العدد 5311 - الأربعاء 22 مارس 2017م الموافق 23 جمادى الآخرة 1438هـ

ناهدة الرماح... رائدة المسرح التي فقدت بصرها في سبيل الفن


الوسط – (تقرير) أحمد مرهون 

تحديث: 12 مايو 2017

رحلت الفنانة العراقية ناهدة الرماح عن الحياة يوم أمس الأربعاء (22 مارس/ آذار 2017) تاركةً خلفها إرثاً فنياً كبيراً يحمل في طياته معاني الإبداع والعطاء لعلمٍ من أعلام الفن، ورائدةٍ من رواد المسرح والسينما.

ولدت ناهدة الرماح في منطقة الحيدر خانة بالعاصمة العراقية بغداد عام 1938، وبدأت رحلتها الفنية قبل أن تبلغ سن العشرين بمشاركتها في فيلم "من المسئول" في العام 1956 لتكون من أوائل الفتيات العراقية اللاتي يدخلن عالم الفن على رغم الضغوطات الكبيرة التي تعرضها لها نتيجة العادات والتقاليد الرافضة لذلك.

وفي العام 1957، دخلت ناهدة عالم المسرح مع فرقة المسرح الفني الحديث لتؤدي مجموعةٍ الأدوار والشخصيات في عددٍ من المسرحيات مما أكسبها إسماً ومكانةً على المستوى العراقي جعلتها متفوقة على أٌقرانها.

اتجهت الرماح بعد ذلك إلى العمل الإذاعي والتلفزيوني في العام 1971 في قسم برامج الأطفال، ولكنها تركت العمل بعد عامين فقط، نتيجة ملاحقات النظام العراقي لها بسبب عائلها المعروفة بعملها السياسي وقتها.

ونظير شغفها الكبير للفن والثقافة، عادت الفنانة الراحلة إلى المسرح مجدداُ في العام 1976 عبر مسرحية "القربان" إلا أنها كانت ذكرى سيئةً لها، فقد فقدت بصرها وهي على خشبة المسرح، لترسلها الدولة لاحقاً إلى العلاج في لندن.

ومنذ الحادث الأليم لها بفقد بصرها تنقلت ناهدة الرماح بين عدة دولٍ بدايةً من لندن ثم إلى رومانيا وتشيكوسلوفاكيا، بعد ذلك لبنان ودمشق، لتعود إلى لندن مرةً أخرى في العام 1983، ولكنها بقت متعلقةً بالفن فقد أخرجت عدداً من المسرحيات للطلبة العراقيين في لندن ومنها مسرحية "الدراويش يبحثون عن الحقيقة".

وبعد سنواتٍ من البُعد، عادت الرماح إلى العراق في العام 2007، ليُقدم لها عرضٌ بالتمثيل في مسرحية "صورة وصوت" بمناسبة يوم المسرح العالمي، لتقبل ذلك الدور وتتحدى الصعاب رغم فقدانها البصر.

وتمتلك الرماح باقةً كبيرة من أعمالها المسرحية الرائعة مثل: النخلة والجيران، آني أمك يا شاكر، المفتاح، مسألة شرف، الخال فانيا، وغيرها. كما مثلت في ثلاث أفلام هي: من المسؤول، الظامئون، يوم آخر.

ولا تقل ناهدة الرماح شعبيةً عن عمالقة الفن العراقي أمثال سامي عبدالحميد وقاسم محمد وغيرهم، وهذا ما جعلها شخصيةً فنيةً مشهودٍ لها بالتميز والتألق.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

شاهد أيضا