العدد 5290 - الأربعاء 01 مارس 2017م الموافق 02 جمادى الآخرة 1438هـ

بالفيديو والصور: الحشرات تصنع شهرةً لمراهق ألماني


ما هذا المشهد المثير للاشمئزاز.. كائنات مروعة تزحف على وجهه وذراعيه، إنها قواقع رخوة وصراصير ضخمة وحشرات عتة كبيرة الحجم.

 

 

ويندرج هذا المشهد في إطار النشاط اليومي الذي يقوم بها فتى مراهق ألماني يدعى أدريان كوتساكيفيتش (19عاماً) على شبكة الإنترنت، ولا تدور أحداث هذا المشهد وسط غابة استوائية في البرازيل، بل داخل منزل من طابقين مثل سائر منازل أبناء الطبقة الوسطى في ضاحية إحدى المدن الألمانية.

وفي قبو منزل العائلة الذي يقع في ضواحي مدينة كارلسروهه بغرب ألمانيا، يصف كوتساكيفيتش نفسه بأنه أصغر مرب للحشرات في أوروبا، ويقول إنه شغوف بصفة خاصة بحشرة السرعوف المفترسة التي تعرف باسم "فرس النبي".

ووسط هذا الصخب والاهتمام الذي يحيط بكوتساكيفيتش وحشراته، وصل عدد متابعي صفحته على موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي، والتي تحمل اسم "باجز أند ساينس" أي "الحشرات والعلم" إلى 270 ألف متابع، فضلاً عن مليوني شخص أسبوعياً يشاهدون مقاطع الفيديو التي يبثها على الشبكة الدولية.

وأمام عدسة الكاميرا، يسمح كوتساكيفيتش لحشراته بالزحف على وجهه وذراعيه، ومن بينها حشرة فريدة من نوعها، يصفها بأنها أكبر صرصار في العالم. ولكن كوتساكيفيتش ظل لسنوات شغوفا بصفة خاصة بفصيلة معينة من الحشرات، ألا وهي السرعوف المفترس.

ويقول أدريان الذي جاء من بولندا إلى ألمانيا مع والديه قبل ثماني سنوات: "المسألة تشبه الادمان، مثل هواية جمع كروت لعبة البوكيمون بالنسبة للآخرين".

ولا يتذكر أدريان على وجه الدقة متى بدأت الحشرات تجذب انتباهه، ويعقب قائلا إن هذه الهواية "ليس لها بداية، فقد كانت الأمور هكذا دائما" بالنسبة لي.

وفي فترة طفولته المبكرة في بولندا، كان أدريان يربي حشرات العتة والجنادب. ولم يبدأ شغفه بحشرة السرعوف، إلا عندما انتقل إلى ألمانيا. ورغم أن عائلته تحتفظ بكلبين في المنزل، إلا أنه لا يهتم بهما على الاطلاق.

وبعد الحصول على دبلومة التعليم المتوسط، التحق أدريان بالعمل في المتحف، إلى جانب تنمية أنشطته الخاصة في مجال تربية الحشرات، حيث أسس شركة على الانترنت متخصصة في هذا المجال، تحمل اسم "إنسيكت هاوس" أي "بيت الحشرات".

ويعكف أدريان حاليا على تأليف كتاب، كما يبيع الحشرات الي يربيها إلى هواة وتجار وباحثين ومستهلكين في ألمانيا وأوروبا، بل وفي الولايات المتحدة أيضا.

ويقول مارتن هولر صاحب شركة "بيت فاكتوري"، وهي من الشركات القليلة المتخصصة في تجارة الجملة للحشرات النادرة: "لا شيء يعود على الحشرات من وراء هذه المقاطع".

ويعترف هولر بأن هناك اهتماما متزايدا بمثل هذه الحشرات، مشيرا إلى أن بعض الحشرات تصلح بشكل مثالي لأن تكون "أول حيوان أليف" يقتنيه الأطفال الصغار، ويوضح قائلا إن "الاعتناء الجيد بهذه الحشرات لا يتطلب سوى قدر ضئيل نسبيا من التكلفة والمجهود".

ويثق كوتساكيفيتش أن حشراته تعيش في راحة، ويقول إن تسعين بالمئة من التعليقات التي تأتي على مقاطع الفيديو التي يبثها تكون إيجابية. وفي قبو منزل العائلة، توجد صفوف طويلة من الأرفف التي تحتوي على صناديق وأحواض بلاستيكية تعيش فيها الحشرات.

ويمكنك أن تسمع داخل القبو أصواتا هادئة تصدر من الصراصير أو طنين خافت لحشرات أخرى. وعادة ما يكون الطقس دافئا بشكل معتدل داخل القبو ولا تنبعث في الداخل أي روائح مميزة أو نفاذة، ولكن عندما تقترب من أحد أحواض تربية الحشرات، قد يطالعك مشهد جدير بالمشاهدة.

ويقول أدريان الذي يسافر إلى آسيا مرتين أو ثلاث كل عام: "إنني أتيح للناس فرصة مشاهدة كائنات لم يسبق لهم رؤيتها من قبل"، وهو يتوجه إلى تايلاند وماليزيا بصفة خاصة بحثا عن فصائل السراعيف المختلفة.

ويتراوح سعر السرعوف ما بين 10 و500 يورو (550-11 دولار)، ولكن أدريان لم يكشف حجم الأرباح التي يحققها من تجارته.

ولكنه يسهب في الحديث بكل حماس عن مدى حبه للسراعيف ويبدي إعجابه بهذه الحشرة لقدرتها على التخفي ببراعة فضلا عن درجات الألوان المتنوعة التي تتميز بها فصائلها المختلفة.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

شاهد أيضا