نتيجة للازدحامات القائمة في معظم شوارع وطرقات مملكة البحرين مع تكدس السيارات أثناء السير إلى فترات طويلة تصل إلى مدة قدرها ساعة وما فوق، حيث أصبح مشهداً يومياً متكرراً يؤرق السلطات بل ويزعج المواطنين ويؤثر على الاقتصاد الوطني، ويمكن القول إن مشكلة الازدحام تكون ناتجة عن خروج معظم الناس في وقت واحد، ولو أمكن تقسيم فترات بداية الدوام اليومي بين الوزارات والمؤسسات الحكومية الأخرى وحتى الشركات لساهم ذلك في تقليل كثافة الازدحام إلى النصف، لذلك فإن تغيير أوقات الدوام الحكومي والدوام المدرسي والشركات الخاصة إلى فترات مختلفة سيساهم في تخفيف الازدحام اليومي على كل الطرقات بنسبة تصل إلى أكثر من 50 في المئة، وإذا اعتبرنا معدل عدد أفراد الجاليات الأجنبية في الأسرة الواحدة ممن يستقلون الحافلة للذهاب إلى المدرسة هو 3 أفراد للأسرة، فإن ذلك يعني الاستغناء عن 70 ألف مركبة، وخاصة كان من الممكن أن يتم استخدامها لأغراض الانتقال إلى المدرسة بدلاً من استخدام الحافلة، ما كان سيشكل زيادة في الازدحام المروري في الطرقات، وبالتالي فإن هذه الحافلات تعوض استخدام هذه المركبات الخاصة التي تزيد من كثافة وحالات الازدحام، ولاسيما في ساعات الذروة، ومن ثم تقليل فرص وقوع الحوادث المرورية، حيث إن المهاجرين اليوم يزيد عددهم على 200 ألف شخص، ولو قمنا باستثناء 100 ألف شخص من ركوب السيارات واستخدام الحافلات ذات الـ 60 راكباً بهدف الانتقال إلى وظائفهم، فإننا سنجد أن لدينا 100 ألف سيارة تسير على الطرقات بشكل سليم، كما أن مسئولية الزحام لا تقع على وزارة بعينها؛ وإنما المسئولية مشتركة بين الكثير من الوزارات، ومن الضرورة الاستفادة من الخبرات والتجارب العالمية في هذا المجال، وخاصة تلك المتوافرة في دول تشهد فيها الحركة المرورية كثافة عالية من السيارات وتحركات وتنقل المواطنين، ومن أهم هذه الحلول التي من الممكن أن تساعد على حل الأزمة المرورية توسعة الشوارع والمداخل حول المدن والمناطق السكنية، مع بناء جسور فوق الطرق الرئيسية والسريعة، تطوير خدمات النقل العام من خلال إعطاء فرصة للشركات الأخرى لكي تقدم خدمات أفضل من خلال توفير حافلات أفضل ومحطات أفضل لتلك الحافلات، ومن المفيد أن أضيف أن بعض الحلول لحل هذه الظاهرة ومنها إنشاء التقاطعات والتي من الممكن أن تسهل الحركة المرورية، وإنشاء الأنفاق وإعادة برمجة أوقات الدوام الرسمي بالقطاعين العام والخاص، حيث يبدأ دوام القطاع العام في الساعة 7:30، فيما يبدأ القسم الآخر من القطاع الخاص الدوام من الساعة 8 صباحاً، فإن الازدحام سيخف في الصباح بفارق 30 دقيقة، وكذلك عند العودة وأيضاً من ضمن الحلول التي تساهم في بلورة الحد من ظاهرة ازدحام السير تتمثل في تشكيل هيئة مسئولة بشكل مباشر عن موضوع حل أزمة السير، ويكون أعضاؤها من الأشخاص المتخصصين تعمل على سد النقص في التعاون والتنسيق فيما بين الوزارات المعينة، والتنسيق على أعلى المستويات لإيجاد المخارج لهذه الأزمة المتصاعدة يوماً تلو الآخر، حيث إن تلك الاستراتيجية تتضمن دعوة جميع الجهات الحكومية إلى تنفيد بنودها وتطبيق محتواها بما يؤدي ذلك إلى الإسهام في حل الأزمة التي يعاني منها الجميع، وذلك بهدف توحيد جميع الجهود لحل أزمة ازدحام الطرقات، وأن يكون لوسائل الإعلام والصحف المحلية بمختلف قنواتها المرئية والمسموعة والمقروءة دور في ذلك، حمى الله بلادنا من شر الحوادث ووفق الله أبناءه المخلصين في العمل على تطويره وتقدمه وازدهاره.

فاضل جاسم محمد جاسم