العدد 5312 - الخميس 23 مارس 2017م الموافق 24 جمادى الآخرة 1438هـ

اعتذار السيدة باك جون هاي!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

هذا ليس عنوان رواية خيالية أو قصة بوليسية، من تأليف إيميلي بر,نتي أو أجاثا كريستي، وإنّما حدث سياسي كبير وقع في دولة شرقية متقدمة اقتصادياً، تعتبر من النمور الآسيوية.

والسيدة هي رئيسة هذه الدولة، كوريا الجنوبية، وقد تم عزلها من منصبها قبل أسابيع، نتيجة اتهامها بقضايا فساد. وظلّت باك جون هاي تكابر وتعاند، لتفلت من المساءلة، لكن الضغط الشعبي استمر، واستمرت المظاهرات الحاشدة أمام مقر الحكومة، للمطالبة بمحاكمتها، حتى صوّت البرلمان على عزلها، وهو قرارٌ أيدته المحكمة الدستورية، فاضطرت إلى مواجهة الواقع والرضوخ.

الاعتذار حدث يوم الثلاثاء الماضي، لدى وصولها إلى مقر الادعاء العام لاستجوابها كمشتبهٍ بها في وقائع الفساد. وكان الكوريون ينتظرون رد فعلها، بعد طول مكابرتها وعنادها، في أول ظهورٍ لها أمام وسائل الإعلام، فشاهدوها تقف على درج مبنى الادعاء لتتحدّث أمام الكاميرات قائلةً: «أعتذر للشعب. وسأتعاون بإخلاص في التحقيق».

بعض شهود العيان قالوا إنهم شاهدوا قطرات معدودة من الدموع تسيل على خدّيها، وهو ما فسّره معارضوها بأنها دموع الخجل والعار، بينما ردّ آخرون إن السياسيين ليسوا مثلنا، فهم لا يشعرون بهذه المشاعر حين يُخطِئون، وإنّما هي دموع تماسيح لجلب التعاطف من السذج والبسطاء.

السيدة باك جون هاي حين انتخبت رئيسةً لبلادها قبل أربعة أعوام، تم إحاطتها بهالةٍ إعلاميةٍ كبيرة، ترحيباً وتهليلاً، لكن الهالة كانت أكبر عند عزلها، حيث تحوّلت إلى فضيحة تتداولها كل وكالات الأنباء العالمية، باعتبارها أول رئيس كوري منتخب ديمقراطياً يتم عزله سلمياً، بسبب الفساد.

قصة الفساد التي تتهم بها باك جون هاي، تتلخص في تواطئها مع صديقتها المقرّبة تشوي سون سيل للضغط على شركات كبرى لتقديم تبرعات لمؤسستين كانتا تدعمانها سياسياً. وحاولت الصديقتان المقربتان نفي التهمة... لكن بعد فوات الأوان.

تبلغ باك جون هاي من العمر الآن 65 عاماً، وبعدما فقدت حصانتها الرئاسية إثر عزلها، يتوقع رجال القانون أن يُحكم عليها بالسجن لمدة تزيد عن 10 سنوات، في حال إدانتها بتلقي الرشاوى من تلك الشركات الكبيرة. وهذا يعني أنها لن تشاهد الشمس مرةً أخرى إلا بعد بلوغها 75 عاماً، إلا إذا تم تخفيف الحكم عليها بصدور عفو خاص، بعد مرور بضع سنوات بعدما تبرد القضية وليس الآن، حيث يمكن أن يكون ذلك مقبولاً لدى الرأي العام، الذي يعتبر الفساد خيانةً للشعب والوطن والتاريخ والدم الكوري.

الكوريون 50 مليوناً، نصفهم يؤمنون بالأديان ونصفهم لا يؤمنون. ونصف المؤمنين بوذيون، ونصفهم الآخر مسيحيون كاثوليك وبروتستانت، ولا ندري هل في دينهم كلمةٌ عظيمةٌ تُنسب لنبيهم مثل «لو ابنة بوذا سرقت لقطعت يدها» أم لا، لأنهم مجمِعون كلمةً واحدةً على محاربة الفساد ومحاكمة المفسدين.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 5312 - الخميس 23 مارس 2017م الموافق 24 جمادى الآخرة 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 8:21 ص

      Later better than never
      بناء الحياة اليوميه الاستهلاكيه لا تقود الا الي الهلكات! فيقال تدني الوعي وزيادة الاقتراض اي زيادة الدين لا يدين اليوم البنك الدولي الا اوراق نقديه للتعامل لا للجمع . فالاوراق الماليه قد ترفع بنايه الا انها تحط من درجته الاخرويه . فهل الاعتار عن عدم المساواة والبطر واستغلال النفوذ و انواع أخرى من الفساد المستشري في بلاد ... لا يعرف من الاسلام فيها الا اسمه ولم يبقى من القران الا رسمه. فاين خير امه اخرجة للناس?

    • زائر 26 | 6:08 ص

      يوجد فساد ولا يوجد مفسدين هكذا ينظر إلى التقارير المالية والإدارية التي تصدر من ديوان الرقابة وما خفي أعظم.

    • زائر 21 | 3:34 ص

      اذا كنت لا تستحي من الله ورسوله ومن الناس الشعوب فافعل ما تشتهي ، ولكن استعد للأجابة غدا وابحث عن جواب مقنع وصحيح لرب العباد الذي لا يغادر صغيرة ولا كبيرة الا احصاها ؟؟؟.

    • زائر 18 | 1:46 ص

      هل سياتي اليوم الذي سيعتذر في رجال....السنه و الشيعه عن الأزمة التي خلقوها لنا في العالم العربي منذ ١٩٧٩ بسبب تدخلهم في السياسة ؟ هل سيعتذرون ام ان ...... الذي يتبعهم سيبقى مغيب مخدر و لا يستطيع تحريك عقله ؟

    • زائر 17 | 1:44 ص

      ليس الفساد فقط وانما سؤ ادارة ايظاً،،،، الفال للسياسيين اللي عندنه يعتذرون للشعب عن سؤ تقدير الامور وتوجيه الاتباع الى حافة الهاويه ،،،

    • زائر 15 | 1:11 ص

      سيدنا العزيز اترك عنك الأحاديث البوذية فعندنا أيضا خير مثل اذا ابتليتم فاستتروا. والبوذي لا يسترد الهدية فهذه من شيمه يكفي سيدنا أو نزيد

    • زائر 13 | 1:05 ص

      من راقب الناس مات هما

    • زائر 11 | 12:58 ص

      لو قارنّا فسادها مع فساد بعض المسؤولين في بلدنا لطلعت عليهم باشه أي أن فسادها لن يكون أكثر من 5% من الفساد الذي اكتشف في البحرين على مدى اكثر من عقد من الزمن وهو يتكرّر ويزداد، وكل من طالب بمحاسبة المتسببين فيه اعتقلوا وسجنوا وبقي الفاسدون ..

    • زائر 10 | 12:56 ص

      هذي الأخبار تجيب الضغط و السكري لانها تخلينا نقارن حالنا بهم و ننقهر اكثر

    • زائر 9 | 12:53 ص

      احنا نغوص ونسبح ونتنفس الفساد في كل أرجاء البلاد

    • زائر 8 | 12:52 ص

      ...........لكن ويش اقول لناس ما عندهم قيم

    • زائر 7 | 12:49 ص

      يا سيّد لا عليك من دموعها فهو كدموع التماسيح فالسياسيون لا يبكون ولا يندمون الا عندما يفقدون الكرسي ..

    • زائر 12 زائر 7 | 1:01 ص

      سيد مالنا شغل بدول الثانيه ..

    • زائر 3 | 11:51 م

      وش تقول سيد. احنا لو كان عندنا نص إسلامهم لكانت أغلب شعوب الدول العربية فيها بشر بذراع واحدة فقط!
      الإسلام ليس غلاف خاوي المحتوى، بل هو شريعة ونمط حياة وسلوك.

    • زائر 2 | 10:55 م

      السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة

    • زائر 1 | 10:01 م

      لنتعلم ولو قليلا فبلادنا تعج با المفسدين .

اقرأ ايضاً