العدد 64 - الجمعة 08 نوفمبر 2002م الموافق 03 رمضان 1423هـ

المطبعة الحجرية الأولى في البحرين

قبل حوالي تسعين عاما وتحديدا في سنة 1913م، قام صانع الاختام الحاج علي ميرزا جواهري مع الثري الحاج أحمد بن عبدالواحد فرامرزي بشراء مطبعة حجرية وليست آلية واحضارها إلى البحرين وبدأت معها عملية طباعة الاعلانات والاعمال التجارية في البحرين. ولاقت مطبعتهما الحجرية هذه رواجا كبيرا وشكرا جزيلا، والسبب ان المسئولين في البلاد وكذلك التجار وسائر العباد كانوا يعمدون إلى إرسال مطبوعاتهم الرسمية وغير الرسمية لطباعتها في الهند أو البصرة وبغداد أو القاهرة مع من يسهل له الامر بالسفر إلى احدى البلاد المذكورة، ولنتخيل كم يأخذ ذلك المطبوع (بين كتاب أو اعلان أو غير ذلك) من وقت وجهد كي يظهر إلى حيز الوجود ويصل إلى صاحبه مع بعد المكان وتخلف المواصلات، وعليه فإن جلب المطبعة إلى البحرين قد سهل امر الطباعة بالنسبة إلى الحكومة والتجار والناس.

بعد وصول اول مطبعة حجرية إلى البحرين اخذت تطبع في مقرها بشارع ولي العهد بالمنامة القرطاسيات التجارية كالاعلانات وغيرها والكراسات الدينية والعلمية وظلت في مقرها هذا حتى انتقل بها صاحباها في اوائل العشرينات من القرن العشرين إلى مبنى يقع غرب جامع الشيخ قاسم بن مهزع وقد سدت فراغا كبيرا في مجال الطباعة وكذلك في مجال النشر، اذ طبع عليها اول كتاب وهو كتاب «مجاري الهداية» في سنة 1923م اي بعد 10 سنوات من جلبها إلى البحرين.

واخيرا اضطر صاحباها إلى بيع مطبعتهما فاشترى حروفها سلمان كمال (صاحب المكتبة الكمالية) بعد ان عقد العزم على تأسيس مطبعة حديثة في أوائل الثلاثينات غير انه وجد من سبقه إلى ذلك فألغى مشروعه وباع حروف المطبعة الاولى لصاحب المطبعة الثانية ألا وهو عبدالله الزائد مؤسس مطبعة البحرين (الاوتوماتيكية).


باب البحرين

قبل حوالي 55 سنة قام مستشار حكومة البحرين سابقا السير تشارلز بلغريف (1926 - 1957م) بتصميم مبنى ليكون بمثابة الواجهة البحرية لسوق المنامة من الشمال، وبعد تصميمه شرع في البناء، فكان هذا البناء كما أريد له، علامة معمارية بارزة في البحرين.

وفي يوم الثلثاء 29 مارس/ آذار 1949م اقترح بلغريف على الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة حاكم البحرين وتوابعها آنذاك إطلاق اسم «باب البحرين» على هذا المبنى فوافق الشيخ على هذه التسمية، وصار ذلك البناء الجميل ومنذ ذلك الوقت وحتى الوقت الحاضر «باب البحرين».

وهو مبنى قديم مشهور يقع شمال مدينة المنامة (حاليا مع توسع المدينة أكثر من الجنوب)، وهو عبارةعن ممر مقنطر يحيط به مبنيان متماثلان، ويقع عند تقاطع الطرق الرئيسة في أسواق وسط العاصمة.

أما قديما فكان باب البحرين يطل وقت إنشائه على الفرضة (الميناء) وميدان الجمارك، وقد ضمّ سابقا عددا من الدوائر الحكومية كالجوازات وغيرها، وتم ترميمه في الثمانينات وشغلته مكاتب إدارة السياحة لتقديم الخدمات والمعلومات السياحية.

وأمام باب البحرين ومنذ إنشائه لا يزال ذلك الدوار موجودا لتنظيم حركة مرور السيارات (على رغم تغير اتجاه سيرها منذ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1967م) وعلى رغم تغير شكل الطرق والمسارات وتغير محتوى وشكل الدوار، فقد اصبحا معلما واحدا في المنامة، وكما تم تصميم «بوابة الهند» في بومباي على البحر بالقرب من الميناء وفي غيرها من المدن لتكون بمثابة الواجهة أو المدخل للمدينة، صمم «باب البحرين» وعلى البحر أيضا بالقرب من الفرضة والجمارك، غير أن التوسع في دفن البحر في شمال المنامة أبعد «الباب» عن الساحل.


حديقة الباغشة

قبل 70 سنة وتحديدا في العام 1932 أعيد افتتاح حديقة بلدية المنامة «حديقة الباغشة» والتي يكثر ارتيادها من قبل المواطنين في الفترات المسائية وفي فصل الصيف على الأخص وذلك بعد إخضاع الحديقة لعملية ترميم واسعة، والتي تعتبر الحديقة العامة الأولى ليس في البحرين فقط بل في كل الخليج العربي.

وفي المساحة الغربية من حديقة الباغشة «المحرفة من باغ شاه» تمت زراعة الأشجار والورود والحشائش واقيمت الممرات الداخلية، كما تم تركيب العديد من كراسي الراحة في ممرات الحديقة التي تظللها الأشجارالعالية الوارفة ما جعلها متنفسا ومتنزها لجمهور غفير من المواطنين والمقيمين في البحرين آنذاك، وكان جدول مائي شهير يصل بين قلعة المنامة «او قلعة الديوان» جنوبا وبين الحديقة شمالا وهو جدول «المشبر» ومنه سميت هذه المنطقة في المنامة باسم «المشبر» وقد تم ردمه بعد ذلك.

وفي تلك الحديقة تم انشاء حديقة حيوان صغيرة ولأول مرة على المستوى الحكومي في البحرين، وقد اشتملت هذه الحديقة على بعض الحيوانات غير الموجودة في البحرين كالقرود والذئاب وعلى دب تبرع به المعتمد السياسي البريطاني في البحرين في الفترة 1929 - 1932م وهو الكابتن تشارلز جيوفري برايور Charles Geofrey Prior، كما احتوت تلك الحديقة على نسر واحد وأحد الوعول. وظلت الحديقة الأولى «حديقة الباغشة» حديقة البحرين ومتنفس الآهلين لمدة تقارب العقدين، فقد اقيمت مدرسة فاطمة الزهراء (ع) للبنات في المنطقة سنة 1951

العدد 64 - الجمعة 08 نوفمبر 2002م الموافق 03 رمضان 1423هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً