العدد 2134 - الأربعاء 09 يوليو 2008م الموافق 05 رجب 1429هـ

تجارة بيع الأطفال عالميا

في العام 2007، أجرت استاذة الانثروبولوجي بجامعة بيركلي البريطانية سوزان هيوز، وهي واحدة من المؤسسين لمنظمة «اورغان ووتش»، بحثا شاملا في المتاجرة بالأطفال والأعضاء البشرية، واعتمدت على تقديرات تشير الى أن مليون طفل على الأقل اختطفوا وقتلوا خلال السنوات العشرين الماضية، بغرض الحصول على أعضائهم. ويمكن للكلية أو العين أن تباع بسعر 10 آلاف دولار، ويصل سعر القلب الى 50 ألف دولار أو يزيد. وتشير تلك التقديرات الى أن غسل الأموال في هذه العملية، يصل الى 10 في المئة من اجمالي الناتج المحلي في العالم او ما يبلغ خمسة تريليونات دولار. وكنتيجة لذلك، فإن السوق السوداء لأعضاء الأطفال تنمو أكثر ويخطف ويقتل مزيد من الأطفال كل يوم.

وبينما يكون الضحايا أساسا من دول في آسيا وأوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي السابق وأميركا اللاتينية وأفريقيا فإن هذه التجارة توجد أيضا في الدول المتطورة.

ويعطي وسطاء هذه العمليات وعودا زائفة بتوفير فرص عمل للأطفال ودفع أموال الى الآباء. كما تجري سرقة الأطفال من دور الأيتام أو الحصول عليهم عن طريق عمليات التبني المزورة ثم يقتلون للحصول على أعضائهم. وقد يحصل الوسيط على ما يتراوح بين 50 و20 الف دولار على الطفل الواحد، وفقا لبلدان الضحايا. وفي حالات كثيرة يجري اقناع الأهل الفقراء أحيانا ببيع اعضاء أطفالهم بما يصل الى 500 دولار.

خلال السنوات العشر الماضية، ومنذ العام 1998، جذبت المأساة المرعبة لما يقرب من 24 طفلا في حي نيتهاري الهندي الذي يسكنه الفقراء والقريب من منطقة نويدا العصرية الواقعة في ضواحي العاصمة دلهي الأنظار الى التجارة المروعة للأعضاء البشرية التي تسلب حياة الألوف من الأطفال في مختلف أنحاء العالم.

وهناك طلب هائل وسوق ممولة لأعضاء الجسم وخصوصا عيون وقلوب وكلى الأطفال.

ووفقا لكبير محرري الاقتصاد في وكالة «يونايتد برس انترناشينال» سان فاكنين، فإن سعر الكلية في تركيا يبلغ خمسة آلاف دولار. غير أن الكلية الهندية او العراقية توفر لصاحبها السابق مبلغ ألفي دولار. وكلا المبلغين مثير للأنظار عند مقارنته بألوف مؤلفة من الدولارات يدفعها الشخص الغني مقابل عضو من الأعضاء.

رؤوس وأجسام الأطفال

وقال تقرير عن تحقيق طبي بريطاني، انه اضافة الى ما يزيد على 20 ألف من قلوب الأطفال، هناك عدد كبير من أجزاء أدمغة وعيون مأخوذة من 15 الف من أجنة الأطفال المولودين حديثا فى السوق السوداء، وقد يكون الأكثر اثارة للرعب عدد من رؤوس وأجسام الأطفال. وقد عمل البروفيسور فان فلزين، الذي طرد من مستشفى في كندا، في مستشفى بهولندا وواجه الاتهامات ذاتها.

وفي العام 2004 اتهم أطباء اسرائيليون بالحصول على اعضاء من أطفال فلسطينيين. واصبح تهريب الأعضاء البشرية تجارة مربحة عالميا، إذ ادركت منظمات الجريمة العالمية الفرصة التي اوجدتها الشقة الواسعة بين العرض والطلب على الأعضاء. فهناك ملايين الأثرياء الذين ينتظرون عمليات زراعة قلب او رئة او كبد او بنكرياس او كلية او أمعاء.

وفي العام 1996، كتبت «لوس انجليس تايمز» تحقيقا عن وجود 17 عيادة في تيجوانا تقوم بزرع الكلى ونسيج القرنية من أطفال مكسيكيين تم اختطافهم لصالح أميركيين شماليين أثرياء يدفعون أسعارا عالية للعمليات. ويشارك في هذه العمليات عشرات من القابلات والممرضات والأطباء والمحامين والقضاة بل وحتى الموظفين، باعتبارهم متواطئين في عمليات سرقة الأطفال الذين يتم انتزاع الأعضاء البشرية منهم في عيادات سرية تقع على الحدود ما بين المكسيك والولايات المتحدة. ويتم نقل الأعضاء إلى أطفال أغنياء هناك.

ويستمر هذا العمل حتى اليوم حيث يمكن لطفل واحد أن يجلب 10 آلاف دولار. وخلال السبعينيات وأوائل الثمانينات كانت تتم سرقة الأطفال في الأرجنتين أثناء ما عرف بـ»الحرب القذرة» ثم يتم قتلهم حيث كان الأطباء يتواطأون مع الدولة العسكرية. وفي العام 2005 قالت تقارير إعلامية، إن الأطفال الرضع كانوا يؤخذون من أمهاتهم بعد الولادة ثم يخبر الآباء بأن أطفالهم ماتوا بعد الولادة. وفي صيف 2005 كانت هناك تقارير تقول ان ما يقرب من 400 طفل فقدوا من دور الأيتام، وتم العثور على جثث أطفال في مقابر بعد ان انتزعت عنها بعض الأعضاء.

وفي العام 2004 هناك حالات مماثلة لأطفال تم اختطافهم في أفغانستان. وقال وزير الداخلية علي أحمد جلالي ان مئات من الأطفال تم اختطافهم من البلد بطريقة غير شرعية خلال السنوات الماضية، وبعضهم جرى اختطافه من أجل أعضاء أجسادهم.

العدد 2134 - الأربعاء 09 يوليو 2008م الموافق 05 رجب 1429هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً