العدد 5259 - الأحد 29 يناير 2017م الموافق 01 جمادى الأولى 1438هـ

ضرورة الاهتمام بالتطوّع في إنجاز أهداف المشروع الوطني للتنمية المستدامة

في ورقة عمل قدّمها الناشط البيئي شبر الوداعي في ملتقى «مواليف الخليج التطوعي الأول»

الباحث والناشط البيئي شبر الوداعي
الباحث والناشط البيئي شبر الوداعي

باربار - محمد باقر أوال 

تحديث: 12 مايو 2017

في ورقةٍ قدّمها الباحث والناشط البيئي شبر الوداعي، شدّد على ضرورة الاهتمام بتنمية وعي كوادر العمل التطوعي بالقيم والمبادئ والمفاهيم الصحيحة لفكر التطوع والممارسات السليمة للعمل التطوعي والبناء السليم لثقافة المتطوع وواجباته وحقوقه ومسئولياته الاجتماعية والوطنية والإنسانية.
وقدّم الباحث الوداعي ورقته في ملتقى «مواليف الخليج التطوعي الأول»، والذي جاء تحت شعار «الأجيال تريد الأصداء» في الجامعة القاسمية بالشارقة يوم الثلثاء (17 يناير/ كانون الثاني 2017)، بعنوان «التطوع في إنجاز أهداف المشروع الوطني للتنمية المستدامة»، حيث أكد الوداعي أهمية أن تعمل المنظمات التطوعية في بناء نظام قانوني وإداري يساهم في استبعاد الممارسات غير السليمة وغير الملتزمة بمبادئ التطوع والتنبيه إلى مخاطر الخلل الذي تُسببه شخصنة العمل التطوعي والقرارات الإدارية غير السليمة في معالجة المشكلات المحيطة بذلك، وتوجيه رسائل توضيحية إلى الجهات المختصة في بلداننا بشأن مخاطر هذا الخلل على واقع نشاط المجتمع المدني واستراتيجية الدول في الارتقاء بوعي المجتمع ومساهماته في إنجاز أهداف المشاريع الوطنية للتنمية المستدامة، والدعوة للعمل على تحفيز المؤسسات الحكومية المعنية بإدارة وتنظيم نشاط منظمات المجتمع المدني في العمل على بناء النظم الإدارية والإجرائية التي تساهم في استبعاد الإجراءات المعيقة للعمل المدني وتيسير مهام عمل منظمات المجتمع المدني.
وتحدّث الوداعي عن «خصوصية المجتمع المدني في اهتمام المشروع البيئي الدولي والمؤشرات المحفزة لذلك الاهتمام والمبادئ الدالة على ذلك، وشخص المؤشرات الاستراتيجية لمسئوليات المجتمع المدني في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، معالجاً الجوانب المهمة للشراكة في استراتيجية العمل التطوعي لإنجاز الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة. واستعرض نماذج من الأنشطة ذات الأثر الاستراتيجي في تعزيز مبدأ الشراكة في البحرين والإمارات، مشيراً إلى إشكالية تراجع نشاط المجتمع المدني البيئي والعوامل المسببة والآثار السلبية لذلك.
وتطرّق الوداعي في ورقته إلى عدة نقاط، أهمها المؤشرات المحفزة لاهتمام المجتمع الدولي بأنشطة المجتمع المدني، الأنشطة الاستراتيجية الكونية في إدارة الأزمات الطارئة ومكافحة الكوارث الإنسانية ومواجهة الأزمات والحالات الطارئة التي تتعرّض إليها المجتمعات، المشاركة الفاعلة في عمليات الإنقاذ في مناطق النزاعات المسلحة والمواقع التي تتعرّض للكوارث الطبيعية، المساهمة في عمليات الإغاثة ومساعدة المتضررين في المناطق التي تتعرض لحالات الجفاف والأوبئة، والمساهمة في تقديم الخدمات الطارئة للفقراء  والمشرّدين. كما تحدّث عن الاهتمام الدولي بأنشطة المجتمع المدني في المواثيق الدولية للتنمية المستدامة، والتي تشمل وثيقة مبادئ مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة ريو+20.


أهداف التنمية المستدامة


وتحدّث الوداعي عن الأبعاد الاستراتيجية لأهداف التنمية المستدامة، كالبعد الإنساني والأخلاقي واﻻجتماعي، وضمان التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع، وتحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين كل النساء والفتيات، وضمان حصول الجميع بتكلفة ميسورة على خدمات الطاقة الحديثة الموثوقة والمستدامة، وتعزيز النمو الاقتصادي المطرد والشامل للجميع والمستدام، والعمالة الكاملة والمنتجة، وتوفير العمل اللائق للجميع.
وتطرّق الوداعي إلى «البعد البيئي الذي يجري معالجته في مجموعة الأهداف المتمثلة في ضمان وجود أنماط استهلاك وإنتاج مستدامة، اتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لتغير المناخ وآثاره، حفظ المحيطات والبحار والموارد البحرية واستخدامها على نحو مستدام لتحقيق التنمية المستدامة،  حماية النظم الإيكولوجية البرية وترميمها وتعزيز استخدامها على نحو مستدام، وإدارة الغابات ومكافحة التصحر ووقف تدهور الأراضي وعكس مساره، ووقف فقدان التنوع البيولوجي». وعن البعد التنموي قال إنه «يجري تحديد منهجياته في إقامة بنى تحتية قادرة على الصمود، وتحفيز التصنيع الشامل للجميع والمستدام، وتشجيع الابتكار، وجعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقادرة على الصمود». وأضاف: «أما البعد السياسي، فهو يمكن تبين مضامينه في تعزيز وسائل التنفيذ وتنشيط الشراكة العالمية من أجل التنمية المستدامة».
وتحدّث الوداعي عن نماذج الشراكة في أنشطة المجتمع المدني في البحرين والإمارات، مشيراً إلى تجربة جمعية البحرين للبيئة في حقل التطوع البيئي. وذكر أن العوامل المسببة في تراجع أنشطة فاعلية المجتمع المدني، تمكن الفئة المنغلقة في مفاهيمها، والضيقة في بُعد نظرها وفهمها لخصوصيات المجتمع المدني، والمؤشرات الاستراتيجية في تحفيز نشاط العمل التطوعي البيئي.


المخرجات المنهجية


وعن المخرجات المنهجية، قال الباحث والناشط البيئي شبر الوداعي: «من المفيد أن يتبنى الملتقى توجيه رسالة إلى مختلف القطاعات المؤسسية الحكومية والخاصة والمجتمع المدني لتعميم مخرجات الملتقى، والاهتمام بتنمية وعي كوادر العمل التطوعي بالقيم والمبادئ والمفاهيم الصحيحة لفكر التطوع والممارسات السليمة للعمل التطوعي والبناء السليم لثقافة المتطوع وواجباته وحقوقه ومسئولياته الاجتماعية والوطنية والإنسانية، والابتعاد عن شخصنة العمل التطوعي والقرارات الإدارية غير السليمة في معالجة المشكلات المحيطة بذلك، مع بناء نظام قانوني يحدّد منظومة المبادئ والقواعد القانونية يجري التنصيص فيها على حقوق المتطوع المهنية والصحية والمعيشية، وتوفير القواعد التي تضمن حماية حقوق المتطوع الأدبية والإدارية والقانونية. وتحفيز المؤسسات الحكومية المختصة المعنية بإدارة وتنظيم عمل منظمات المجتمع المدني للعمل على بناء النظم الإدارية والإجرائية التي تساهم في استبعاد الإجراءات المعيقة للعمل المدني وتيسير مهام عمل منظمات المجتمع المدني.
وحثّ الوداعي المؤسسات المعنية بقضايا البيئة والتنمية على الاستفادة من القدرات المهنية للمتطوعين ودمجهم في أنشطتها المهنية في إنجاز الأهداف الوطنية للتنمية المستدامة، وأن تعتمد الدول نهجاً يتبنى ويدعم أنشطة المجتمع المدني وتحفيز جهوده والاستفادة من مرئياته وكوادره في المشاريع الوطنية والخطط التنفيذية الموجهة لإنجاز أهداف التنمية المستدامة، وبناء شراكة تفاعلية مع المؤسسات المعنية ومؤسسات القطاع الخاص لتنظيم ورش العمل التخصصية لتدريب المتطوعين على فنون الإدارة للمساهمة في دعم إنجاز أهداف المشروع الوطني للتنمية المستدامة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً