تواجد العمالة الأجنبية في القرى والمناطق المختلفة أحدث استياءً عند البعض، وخاصة لما يقوم به البعض من عادات دخيلة على المجتمع البحريني، على رغم الفائدة التي قدمتها ومازالت تقدمها هذه العمالة.

التعامل الجيد مع العمالة الأجنبية جزء مهم من أخلاقيات البحرينيين، إلا أن البعض مازال يعاملهم بأسلوب سيء. ولكون هذه القضية مهمة انتقلنا للمجتمع لنتعرف على وجهة نظرهم بشأن ذلك.

وبسؤال المواطنة طاهرة حسن، تشاركنا رأيها قائلة: "في الآونة الأخيرة بدأت أقدر العمالة الأجنبية أكثر، لأنني بدأت أختلط في المجتمع أكثر من خلال العمل ولاحظت أن الدولة معتمدة عليهم في مجالات كثيرة والسبب أن معظم البحرينيين لا يقبلون بالعمل كمثل أعمال هذه العمالة أو يتلقون الأجر ذاته، وللأسف نرى أننا نعاملهم وكأنهم عمال لدينا في أبسط الصور، كمثال: نقف أمام برادة ونتأمر ونعتبرها شغلتهم وقد يكون فعلاً هذا عملهم ولكن نحن نتعدى عليهم بشكل أو بآخر في المعاملة لأننا نعلم بأنهم لن يعترضون بسبب الحاجة، وهذه نظرة فوقية من المعظم بأننا أفضل وأرقى منهم قدراً لأنهم يعملون في دولتنا وللأسف الأمر أصبح من دون أية توعية وبالتالي إذا تعاملوا بشكل سيئ نلومهم ولكن قد نكون نحن السبب في ذلك".

وتذكر ساجدة الدرازي أنه "يجب علينا أن نعاملهم بإحسان، فهم من حقهم أن يعملوا من أجل أن يعيشوا، كما أن العمالة الأجنبية تعمل بأجور زهيدة والكثيرون يظلمونهم في ذلك وقد يتأخرون في إعطائهم رواتبهم ككونهم عمالة، كما أنهم يعملون بأشغال لا يقبل بها البحرينيون، وطبعاً يجب أن نعاملهم بشكل جيد فهم بشر، وللأسف نراهم في مساكن سيئة".

"والدتي من الجنسية الهندية" هذا ما عبرت به حوراء الماجد، وتضيف "للأسف الكثيرون يعاملونهم بشكل سيئ جداً ولا أعلم السبب في ذلك، كما أن الكثير من الشركات لا تلتزم بدفع الرواتب لهم، وككون والدتي هندية الجنسية فتحدث لها مواقف كثيرة، ولو نرى أن الأجانب في بلدهم كيف يحترموننا، وعلينا نحن كذلك نحترمهم ونقدرهم ولا نعاملهم بشكل مهين".

العمالة الأجنبية بشر في نهاية المطاف، وعلينا جميعاً ألا نغفل عن هذه النقطة، وبهذه الفكرة تطرح أم فاطمة رأيها بأن "الكثيرين للأسف يتعاملون مع العمالة وكأنهم ليسوا بشر، أو لا يشعرون وهذا أمر مؤسف أن نصل لهذا الحال، فالعمالة الأجنبية قد اغتربوا عن بلادهم فقط ليعيشوا وأبسط شيء ممكن أن نقدمه لهم أن نعاملهم بشكل جيد وبما يرضي ضميرنا وأخلاقنا، والمعاملة غير الجيدة التي يقوم بها البعض تؤلم قلب هذا العامل الإنسان الذي يتحمل كل ظروف الحياة الصعبة وفي المقابل لا يجد أي تقدير من البعض، وكثيرون يبررون أفعالهم بأن هذه العمالة وجودها يسبب المشاكل وأنهم بأخلاق سيئة ومجرمون ولكن لو نرجع لأصول هذا الأمر لوجدنا معاملتنا هي التي تحدد كيف يتعامل معنا هذا العامل، ومن غير المنصف أن نعاملهم جميعاً بأسلوب واحد بسبب فئة منهم".

وفي الختام، قالت إحدى المواطنات: "نحتاج إلى وعي أكثر وتعلم كيف نتعامل مع غيرنا باختلاف الجنسيات والمراكز الاجتماعية".