يتطلع سكان المعمورة إلى أي تجمع أو قمة دولية تبحث مشكلاتهم الكونية المشتركة مثل أزمة الغذاء والوقود وارتفاع الأسعار والتغيير المناخي (الاحتباس الحراري) جراء انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن الصناعات، علاوة على البحث عن تهدئة وتفادي نشوب حرب عالمية ثالثة. واعتقد الناس أن قمة مجموعة الثماني (الولايات المتحدة، كندا، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، ايطاليا، روسيا واليابان) التي انعقدت الأسبوع الجاري جاءت في وقتها وأن الزعماء «الكبار» سيتفقون لا محالة من اجل إنقاذ أنفسهم و»الصغار»... ولكن الذي حدث عكس ذلك.
فبالتزامن مع انعقاد القمة تم التوقيع في تشيكيا على اتفاق لنشر الصواريخ المضادة على مشارف حدود روسيا، فكان للحدث وقع الصاعقة على الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف المشارك في القمة، فهدد فورا باتخاذ خطوات انتقامية روسية، وقال أن مرحلة جديدة في عالمنا قد بدأت ربما يقصد عودة الحرب الباردة.
تزعم واشنطن دائما أن الدرع الصاروخية ليست موجهة نحو موسكو إنما الهدف منها اعتراض الصواريخ الإيرانية ونسيت الإدارة الأميركية أن موضوع الأمن القومي لأي بلد يجب ألا يخضع إلى حسن النوايا والى التبريرات الواهية، فربما تصبح أي دولة أوروبية صديقة اليوم هدفا لهذه الدرع الصاروخية في المستقبل.
أما الأمر الآخر الذي طغى على جدول أعمال القمة فهو الخلاف بشأن خفض انبعاثات الغاز. الدول الغنية المسئولة عن 40 في المئة من الانبعاثات تتهرب من المسئولية وتقول أن الاقتصاديات الناشئة هي أيضا مسئولة ولم يتم الاتفاق على أهداف قصيرة أو متوسطة المدى لاحتواء الأزمة. وبالطبع كانت هناك خلافات حول من المتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء والوقود وبشأن التعامل مع الملف النووي الإيراني... وهكذا كانت قلوب «الكبار» شتى بعد أن حسبناهم متفقين.
إقرأ أيضا لـ "عزوز مقدم"العدد 2135 - الخميس 10 يوليو 2008م الموافق 06 رجب 1429هـ