العدد 33 - الثلثاء 08 أكتوبر 2002م الموافق 01 شعبان 1423هـ

القطاع البيئي

لماذا نكترث لانقراض صنف من الطيور في بلاد الموزنبيق أو غابات حرجية في أميركا اللاتينية؟ لماذا يتحدث الدكتور هاشم السيد بحرقة عن انقراض بعض اسماك المياه العذبة مع انقراض العيون في البحرين؟ ولماذا يصرخ صيادوا الحد بأن الحفارة المزروعة في البحر منذ نحو عشر سنوات قد جردت مياه الساحل من الحياة حتى أن «القباقب»- أو السرطانات - التي كانت تشتهر بها الحد (أم القباقب) لم تعد ترى بعد ان كانت الفتيات الصغيرات (وأمي واحدة منهن) يجمعهن ساعة والمد «وينتظرن «الحيلاني» و«المكنة» إلى أن «يطبن» فيمسكن به أو بها من الخلف فرحات بتمكنهن من القبض عليه من دون ان يعضهن ثم يرسلنه إلى البحر من جديد ليكبر ويلهين بلعبة «الصائد والمصيود» في اليوم التالي...

نعيش نحن والكائنات الحية في محيط هش يسمى بالمحيط الحيوي (Biosphere) وهو ذلك الجزء من العالم الذي تجري فيه الأنشطة الحيوية المكثفة للكائنات الحية. ينقسم هذا المحيط إلى أنظمة حيوية (Ecosystems) تتنوع فيه البيئات من مائية إلى صحراوية أو مرجية وتتميز بكائنات حية وغير حية وتنوع حيوي في تأثير وتأثر مستمر مع بعضها بعضا وفق منظومة من التوازن الطبيعي يتم خلالها تبادل الطاقة والمنفعة وتجديد الحياة فمن موت كائن ما وتحلله مثلا يتوافر الغذاء لكائن آخر ليحيا ويغذي أفرادا آخرين من صنف الكائن الميت وهكذا دواليك تستمر الحياة وتتجدد مع إشراقة كل شمس جديدة في تكامل حيوي متناسق يشهد بعظمة الخالق ويذكر الإنسان «وما أوتيتم من العلم إلا قليلا».

فشل الانسان في فهم هذا التكامل وبالتالي منح أنشطته الصناعية التدخل والتطفل على الأنظمة البيئية المتزنة وكان ذلك سببا في كسر اتزانها وخلق مشكلات لم تكن موجودة من قبل. وغالبا ما يكون انقراض كائن بذاته نذيرا باخلال في النظام الحيوي قد يؤثر في كائنات أخرى عديدة من بينها ذلك المخلوق الرائع «الانسان» الذي تسبق مقدرته علمه بأميال سحيقة لا يعلم مداها إلا الله.

لعل مصطلح «التنمية المستدامة» او Sustainable development والذي سنتحدث عنه في موضوعات مقبلة هو التوجه الذي يؤمل منه إعادة الاتزان إلى الأنظمة البيئية المتكاملة داخل المحيط الحيوي ليسنح المخلوق الرائع الإنسان» للطبيعة فرصة مناسبة لتجدد مواردها الطبيعية ولتنمو بمعدل أكبر قليلا من السرعة في استهلاكها وتدميرها متذكرين أن «ذلك المخلوق الرائع» لا يزال ينجب الأطفال ويريد لهم مكانا مناسبا للحياة عندما يصبحون في مثل سنه ويفكرون بإنجاب أطفال آخرين يخلفونه في خلافته على الأرض «الكوكب الوحيد الصالح لحياة الإنسان... حتى الآن»

العدد 33 - الثلثاء 08 أكتوبر 2002م الموافق 01 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً