العدد 49 - الخميس 24 أكتوبر 2002م الموافق 17 شعبان 1423هـ

إلى متى نحتمل من أجل لقمة العيش؟

موظفو بريد المحرق:

قبل الموعد المحدد طرقوا أبواب «الوسط»، فهذه هى حال كل من تؤرقه مشكلاته، لا يقوى على الانتظار. لم تكن مشكلة فردية، هم خمسة جمعهم همّ العمل، وبعد ان فاض الكيل، ولم يجدوا حلا يمكن ان يهدئ الغليان في قلوبهم، طرقوا أبوابنا.

قال أحدهم: «نستطيع ان نحضر لك القسم كله - إذا أردت - فالمشكلة يعاني منها أكثر الموظفين، وعندما يئسنا من إيجاد حل، أو أحد يسمعنا، قررنا الشكوى للصحافة، أليست هي السلطة الرابعة التي يمكن ان تلقي الضوء على مشكلات الموظفين الذين لا يجدون من ينصفهم؟

«نحن مجموعة من موظفي إدارة البريد الذين يعملون في مجمع الفرز البريدي بقسميه الوارد والصادر حيث نعاني من تصرف المسئولين وكأننا لسنا من موظفي وزارة من وزارات الدولة.

أما طبيعة العمل الذي نقوم به فهو استقبال جميع البريد القادم من كل دول العالم وارسال البريد إلى جميع دول العالم وقد أمضينا سنوات طويلة من الخدمة من دون تقدير من قبل المسئولين.

إننا نعيش في عالم من النسيان والاهمال والإجحاف في حقنا، وفي الآونة الأخيرة نعيش ظاهرة الترقيات لموظفين غير مؤهلين إذ تنقصهم الخبرة والكفاءة في جميع النواحي العملية، غير قادرين على الرد على أي استفسار في محيط العمل أو الكتابة حتى باللغة العربية.

أمّا المعاملة الجافة التي نعامل بها فهي التي تسود جو العمل في كل الأوقات. وأما ظاهرة تعيين مسئولين من خارج الإدارة فهذه ظاهرة اعتدنا عليها إذ فقدنا الأمل في شيء اسمه ترقية واعتمدناه في عالم النسيان.

إن كل شخص معرض لأي مرض يصيبه، فلو غاب أحد الموظفين في إجازة مرضية لمدة يوم أو يومين فإنه يتعرض للسؤال علما بأنه قد أعطيت له شهادة مرضية معتمدة من قبل أحد المراكز الصحية وبتوقيع أحد الأطباء.

إن غالبية الموظفين البالغ عددهم تقريبا الخمسين موظفا مازالوا باقين في درجاتهم الدنيا سنين طويلة، والسبب في عدم ترقيتهم في نظر المسئولين هو المسمى الوظيفي الذي لا يؤهلهم إلى ذلك.

وحينما نسأل متى سيتغير هذا المسمى فالرد جاهز وسريع: متى ما تغير الهيكل الوظيفي ستكون هناك فرص للترقيات. وبعدها نفاجأ بترقية منهم دون المستوى من حيث الخبرة والكفاءة.

أما الحوافز التي نسمع عنها ولا نراها فهي حدّث ولا حرج، فقد خصص لكل قسم اثنان من الموظفين سنويا ويا ليت من أعطوا الحافز هم أولى به فإما أعطوا لمصلحة شخصية أو لأمور أخرى والله أعلم.

إن من بين هذه المجموعة من الموظفين في كلا القسمين أشخاص لديهم من الأفكار والمقترحات شيء لا يهدف إلى تحسين العمل وزيادة الإنتاج وتطويره، فعندما يبدي أحد من هؤلاء فكرته أو اقتراحه لا يجد لها آذانا صاغية من قبل أي مسئول، إنما يستحوذ هذا المسئول على تلك الفكرة والمقترح لنفسه إذ تعود الفائدة عليه ونسيان حق ذلك الموظف.

لقد وضع ديوان الخدمة المدنية هيكلا وظيفيا لكل وزارة من وزارات الدولة وذلك من أجل الحفاظ على سير العمل وحفظ كرامة المسئول والمرؤوسين.

اننا نرى تجاوز المسئولين بشكل اعتيادي إذ الرئيس لا يكترث بوجود المراقب والمراقب لا يكترث بوجود المشرف والمشرف لا يعترف بوجود المشرف المساعد وكأننا في غابة تسودها الفوضى، تأتيك الأوامر من كل جانب، هذا يقول اعمل هنا والثاني يقول اذهب إلى هناك والآخر يأخذك من يدك إلى مكان آخر، وتبقى أنت في حيرة من أمرك، الطاعة أو الرفض، وليس لك خيار آخر سوى الرضوخ والاذعان للأوامر وإلا تعرضت لتأنيب أنت في غنى عنه.

إن كل ما ذكر في هذه الأسطر موجود على أرض الواقع، نعيشه كل يوم ونحن عاجزون عن تغييره، صابرون عليه من أجل لقمة العيش لا حول لنا ولا قوة».

ونحن بدورنا نطرح هذه المشكلة التي تتكرر كثيرا في بعض المؤسسات الحكومية والخاصة... نطرحها وننتظر تصحيح الأوضاع الحكومية في بعض المؤسسات، أو على الأقل تبرير ما يحدث حتى يستريح اصحاب الشكوى

العدد 49 - الخميس 24 أكتوبر 2002م الموافق 17 شعبان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً