العدد 5374 - الأربعاء 24 مايو 2017م الموافق 28 شعبان 1438هـ

رئيس البرلمان العربي من المنامة: لا نقف مع البحرين من منظار طائفي... ونؤيد إجراءاتها للحفاظ على أمنها وشعبها

المؤتمر الصحافي لرئيس البرلمان العربي
المؤتمر الصحافي لرئيس البرلمان العربي

قال رئيس البرلمان العربي مشعل السلمي: «إن البرلمان لا يقف مع البحرين من منظار طائفي أو مذهبي، والواقع لم يكن هناك حديث عن سنة وشيعة إلا حين قامت تلك الثورة المشئومة في إيران. كما أن البرلمان يدعم كل ما تتخذه مملكة البحرين من إجراءات قانونية ودستورية للحفاظ على أمنها وشعبها وسلامتها».

وأضاف: «نحن مع العملية التي قامت بها وزارة الداخلية البحرينية يوم الثلثاء الماضي (23 مايو/ أيار 2017) للقضاء على بؤر الفتن والإرهاب في البحرين، فيجب ألا تكون هناك منطقة يبث منها أحد الفتن والشرور ورفع الشعارات الطائفية والمذهبية».

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده السلمي في مقر مجلس النواب يوم أمس الأربعاء (24 مايو 2017)، بمناسبة زيارة وفد عن البرلمان العربي إلى البحرين، بحضور نائب رئيس البرلماني العربي عادل العسومي، وعضو البرلمان العربي النائب عبدالرحمن بومجيد.

وقال السلمي: «لا يجوز الاستقواء بالأجنبي، وإيران تلعب دوراً في غاية السلبية في البحرين، وهي تغذي الطائفية وتدعم الجماعات المسلحة بالسلاح والإعلام».

وذكر بأن هدف زيارة الوفد البرلماني إلى البحرين هو تقديم الدعم التام والكامل والغير مشروط إلى البحرين، مضيفاً: «نسعى من خلال زيارتنا هذه إلى الوقوف مع البحرين حكومة وشعباً في ما تقوم به من تنمية وبناء وتطوير ونهضة، وهذا ما يراه كل من يأتي إلى البحرين، لا الصورة التي ينشرها البعض لمظاهرة من هنا أو هناك، وهذه ليست الصورة التي يحب أن يراها العالم عن البحرين، بل إننا نرى فيها مشروعاً إصلاحياً كبيراً يقوده جلالة الملك في مختلف المجالات».

وأضاف: «نرى أن هناك تلاحماً بين ملك وشعب البحرين، ونحن نحيي هذا التلاحم ونؤيده لاستقرار وتطور البحرين، لا كما نرى للأسف في بعض الدول العربية التي تعاني من الحروب والصراعات ويتم هدمه بأيدٍ تحت شعار الحرية والكرامة والديمقراطية، والتي قد تكون أهدافها نبيلة، ولكن آثار ذلك للأسف محزنة ومؤلمة وتؤدي إلى التشتت والنزاع والحروب والصراعات والبطالة وغيرها من الأمور التي لا تسر أحد، بينما أرى في البحرين نهضة وتقدماً».

وواصل: «ما سمعته من المسئولين في البحرين يرفع الرأس، وخصوصاً مع وجود مشروعات تنموية ونهضة لا مشروعات فرقة وشتات، وأدعو الجميع للالتفاف حول القيادة الرشيدة».

وأكد السلمي تأييده لكل ما تتخذه البحرين من إجراءات قانونية ودستورية للحفاظ على أمنها وشعبها وسلامتها، منتقداً الدور الذي تلعبه إيران في البحرين، وقال عنها: «إيران هي جار لنا، ولا تستطيع أن تزيل العالم العربي ولا نحن نستطيع أن نزيلها، وليس من سياستنا الاعتداء على إيران أو التدخل في شئونها، والدول العربية لا تتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية، ولكن إيران هي من تتدخل اليوم بشعارات مذهبية وطائفية وتصدير ميليشيات مسلحة إلى الدول العربية».

وتابع: «هذا النموذج غير مقبول في العالم العربي، ونحن لا نحتاج لهذه الميليشيات المرتبطة بالنظام الإيراني، وعلى إيران إن تفهم هذه الرسالة ليست فقط من العالم العربي وإنما من الجميع. وعليها لا تغيير سياستها فقط، وإنما كذلك سلوكها وأفعالها، فهذه السلوك والأفعال اليوم مدمرة ومفتتة لجهود العالم العربي، وإذا التزمت بذلك فإننا جاهزون ومستعدون لفتح علاقات جيدة ومتبادلة معها».

واعتبر السلمي أن إيران هي مصدر الإرهاب والخطر، وخصوصاً على صعيد إرسالها الأسلحة وممارسة التأجيج الإعلامي في كل ما يحدث في البحرين والعراق وسورية واليمن، مؤكداً على دور البرلمان العربي وجميع وسائل الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان إرسال المعلومات الصحيحة بشأن حقيقة الأوضاع في البحرين. وقال في هذا السياق: «سبق وأن شرحت لرئيس البرلمان الدولي الوضع في البحرين، وإذا كان هناك نائب يشتكي في البرلمان الدولي فالأولى أن يشتكي في بلده، وأن يتم أخذ المعلومات من مصادرها الصحيحة».

وعلى صعيد آخر، ذكر السلمي في رده على أسئلة الصحافيين، أن جامعة الدول العربية اتخذت قراراً بتعليق عضوية سورية فيها، وهو القرار الذي وصفه بـ «الحكيم»، حتى تكون الجامعة في منأى عمن يمثل الشعب السوري ومن لا يمثله، وهو الأمر ذاته الذي ينطبق على مجلس الشعب السوري، الذي عُلقت عضويته في البرلمان العربي لذات الأسباب.

وقال السلمي: «ما نريد أن نراه في سورية هو تحقيق الأمن والأمان وعدم استعمال الأسلحة الفتاكة ضد الشعب السوري من أي من الطرفين، وهناك خريطة سياسية متفق عليها عربياً وإقليمياً بموجب تفاهمات جنيف، وهناك مفاوضات تعمل على هذا الاتجاه، ولذلك الوضع في سورية معلق، وبالتالي لا يمكننا استقبال مجلس الشعب السوري أو المعارضة السورية».

كما أكد من جانب آخر، على الحاجة للتركيز على الجانب الأمني في دول المنطقة، مشيراً إلى أن دول الخليج والأردن والمغرب هي فقط الدول التي تعيش اليوم استقراراً وهدوءاً وتنمية، وأنه حتى مصر يتم استهدافها وإشغالها بالجماعات الإرهابية، على حد قوله.

وفي تعليقه على حديث إيران عن الأوضاع الحقوقية في البحرين، قال السلمي: «إيران ليست الدولة التي تستطيع الحديث عن حقوق الإنسان، فهي لا ترفع إلا المشانق ولا تحترم حقوق الإنسان، ومع ذلك ملف حقوق الإنسان في غاية الأهمية بالنسبة لدينا في البرلمان، ولدينا استراتيجية بالتواصل مع اللجان الحقوقية الدولية، وما فيه تعد سياسي على الدول العربية نرد عليه، ولا نحتاج لمن يحدثنا عن حقوق الإنسان».

وفي رده على سؤال لـ «الوسط» بشأن تعليقه على الملاحظات التي وجهتها الدول إلى البحرين في إطار آلية الاستعراض الدوري الشامل، قال السلمي: «لا توجد لدينا حساسية تجاه أية دولة في العالم تتكلم عن حقوق الإنسان، ومن تحدث في هذا الإطار عبر عن رأيه، ويجب ألا نكون حساسين في هذا المجال، ونصدر بيانات ونرد على كل نقطة».

وأضاف: «أنا على يقين أن البحرين لديها إجراءاتها فيما يتعلق بالمحافظة على حقوق الإنسان، والبحرين دولة مؤسسات تشريعية وقضائية، ومن لديه أمر فليلجأ إلى القضاء».

فيما أكد بومجيد أن البحرين دائماً ما ترحب بالانتقادات التي تصدر من المؤسسات الدولية، والتي يتم تدارسها وتنفيذ ما يمكن تنفيذه منها بما لا يخالف الشريعة الإسلامية، مشيراً إلى أن بعض التوصيات التي قدمتها الدول للبحرين، تتنافى مع العادات والتقاليد، بالإضافة إلى أن بعضها يحتاج إلى تعديلات تشريعية من قبل السلطة التشريعية، منوهاً بأن البحرين ستقدم ردودها على توصيات جنيف في شهر سبتمبر/ أيلول المقبل.

وأشاد بالوفد البحريني المشارك في هذه الدورة في جنيف، والذي أسهم في أن تكون البحرين ثاني أقل دولة حصلت على توصيات خلال هذه الدورة.

وما إذا كان لدى البرلمان العربي أي توجه تشريعي في الجانب الأمني، علق السلمي رداً على «الوسط»: «نعمل على الملف الأمني منذ مدة طويلة، وهذا البند دائم على لجنة أعمال الشئون السياسية، وكل اللقاءات التي نعقدها في هذا الإطار، نريد أن نوصل من خلالها رسالة للشعب العربي، حتى يكون هناك جهد رسمي عربي وأن تعرف الدول غير المستقرة أن كلفة عدم استقرارها باهظة جداً، وأن تأثيره لم يعد مقتصراً عليها، وإنما على الدول العربية المحيطة بها».

أما العسومي، فشدد خلال المؤتمر الصحافي على توحيد الرؤى في البرلمان العربي بشأن السياسات الرئيسية في المنطقة، عدا عن أصوات بسيطة غير مؤثرة تحاول أن تفرض أجندة معينة، على حد تعبيره، إلا أنه أكد أن الأغلبية العظمى تأخذ خطاً واحداً في تبني القضايا الرئيسية للأمة العربية وفق منظور عربي بحت بما يعزز المصلحة في هذه الدول.

إلا أن العسومي اعتبر أن التعاون العربي - العربي في المجال الاقتصادي لا يزال ضعيفاً جداً، ولا يعكس العلاقات العربية.

العدد 5374 - الأربعاء 24 مايو 2017م الموافق 28 شعبان 1438هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً