العدد 5255 - الأربعاء 25 يناير 2017م الموافق 27 ربيع الثاني 1438هـ

بالفيديو والصور: عائلة سورية تنقل حرفيتها في تحضير الحلويات إلى منفاها الألماني


توارث أفراد عائلة السقا حرفة تصنيع الحلويات العربية أبا عن جد في مدينة حمص السورية، إلى ان أرغمهم النزاع الدامي في بلدهم على طرق دروب الهجرة وصولا إلى ألمانيا حيث أعادوا فتح متجرهم في برلين.

ويقول تميم (42 عاما) وهو الأخ الأصغر في هذه العائلة "مع انه من الصعب إيجاد وظيفة في ألمانيا (لطالبي اللجوء)، لذا قلنا لأنفسنا: (فلنقم بخطوة ما)".

وفي صباح يوم صيفي في العام 2016، فتح أفراد هذه العائلة محل الحلويات "داماسكوس كونديتوراي" ("حلويات دمشق") في برلين بعد أربع سنوات على إقفال المتجر العائلي أبوابه في حمص، ثالث كبرى المدن السورية.

وقد شهدت حمص منذ إندلاع النزاع في سورية في العام 2011 معارك ضارية دفعت بالكثيرين من سكانها إلى المغادرة.

وأجبرت الحرب المستعرة في المدينة الأخوة سليم ورامي وتميم السقا على خوض غمار هجرة شاقة بدأت من لبنان ومرت بمصر قبل بلوغ ألمانيا، المحطة الأخيرة في هذه الرحلة الطويلة.

واستقر الأشقاء الثلاثة في برلين "قبل سنتين وثلاثة أشهر" أملين في الإنطلاق بحياة أفضل في بلد فتح أبوابه لأكثر من 600 ألف سوري منذ اندلاع النزاع.

المهارة سلاحا وحيدا

وفي رحلة الهروب من اتون النزاع، لم يحمل الأشقاء السقا سوى أمر واحد هو مهارتهم التي ورثوها عن والدهم مؤسس محل الحلويات في حمص "قبل أكثر من أربعين عاما".

ويقدم حلوانيو عائلة السقا في متجرهم الألماني أصنافا مختلفة من الحلويات الشرقية التي تشتهر بها بلدان المشرق العربي بينها خصوصا البقلاوة والكنافة.

وتفوح في المتجر روائح شهية للمكونات المختلفة المستخدمة في صنع الحلويات كزهر الليمون واللوز. ويستمتع زوار المحل بتذوق أصناف متنوعة دأب الاشقاء السقا على تقديمها لزبائنهم في سورية، بينها على سبيل المثال لا الحصر عش البلبل والمعمول والمدلوقة.

وقد عرفت سورية على مدى سنوات طويلة بجودة حلوياتها وطعمها اللذيذ ما منحها شهرة واسعة في سائر أنحاء الشرق الأوسط.

وتوضح الأخصائية الفرنسية السورية في تحضير الحلويات ميريام ثابت التي تدير متجرا للحلويات في باريس أن التميز السوري في هذا المجال مرده إلى "جودة المواد الأولية بينها الفستق الحلبي"، إضافة إلى "المهارات المتوارثة عبر الأجيال للخبراء في تصنيع الحلويات الذين يتكتمون بشدة عن كشف سر وصفاتهم".

وتوضح الخبيرة ان "استخدام السمنة المحضرة من حليب الغنم هو أيضا من ميزات الحلويات السورية".

وقد عرفت دمشق بالبرازق وهي حلوى سورية محببة لدى كثيرين يدخل في تحضيرها خصوصا الفستق الحلبي وحبات السمسم. أما حلب التي شكلت لسنوات طويلة العاصمة الاقتصادية لسورية فقد اشتهرت بأنواع كثيرة من الحلويات منها المبرومة (البرما) والمرصبان.

حركة لا تهدأ

أما حمص وحماة في الوسط السوري فقد عرفتا خصوصا بحلاوة الجبن وهي شرائح حلويات طرية محضرة خصوصا من الجبن والسميد والسكر والفستق الحلبي.

ويوضح تميم السقا "في البداية قال لي شقيقي +فلنتجنب تحضير هذا النوع من الحلويات لأن الألمان لن يحبوه بسبب غناه بالدسم"، غير أن الوضع اختلف وبات سكان برلين يتهافتون على شراء الحلويات المقدمة في هذا المحل العائلي.

ولا تهدأ حركة الزوار إلى هذا المتجر. وأكثرية الزبائن في هذا اليوم هم من السوريين الذين توافدوا لتذوق الكنافة المباعة في المحل وتبادل الأحاديث مع أبناء جلدتهم ممن يتشاركون مأساة التهجير جراء الحرب في بلدهم.

وتقول ميريام ثابت "وحدها الموسيقى واللغة والحلويات قادرة على نقلكم إلى هذا العالم من الذكريات الجميلة".

ويشير تميم السقا مبتسما إلى ان الألمان "عندما يدخلون إلى هنا يكتفون بداية بالنظر، هم يشعرون بالخوف أحيانا... وما يحبونه هو البقلاوة".

ويبدو الأسف جليا على الحلواني السوري لدى حديثه عن الفستق السوري "وهو الأجود في العالم".

وقد باتت أشجار الفستق في قلب ساحات القتال ما يرغم الأشقاء السقا على التزود بهذه الحبوب من تركيا فيما اختاروا إيطاليا مصدرا للجبنة المستخدمة في تحضير حلوياتهم.

ويستذكر تميم السقا "كان محلنا في حمص يوظف أربعين شخصا، ويمتد على طبقتين بمساحة 150 مترا مربعا كما كان لدينا مصنع كبير".

أما المتجر الألماني للأشقاء السقا فهو أصغر حجما، وقد أقيم على جادة طويلة ملقبة بـ"شارع العرب" ويمكن فيها التزود بمختلف انواع المأكولات الشرقية، على بعد آلاف الكيلومترات عن سوق حمص التاريخية المقامة في القرن الثالث عشر.

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 7:55 ص

      ويل ويلاه على الحلاوة السورية انا حاليا في اسطنبول ولا أبالغ أن العمالة السورية الماهرة هي المحرك الرئيسي في تركيا وأقول الماهرة وليست العالة على الآخرين.

    • زائر 3 | 11:48 ص

      اخ على الكنافه النابلسيه الساخنه في الاردن !!! عجيبه

    • زائر 1 | 4:44 ص

      كنافه بالقشطة

      أتوقع حلوياتهم بتصير ألذ من هناك في سوريا ، لأن المحضرات أو المكونات والمواد هناك في ألمانيا أفضل جودة من سوريا وحتى الآلات أيضا.. أياني وياك تأكل الكنافه السوريه بالقشطة بتصير مدمن عليها وصعب تتركها.

شاهد أيضا