العدد 5262 - الأربعاء 01 فبراير 2017م الموافق 04 جمادى الأولى 1438هـ

بالفيديو والصور: لأول مرة... عارضة أزياء متحولة جنسيا تشارك في أسبوع للموضة في الهند


تستعد عارضة أزياء مولودة ذكرا في الريف النيبالي لتصبح أول متحولة جنسيا تشارك في عرض أزياء شهير في الهند، في خطوة تأمل من خلالها في أن تكون مصدر إلهام لمغايري الهوية الجنسية في شبه القارة الهندية.

وقد نبذت انجالي لاما من العائلة عندما أعلنت قبل 12 عاما انها تريد ان تعيش حياة امرأة إلا أنها تجاوزت العقبات والأحكام المسبقة لتصبح أول عارضة متحولة جنسيا في بلدها الواقع في جبال هملايا. وقادتها مسيرتها هذه إلى المشاركة خلال الأسبوع الحالي في أسبوع لاكميه للموضة في بومباي وهو من أهم ملتقيات الموضة في الهند والذي يستمر حتى الخامس من فبراير/ شباط.

تروي انجالي لوكالة فرانس برس في مقابلة أجريت معها عبر البريد الإلكتروني "كان صعبا علي ان أعيش في نيبال وأنا مغايرة لهويتي الجنسية... ففي دول جنوب آسيا يتعاملون مع هذا الأمر كما لو انه مرض. ينظرون إلينا بطريقة مختلفة ويعاملوننا بطريقة مختلفة كذلك".

وتضيف المرأة البالغة 32 عاما "يجب ان نحافظ على صلابتنا لتحقيق أحلامنا".

وقد انجالي ولدت في عائلة مزارعين فقراء عند سفوح جبال هملايا وكان اسمها نابين وايبا، إلا أنها كانت تدرك دائما أنها ولدت في الجنس الخطأ. في سن العشرين حزمت أمرها وبدأت ترتدي ملابس نسائية للمرة الأولى.

وتؤكد عارضة الأزياء "كنت أعرف أني عاجزة عن العيش في ما كنت اعتبره جسما غريبا... وكنت مستعدة في سبيل ذلك لان اتحمل التهكم الصادر عن الناس".

وتضيف قائلة "غالبية الناس ومن بينهم أشقائي لم يكونوا مستعدين لتقبلي على ما أنا عليه. لكني حافظت على صلابتي وآمنت بنفسي... أمي وشقيقاتي وحدهن دعمنني على الدوام".

في العاصمة كاتماندو إلى حيث انتقلت لمتابعة دروسها وجدت انجالي المزيد من التسامح والانفتاح وهي انضمت إلى مجموعة دفاع عن حقوق المثليين والمثليات ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية تحمل اسم "بلو دايمند سوساييتي".

وفي العام 2009 خضعت لعملية جراحية لتغيير جنسها جزئيا. ولم يظهر اهتمامها بعرض الأزياء إلا بعد نشر صورتها على غلاف مجلة خصصت مقالا لأشخاص مغايري الهوية الجنسية.

نيويورك، ميلانو، باريس؟

وعزمت على مواصلة طريقها في هذا المجال فتابعت تدريبات على عرض الأزياء ألا أنها واجهت صعوبة في إيجاد عمل في البداية موضحة "كنت انبذ بسبب هويتي وكان الأمر مثبطا للعزيمة فعلا".

وبدأت حصد النجاح مع تطور موقف نيبال من الأشخاص مغايري الهوية الجنسية. فمنذ العام 2015 يسمح هذا البلد الجبلي لمواطنيه باختيار جنسهم مانحا مغايري الهوية الجنسية إمكانية التصريح بانهم ينتمون إلى جنس ثالث.

وتوضح انجالي "الذهنيات تتغير والناس أصبحوا أكثر تفهما" أملة ان تتمكن يوما من الخضوع لعملية لتتحول إلى امرأة بالكامل. وهي عملية لا تزال بعيدة المنال بالنسبة لغالبية النيباليين بسبب كلفتها العالية.

وعلى رغم التطور الأخير في التشريعات لا يزال أمام نيبال طريق طويل يقطعه لتحسين وصول مغايري الهوية الجنسية إلى التعليم والعمل على ما تقول مانيشا داكال أحدى مؤسسات "بلو دايمند سوساييتي".

وتوضح لوكالة فرانس برس "لكي نقبل في المجتمع علينا ان نؤمن استقلاليتنا المادية".

في الهند المجاورة يندد المتشبهون بالجنس الآخر منذ فترة طويلة بالتمييز الذي يلحق بهم. ويعترف بهم رسميا على انهم جنس ثالث إلا ان المجتمع ينبذهم ما يدفع البعض منهم إلى التسول في الشوارع أو إلى ممارسة الدعارة.

وتأمل انجالي لاما ان تشكل مشاركتها في أسبوع لاكميه للموضة تقدما لقضية مغايري الهوية الجنسية في هذه المنطقة المحافظة من العالم. وهي تحلم في ان تسير على خطى عارضات اخريات مغايرات الهوية الجنسية على منصات العرض في نيويورك وميلانو وباريس.

وتختم قائلة "أمل ان أكون قدوة لمغايرين آخرين... وأنا أقول لهم ان يؤمنوا بأنفسهم على الدوام".

 

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

شاهد أيضا