العدد 5237 - السبت 07 يناير 2017م الموافق 09 ربيع الثاني 1438هـ

(رسالة مواطن)..هل مكانة الرياضيين والحظوة التي نالوها تتساوى مع مكانة المواطنين الآخرين المتميزين ؟

في إحدى السنوات أرادت إحدى قرى البحرين تكريم عدد من الطلبة المتفوقين في المرحلة الإبتدائية، فلم تجد أفضل من لاعب كرة قدم شاب؛ ولكنه مشهور نسبيا نظراً لبراعته، لم تجد أفضل منه ليقوم بمصافحة الطلبة المكرّمين والتبريك لهم و بتسليمهم هداياهم في حفل بهيج!

عادة ما يُعهد لتصدّر حفل التكريم لشخصية اجتماعية او سياسية مرموقة أو ذات وجاهة أو علم أو فضل، لهذا لم أعرف سببا لإيكال مهمة الإحتفاء والتقدير بطلبة صغار يضعون أولى خطاهم على عتبات العلم والتحصيل، للاعب كرة قدم، مع كامل احترامنا لشخصه، ولكن ما الرسالة التي يمكن أن تصل لهؤلاء الصغار عندما يجدون أن من يقوم بالاحتفاء بهم هو لاعب كرة قدم، معنى ذلك إننا –أيها الصغار -  نقدّم لكم أفضل ما لدينا ليكون لكم قدوة، وهو حسبما أرى يتعارض مع فكرة تقدير "التفوّق العلمي" الذي أحرزه هؤلاء الصبية ومن أجله كُرّموا!، و أحسب أن تحصيل العلم الذي يؤدي إلى المراتب والمناصب و احتراف كرة القدم لا يمكن أن يلتقيا أو يتوازيا .. ! والشواهد أكثر من أن تُحصى.

قبل فترة نشرت صحيفة الوسط خبراً مفاده ان مجلس النواب طالب الحكومة بتوفير فرص عمل وتوظيف  "لاعبي المنتخب الوطني لكرة اليد" وذكر أسباب عدة في معرض طلبه ودفاعه عنهم.

لا شك أن كل شخص يستحق الحصول على وظيفة مناسبة تؤمّن له الحياة الكريمة، هذا أمر بديهي ومفروغ من طرحه، ولست أجهل أو أنكر ما يحققه أي انجاز (رياضي) من ذكر و رفعة لاسم المملكة، و التقدير والثناء لكل الرياضيين الذين يبذلون قصاري جهدهم لتمثيل البلاد في المحافل الرياضية، و الوصول إلى مراتب متقدمة لرفع راية البلاد.

ولكن نعيد القول إن الاهتمام بالعاطلين أو ذوي الوظائف الدنيا لا يجب أن يقتصر على فئة محددة وينحصر في نخبة الرياضيين فقط. فمرة أخرى سيكون على مجلس النواب أن يوضح ويشرح سبب تركيز اهتمامه على العاطلين من الرياضيين دون سواهم ممن يعملون في الظل، و يمثّلون البحرين في مختلف المحافل سواء من الكُتَاب أو الرسامين أو الشعراء أو المُمثلين أو المُصوّرين و غيرهم من يبذل في حقل ما يُجيده أكثر من الوقت والجهد، و كثير جدا من هؤلاء ينتظرون دعما أو تكريما أو التفاتة.

إن جعل مجال الرياضة و محترفيها هو دائما محط اهتمام و عناية مجلس النواب أو أي جهة أخرى، يصيب الكثيرين بالإحباط ممن يسابقون الزمن للتفوق و التميّز سواء في المجال الدراسي الأكاديمي أو في مجالات أخرى تقتضي الابداع و الابتكار و تستلزم التفرغ والتوجه.

نعود لنقول إن هناك مواهب كثيرة على اختلاف مجالاتها واهتماماتها يمكن أن تشكّل رافدا و مصدرا لتمثيل الوطن و مفخرة وكلها مواهب بانتظار الدعم أو الاحتضان او التشجيع، وما من شك أن تمثيل البلاد بمخترع أو مؤلف يظل أكثر وجاهة و استمراراً من انجاز رياضي قد يخبو بريقه و ينتهي بعد أيام.

 جابر علي

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 10:32 ص

      لا أوافق علي عبارة: " لا شك ان كل شخص يستحق علي وظيفة مناسبة "
      هذه العبارة تعني عمليا حصول الشخص علي معاش شهري دون إنجاز اي عمل او اتقان أي عمل. ثم تسألون لماذا التأخير في إنجاز المعاملات او الاهمال في هذه الادارة او ذلك المركز؟
      الصحيح ان نقول: كل شخص يستحق ان يجد أمامه فرصة عمل و خدمة المواطنين.
      هل فكرتوا في الفرق بين النصين؟

اقرأ ايضاً