العام 2001 إلى نحو 30 مليار دولار في العام 2015، ويسعى الجانبان إلى الارتقاء بهذا التعاون التجاري إلى مستويات أعلى تعكس ما يتمتع به الجانبان من قدرات وإمكانات اقتصادية كبيرة.

كما أن التعاون السياسي والأمني بين الجانبين الخليجي والبريطاني قائم وفاعل، بما في ذلك التعاون القائم لمكافحة التنظيمات الإرهابية، وكذلك التنسيق المستمر بين الجانبين من أجل دعم الشرعية وإعادة السلام والاستقرار إلى اليمن، والتعاون المتواصل والبناء في تجمع أصدقاء اليمن الذي ترأسه كل من المملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة والجمهورية اليمنية، والذي حقق خطوات ملموسة عبر عقد عدة مؤتمرات دولية لدعم اليمن، أسفرت عن التبرع بما يقارب خمسة عشر مليار دولار، لمساعدة اليمن في تنفيذ خططه التنموية. ويعمل مجلس التعاون لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار وبناء اليمن حال التوصل إلى السلام المبني على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216. وبهذا الخصوص تؤكد دول مجلس التعاون دعمها لجهود مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن.

إن اهتمامكم ومتابعتكم الحثيثة لسير التعاون المشترك بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة تشكل حافزاً مهماً لتطوير العلاقات المتميزة بين الجانبين، ونتطلع أن يتم خلال هذا اللقاء التاريخي تعزيز العلاقات بين مجلس التعاون والمملكة المتحدة في المجالات السياسية والدفاعية والأمنية والاقتصادية والتنموية والثقافية، ووضع الأطر اللازمة لترسيخ هذه العلاقة.

مرة أخرى أرحب بدولة رئيسة الوزراء بالمملكة المتحدة والوفد المرافق، متمنياً أن تكلل هذه الجهود الخيرة بدوام التوفيق والسداد لتعزيز علاقات الصداقة التاريخية الخليجية البريطانية، وتحقيق مزيد من التعاون خدمة للمصالح المشتركة.

ختاماً اسمحوا لي، أصحاب الجلالة والسمو، ودولة رئيسة الوزراء أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى أصحاب السمو والمعالي وزراء الخارجية وكبار المسئولين من الجانبين الخليجي والبريطاني، على جهودهم ومتابعتهم والتحضير والإعداد المتميز لأعمال هذا اللقاء المبارك.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

العدد 5206 - الأربعاء 07 ديسمبر 2016م الموافق 07 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً