العدد 5337 - الإثنين 17 أبريل 2017م الموافق 20 رجب 1438هـ

القطان يصف النبيه صالح بـ"الجنة" ويقترح إعادة إحياء عين السفاحية والاستفادة منها

من ربوع الجزيرة التاريخية


عرفها العالم بأنها بلد المليون نخلة وموطن أجود أنواع اللؤلؤ، فيما أحبها أهلها لعيونها الطبيعية وينابيعها الفياضة التي باتت مضرب المثل بعذوبة مائها ونقاوته، إنها البحرين صاحبةُ العيون التاريخية المتدفقة خيراً وعطاءاً منذ قديم الأزل، إلى أن جاء التطور الحضاري والعمراني ليطمس تلك المعالم ويُخلّف وراءه آثاراً يقف المُحب عليها ليتذكر أياماً مضت، ويتحسف على إرثٍ ذهب.

جزيرة النبيه صالح، إحدى قرى البحرين التي أشتهرت بعيونها العذبة، والتي لم يرحمها الزمان حتى قضى على كُل عيونها وهي: عين السفاحية، عين الخضرة، عين الصغيرة،  بالإضافة إلى كواكبها -وهي نبعٌ من الماء أصغر من العين- وأبرزها: كوكب الشيخ، كوكب ناصر، كوكب الفراح، كوكب الحلة، كوكب العرائس، كوكب السايس.

وتشكل العيون والكواكب والآبار مصدر الحياة لأهالي النبيه صالح، فقد كانت جداول المياه تمر على البيوت والمنازل لينتفع منها الأهالي في أعمالهم اليومية، كما تسقى الحدائق والبساتين، إلا أن نقص المياه الجوفية والملوحة الشديدة من مياه البحر التي تداخلت مع المياه العذبة، جعلت العيون تتلاشى نهائياً لينهار معها الغطاء الزراعي.

وفي هذا الصدد، ألتقت "الوسط" مع الحاج عباس القطان أحد رجال النبيه صالح الذين عاصروا فترة العيون العذبة في الجزيرة الذي وصفها بـ"الجنة"، متحدثاً عن الحياة بين الماضي في ظل تواجد العيون والحاضر مع اندثارها، قائلاً: "الجزيرة في الماضي كانت جنة، فكل ما تريده من الثمار كان موجوداً (المانغو، الببايا، الرمان، اللوز، التين، القرع وغيرها)، وهذا ليس غريباً فالجزيرة كانت عبارة عن أرضٍ خضراء يحيطها الماء من كل الجهات، فمن الطبيعي أن تنمو تلك الثمار وأكثر، لكن مع جفاف العيون والكواكب بدأت البساتين والأشجار بالموت".

ويستذكر الحاج القطان ذكرياته في ربوع الجزيرة التي عاش بين عيونها الطبيعية سيما عين السفاحية ذات الشهرة الكبيرة بالقول: "أنا شخصياً عشت فترة قوة عين السفاحية، لدرجة إن طفل عمره 10 أو 15 سنة لا يستطيع الوصول إلى قاع العين، وإذا حاول ذلك تراه يطفح بسرعة من قوة دفع الماء، الوحيد من كان يستطيع ذلك هم الكبار أصحاب النفس الطويل. حتى إن السياح كانوا يأتون بكثرة إن العين ويقيمون حوالي أسبوع أو عشر أيام في المنطقة، بالإضافة إلى حضور أهل المنامة والمحرق والحد والبديع.

وتُعد "عين السفاحية" أهم عيون الجزيرة وأكثرها تفقداً، وأُطلق عليها ذلك الإسم نتيجة سفحها القوي للماء، فقد كانت تسقى معظم المزارع حتى يفيض العذب منها، ويقصدها المواطنين والسياح من مختلف البلدان للتمتع بحُسن العين وجمالها، حتى ستينات القرن الماضي عندما بدأ تدفق المياه ينخفض تدريجياً لتجف تماماً في العام 1987، ولتضمحل باقي العيون والكواكب بعد فترةٍ قصيرةٍ منذ ذلك، كان آخرها "كوكب الشيخ" الذي ردمته البلدية بعد جفافه في أغسطس/ آب 2001.

وعن أسباب جفاف العيون والكواكب من الجزيرة يقول القطان: "قلة الماء من العيون بدأ مع عين السفاحية بداية الستينات أثناء فترة وضع القواعد الأساسية لميناء سلمان، ففي عمليات الحفر التي جرت البحر تقطعت عروق المياه الجوفية التي كانت تصل إلى عين السفاحية وباقي العيون، ولذلك كانت الجزيرة أول القرى المتؤثرة ثم جزيرة سترة والعكر، واستمر في ذلك لمدة عشرين سنة تقريباً حتى جفت عين السفاحية ثم باقي العيون والكواكب".

وقدم الحاج عباس القطان اقتراحاً لإعادة إحياء عين السفاحية والانتفاع منها بدلاً من صورتها الحالية، وهذا ما سيجعل الدولة تستفيد من ناحية فرض ضربية على الدخول إلى العين كما هو الحال في عين عذاري وعين أم شعوم، كما إن الأهالي سيما الكبار في السن والمتقاعدين سيتجمعون فيها لإعادة ذكرياتهم القديمة.

 

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 13 | 7:56 ص

      فقرة تناتيف :-
      يا ولد النبيه صالح ما تحصل لنه كيلو "ملفوف" حق آعدل دماغي ؟!!!!

    • زائر 14 زائر 13 | 8:51 ص

      موجود.. و لكن المشكلة في كيفية إيصاله اليك

    • زائر 9 | 5:51 ص

      البحرين كانت كلها شحلوها حجي بس اخ يالقهر حسبي الله على من خربها

    • زائر 7 | 4:54 ص

      الجمعة الفائتة وقفت بجانب عين السفاحية أنتظر زوجتي حتى تعود من جزيرة ستره حتى أخذها و نذهب سوياً لمدينة حمد،فعاودني الحنين لتلك العين و زارتني ذكرى طفولتي و مراهقتي و الأيام الجميلة ألتي قضيتها مع صديقي و إبن خالي و نحن نسبح ونتنطط بداخلها و على اسوارها البالية فتدحرجت دمعة

    • زائر 6 | 4:46 ص

      متى صار من عيال القطان بعد
      لاحول والقوة إلا بالله
      الهوية البحرينية ضاعت

    • زائر 11 زائر 6 | 6:29 ص

      هذه من عائلة القطان أباً عن حد مو القطان اللي عندكم جايبينهم مادري من وين ركبتو عليهم القطان تعال النبيه الصالح وشوف بعيونك من الأصل من اكبر العوائل في النبيه الصالح اذا ماتعرف التاريخ حياك معلمك وياه

    • زائر 12 زائر 6 | 6:39 ص

      حجي عباس عميد عائله القطان في جزيره النبيه صالح واسم العائله مو في النبيه صالح فقط منتشر في اكثر من منطقه ... لك طوله العمر ابو علي

    • زائر 5 | 4:32 ص

      لا تقلب ألمواجع يا بو علي و اترك لنا نعمة النسيان،فقد أنعم الله علينا بها و لولاها لمتنا من الكمد و القهر،فقد أضحيت عند مروري أكره النظر للجزيرة ألتي حوت بين ثناياها أحلى أيام صباي و مراهقتي كما حوت طرقاتها و أزقتها أجمل ذكرى لا زالت متغلغلة بين تلافيف دماغي.ولد النبيه صالح

    • زائر 4 | 4:23 ص

      مانعرفه أن إسم المنطقة هو النبي صالح وليس النبيه صالح، والأسماء ليست بالضرورة تعبر عن دلالة حقيقية على ما تحمل من معنى. فلا تساهمو في طمس تاريخ البلد الحقيقي من خلال تغيير بعض الأسماء التي قصد منها المغرضون القضاء على أصل وهوية هذا البلد وشعبه.

    • زائر 3 | 4:20 ص

      سقى الله أيام النبيه صالح والمربين في ديك الحجرة والطراد

    • زائر 2 | 4:20 ص

      ما شاء الله نشكر الوسط على متابعة تاريخ القرى ومنها قريتة النبيه صالح تاريخ من الحضارات البحرين يجب المحافظة على ما تبقى منها شكراً لك من حافظ على تاريخ قريته شكراً ﻷجدانا الطيبين.

    • زائر 1 | 4:14 ص

      كلام جميل والله يعطيك طول العمر والعافيه..

شاهد أيضا