العدد 5215 - الجمعة 16 ديسمبر 2016م الموافق 16 ربيع الاول 1438هـ

الإعلام العربي وحاجته إلى مواكبة العصر الحديث

الإعلام على المستوى الوطن العربي، هو الجسر الذي يربط بين السياسة الداخلية والسياسة الخارجية، لذلك وجب البحث عن حقيقة الأسباب التي أدت ولاتزال تؤدي إلى انخفاض في الإعلام على المستوى الداخلي والخارجي على رغم وجود هذه الأجهزة المتقدمة والاستوديوهات المتطورة.

أن العمل الإعلامي ليس بتلك السهولة التي يتصورها المسئولون فيه؛ ولكنه في حاجة إلى تخطيط فعلي ويحتاج إلى صبر وثقة، ويحتاج إلى الكفاءات والخبرات التي تستطيع التنفيذ. والتمييز بين الإعلام الخارجي والإعلام الداخلي، وللأسف المسئولون في الوطن العربي لايزالون يجعلون جميع صور الإعلام تخضع لمنطق واحد أساسه منطق الاتصال الداخلي. وتتجلى عملية الخلط هذه بشكل واضح فيما يتعلق بالمختصين في العمل الإعلامي. فهم بارعون في الإعلام المحلي واعتقدوا أنهم لذلك صالحون للعمل في الإعلام الخارجي. فالإعلام الداخلي في جميع البلاد العربية بلا استثناء يسير على طابع غير علمي. لا يحكمه سوى الحبكة والإثارة والتكرار، وعدم القدرة على التنويع والدليل انظر إلى البرامج التي تقدم وخاصة في الإذاعة سنوات، وهي على المنوال نفسه الذي بدأت فيه، وهذا دليل أيضاً على عدم القدرة عند من يعدون هذه البرامج على التنويع. والإعلام الإذاعي هو تجميع الفن الإعلامي والفن الإذاعي في آن واحد وهذا هو المفقود.

إن الإعلام بصفة عامة وخاصة الإعلام الرسمي في كل قطر عربي لم يستطع أن يميز بين الإعلام الخارجي والإعلام الداخلي.

لذلك فإن الإعلام في وضعه الحالي لا يستطيع أن يقوم بأي عمل جدير بالاحترام في مواجهة الدعوات المضادة. حيث إن السياسة المتبعة حالياً في تسيير الإعلام لا تؤهله لذلك. فهو استمرار لأوضاع سابقه لا تتجانس مع طبيعة الوضع الحالي.

الدبلوماسية وحدها لا تكفي في أية مواجهة. ولكن يجب أن تكون هناك حركه إعلامية خارجية دائمة ومستقلة عن العمل الدبلوماسي.

هذه الحركة الإعلامية يجب أن تكون قوية ومستعدة ومتطورة وذات كفاءة. لتستطيع العمل والمواجهة في هذه الظروف على أساس علمي متطور. وعدم الاستخفاف بما نحن فيه والشعور بالمسئولية، وتقديم الكفاءة والتخصص على المكافأة في الاختيار لهذه المسئولية.

لذلك فإن الإعلام في حاجة إلى التنظيم الذاتي. وتطويره بما يتفق مع حقيقة الواقع المعاصر حتى يستطيع أن يبادر لا يدافع. معنى ذلك كله أن الإعلام يجب أن يجدد نفسه.

خليل النزر

العدد 5215 - الجمعة 16 ديسمبر 2016م الموافق 16 ربيع الاول 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً