العدد 5275 - الثلثاء 14 فبراير 2017م الموافق 17 جمادى الأولى 1438هـ

مصممو الموضة في تونس يعيدون الحياة إلى الأزياء التقليدية


أعاد مصممو الموضة في تونس الحياة إلى الأزياء التقليدية إذ استوحوا منها ملابس مناسبة للاستخدام اليومي بعدما كان ارتداؤها مقتصراً في السابق على حفلات الزفاف والأعياد الدينية فقط.

ولتونس التي تعاقبت عليها حضارات مختلفة مثل القرطاجية والرومانية والبربرية والعربية والأندلسية والعثمانية، موروث متنوع من الأزياء التقليدية يختلف من ولاية إلى أخرى.

وفي السنوات الأخيرة عاد مصممو الموضة إلى هذا التراث واستلهموا منه ملابس أقبل عليها الزبائن لأنها "تجمع بين الاصالة والمعاصرة". من "القشابية" (معطف رجالي تقليدي ذو طربوش) استلهم المصممون معطفاً شتائيا نسوياً، ومن "البرنوس" (لحاف شتوي رجالي) رداء سهرات خاصا بالسيدات، كما وشحوا الفساتين العصرية بـ "طريزة" (رسوم مطرزة) "المَلْيَة" (لحاف نسوي تقليدي).

تزور مصممة الموضة زينة شيبوب باستمرار المناطق الداخلية في تونس لاستكشاف موروثها من الأزياء الذي تستوحي منه تصاميم ملابس عصرية تبيعها في متجرها في أحد الاحياء الراقية وسط العاصمة.

وتقول شيبوب وهي في الاصل صيدلانية، لوكالة "فرانس برس" إن ثمة إقبالاً متزايداً في تونس "خصوصا من الشباب" على الازياء المستلهمة من التراث مفسرة ذلك برغبة التونسيين في "إظهار هويتهم".

ويطلب الزبائن أزياء "تمزج بين اللباسين التقليدي والعصري وتكون صالحة للاستخدام اليومي" وفق شيبوب.

وتشير المصممة إلى إقبال الزبونات على "النسخة المطورة" من "مريول فضيلة" وهو قميص أبيض اللون مصنوع من القطن أو الحرير ومطرز بخطوط عمودية تكون عادة ذات لون واحد.

شعور بالاعتزاز

وترتدي الشابات "النسخة المطورة" من هذا القميص، مع سراويل جينز أو تنانير قصيرة، على ما تؤكد شيبوب.

وتقول الطالبة الجامعية هيفاء (20 عاما) ان وجود بصمة التراث التونسي في ملابسها يمنحها "شعوراً بالاعتزاز".

وتؤكد فوزية فراد التي اختارت توشيح الملابس النسائية العصرية بأنواع شهيرة من "طريزة" الأزياء التقليدية إن فكرتها لاقت استحسانا انعكس اقبال الزبونات على تصاميمها.

وتعليقا على الإقبال على هذه الأزياء في تونس، يقول المصمم إلياس بن عمر ان "الموضة (الاتنية) رائجة اليوم في كل دور الأزياء الكبرى (في العالم) وفي المعارض الدولية". ويشير بن عمر إلى أن التراث التونسي أصبح مصدر إلهام كبير لمصممي الموضة في بلاده.

ويلفت خصصوا إلى ما تمتاز به الأزياء التقليدية من "ألوان زاهية تشيع البهجة والفرح على عكس كل ما هو مظلم ومشوب بالحزن مثل النقاب".

وبعد الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الرئيس زين العابدين بن علي، برز في تونس تيار سلفي متشدد متطرف كانت الملابس الافغانية والنقاب من أبرز أزياء منتسبيه، وفق باحثين. وفي العقود الاخيرة لف النسيان الازياء التقليدية التونسية التي كادت تندثر.

وعادة ما تكون هذه الأزياء واسعة وفضفاضة وثقيلة الوزن احيانا لا تتناسب مع الاستعمال اليومي، كما ان اسعارها غالية ما جعلها حكرا على طبقة ومناسبات معينة.

الخُمسة الذهبية

وسنويا ينظم "الديوان الوطني للصناعات التقليدية" (حكومي) مسابقة "الخُمسة الذهبية" التي يتم ضمنها تتويج أفضل مبتكري تصاميم الموضة المستوحاة من اللباس التقليدي التونسي. وتقام مسابقة العام الحالي في 18 أيار/ مايو المقبل.

وتقول رئيسة لجنة مسابقة "الخمسة الذهبية"، فاطمة بن عبدالله لوكالة "فرانس برس": "سلاحنا الوحيد ضد التطرف هو هويتنا، وثقافتنا وصناعاتنا التقلدية". وتطمح مسابقة "الخمسة الذهبية" إلى الوصول بالتصاميم التونسية إلى العالمية.

وتحلم المصممة فوزية بن عبدالله في تنظيم عروض دولية لأزياء مستوحاة من التراث التونسي. وتقول في هذا السياق "لدينا تراث غني جداً، وموهبة، وذوق لكن تنقصنا الامكانيات (المادية) ومن دون دعم الحكومة لا يمكن لهذا الحلم ان يتحقق".

الموقف نفسه عبر عنه إلياس الانداري الذي حصل على جائزة الخمسة الذهبية ثلاث مرات، مؤكداً "اللباس التقليدي واجهة لتونس ويستحق مزيداً من الدعم".





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً