العدد 5225 - الإثنين 26 ديسمبر 2016م الموافق 26 ربيع الاول 1438هـ

غابريال جيسوس نجم واعد من أزقة البرازيل الى أضواء الدوري الانجليزي


يستعد البرازيلي غابريال جيسوس (19 عاما) لانطلاق مسيرته مع مانشستر سيتي الانجليزي الذي يعقد آمالا كبيرة على موهبة ولدت في الأزقة وتدرجت لتقود بالميراس البرازيلي الى لقب دوري كرة القدم للمرة الاولى منذ 22 عاما.

أنفق سيتي 32 مليون يورو لضم جيسوس في أغسطس/ آب، الا انه أبقاه مع بالميراس حتى نهاية الموسم الكروي في البرازيل. وسينتقل المهاجم الشاب الى "ستاد الاتحاد" اعتبارا من يناير/ كانون الثاني.

وعلى رغم صغر سنه، يعد جيسوس النجم الواعد للكرة البرازيلية، واعتبره النجم الدولي البرازيلي السابق رونالدو خليفة له في الملاعب.

انجازات جيسوس تسبق وصوله الى انجلترا، فهو - اضافة الى دوره في إحراز بالميراس لقب الدوري - ساهم مع منتخب بلاده في إحراز ميداليته الذهبية الأولمبية الأولى في دورة الألعاب الصيفية التي استضافتها هذه السنة في ريو دي جانيرو.

الا ان هذه الانجازات لا تفاجئ من عرف اللاعب منذ بدايته، لاسيما العاملين في فريق بيكوينينوس دو ميو امبيانتي، الذين تابعوا قبل 11 عاما انطلاقة حلم طفل قادم من الاحياء الفقيرة لساو باولو.

ويقول المدرب جوزيه فرانسيسكو ماميدي "منذ حصته التدريبية الاولى، علمنا بانه مختلف"، مضيفا "كان اول من ينفذ التمارين. كان عازما على الدوام بان يكون محترفا"، وهو ما حققه بدءا من 2015.

كان النادي يتمرن على الملعب نفسه التابع لسجن عسكري، وذلك بهدف ابعاد الاطفال عن الشوارع الخطرة بالدرجة الاولى.

  

"المجد، المجد"

بدأ جيسوس المشاركة في دورات محلية للهواة مذ كان في الرابعة عشرة من عمره، ما اكسبه مهارة اللعب ضد خصوم اكبر منه.

وعن تلك الفترة، قال جيسوس "كنت العب ثلاث أو أربع مباريات (يوميا). كان ذلك أكثر من طاقتي (...) في بعض الاحيان كنت اعاني تقلصات عضلية".

إلا أن المزاولة المكثفة لكرة القدم اتاحت اكتشاف مهارات جيسوس من كشافي بالميراس الذين رأوا فيه "مخلصا" انتظروه طويلا. ومنذ ذلك الحين، بدأ مشواره نحو الالقاب وملايين الدولارات وقلوب المشجعين.

انقلبت حياة جيزوس رأسا على عقب. من حي جارديم بيري الفقير في شمال ساو باولو، إلى محط أنظار المشجعين والاندية، والأكيد أن الاهتمام سيزداد مع استعاده لوضع مهاراته تحت الاختبار في دوري يعد من الابرز والاكثر جذبا للمتابعة والعائدات المالية في العالم.

ويستعيد جيسوس بذلك خطى لاعبين لاسيما من أميركا الجنوبية وافريقيا، زاولوا كرة القدم في الشوارع الفقيرة، إلا أن مواهبهم حملتهم الى بريق الدوريات الاوروبية.

ولم تكن طفولة جيسوس سهلة، اذ تحملت والدته دونا فيرا وحيدة مشقة تربيته وثلاثة من اخوته، وعملت في ثلاث وظائف لتأمين قوت اولادها. إلا أن التضحيات اثمرت، والام فخورة به لأقصى حد، على رغم بعض "التحفظات" النابعة من قوة ايمانها المسيحي.

فهي تطلب من الله السماح كلما رددت جماهير بالميراس "المجد، المجد، هللويا، انه غابريل جيسوس" (نظرا لكون جيسوس بالبرتغالية تعني السيد المسيح).

"كرة ذهبية" في ثلاث سنوات

تنتظر جيسوس مهمة صعبة في انجلترا، إذ سيكون مضطرا لإثبات نفسه في دوري صعب لم يتقبل دوما اللاعبين القادمين من اميركا الجنوبية، على عكس نجاح هؤلاء في الدوري الاسباني او البرتغالي.

ولم يخف اللاعب في اوقات سابقة، سرعة تأثره العاطفي، اذ أجهش بالبكاء في نوفمبر/ تشرين الثاني بعد تسجيله في مرمى اتلتيكو مينيرو، لتأثره بتسجيل هدفه الاول بعد انقطاع امتد... 8 مباريات.

الا ان ابن ساو باولو سيجد في مانشستر، المدينة الواقعة في شمال انجلترا والمعروفة بمناخها البارد، وجهين "دافئين" هما مواطناه فرناندو وفرناندينهو اللذان رحبا به مطلع ديسمبر/ كانون الأول، وقاداه في جولة على منشآت النادي، وجمعاه على العشاء مع مدرب الفريق الاسباني جوسيب غوارديولا ومديره التقني تكسيكي بغريستاين.

وقال فرناندو في حينه ان جيسوس "لا يزال يافعا ويغادر البرازيل للمرة الاولى، لذا علينا ان نكون الى جانبه"، مؤكدا "سنكون قريبين منه الى اقصى حد ممكن، وهذا سيساعده على التأقلم".

إلا أن ماميدي يبدو واثقا من نجاح تلميذه السابق، على اعتبار ان الظروف القاسية التي اختبرها في طفولته، جعلت شخصيته صلبة.

ويوضح "نشأ غابريال في حي فقير جدا ولهذا السبب لا يخاف"، مضيفا "سيتأقلم مع الطعام، مع الطقس البارد في مانشستر وكل شيء آخر".

ويضيف بثقة "سيفوز بالكرة الذهبية (التي تمنح لأفضل لاعب في العالم) في غضون ثلاثة اعوام".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً