العدد 2383 - الأحد 15 مارس 2009م الموافق 18 ربيع الاول 1430هـ

حلم التوظيف يتلاشى وسط إحباط الخريجين

تذكرة سفرهم إلى سوق العمل حولتهم إلى عاطلين

اعتقدوا بأن الحصول على أعلى الدرجات والحصول على مكانة تؤهلهم للدخول إلى لوحة الشرف ستكون كفيلة بأن تكون تذكرة سفر إلى عالم ما يطلق عليه بسوق العمل حتى حانت الفرصة ورأوا أن حلمهم تبدد وأصبحوا منضمين إلى لائحة العاطلين عن العمل.

فقدَ بعضهم الأمل وأصبح يتمنى أن يعود إلى مقاعد الدراسة من جديد لعله يملأ الفراغ الذي دخل حياته منذ تخرجه من الجامعة في الوقت الذي تقبل آخرون الواقع وأصبحوا يقبلون بأقل الأعمال وبأقل الرواتب في الوقت الذي تمرد فيه آخرون على هذا الوضع وخصوصا أنهم كانوا من الحاصلين على أعلى المعدلات الدراسية أثناء الدراسة الجامعية.

كانت أحوالهم صعبة وظروفهم مختلفة إلا أن جميعهم حصلوا على مسمى واحد وهو «جامعي عاطل»، الشابة سوسن محمد تخرجت منذ عام تقريبا وهي تنتظر أن تتصل بها إحدى الشركات لتقوم بتوظيفها إلا أن أملها بدأ يتلاشى وخصوصا مع تقدم الوقت ومرور الأيام.

وقالت محمد لـ «الوسط»: «سعيت خلال سنوات دراستي في الجامعة إلى أن أتخرج بأسرع وقت وذلك من أجل الحصول على وظيفة في ما يطلق عليه بسوق العمل الذي أصبح مغلقا في وجهة نظري إذ إنه تحول إلى سوق العاطلين عن العمل وليسوا أي عاطلين، إذ إن منهم من يحمل الشهادات العليا ولا يملك مكتبا صغيرا يستطيع إثبات وجوده في المجتمع»، وتتابع «أصبحت مصدر تشاؤم لكل من يتخرج بعدي من أقاربي، وخصوصا أني غالبا ما أطلق دعابة تفيد بأن سوق العاطلين عن العمل ترحب بهم».

وأوضحت محمد أنها منذ تخرجها إلى الآن بادرت بالاتصال مع ما يقارب أكثر من 100 شركة ومؤسسة وجهة رسمية إلا أنها لم تتلقَ أي اتصال منهم، مشيرة إلى أن أغلب الاتصالات التي تتلقاها هي من الشركات الصغيرة والتي ليس لها مقر سوى شقة في عمارة مهجورة، مبينة أن حتى الراتب لا يتناسب مع راتب جامعي فأعلى راتب حصلت عليه أثناء المقابلة كان 220 دينارا».

ولم يكن حال محمد هو حالها فقط، فصورة اليأس التي كان لها نصيب على وجهها ارتسمت في عدة وجوه عاطلة عن العمل، ومن هذه الوجوه وجه أحد الشباب الذي فضل عدم ذكره اسمه، فهذا الشاب مرّ على تخرجه تقريبا عامان ولم يحصل على وظيفة تناسب مؤهلاته التي يحملها، وذكر أنه إلى الآن مازال يمد يده إلى أبيه لطلب المال في الوقت الذي لفت فيه إلى أنه يشعر بالخجل من ذلك وخصوصا أنه أصبح رجلا قادرا على العمل.

وأضاف «لم أتلقى سوى خمسة اتصالات منذ تخرجي إلى الآن وأعتبر نفسي غير محظوظ، وأني لا أملك أي مجال أو فرصة للدخول في سوق العمل(...) مع مرور الوقت أصبحت أعتقد بأن الوظائف تعتمد على الواسطة وخصوصا أن العديد ممن أعرفهم والذين لم يؤهلهم معدلهم الثانوي للدخول الجامعة حصلوا على عمل وفي شركات مرموقة».

ويواصل حديثه «إن مبدأ الواسطة موجود ولا يستطيع أحد إنكاره فعدد الجامعيين العاطلين عن العمل مازال يزداد، وأظن أن أغلبهم من الفقراء أو المنتمين إلى الطبقة المتوسطة(...) إذا كنا سندرس ونشقى ونُتعب أولياء أمورنا بدفع تكاليف الجامعة وبعدها ستكون نتائج التعب والمشقة الحصول على اسم عاطل فلماذا تفتح الجامعات ولماذا هذا التشجيع على الدراسة إذا كان سوق العمل لا يستوعب عدد المتخرجين الجامعيين لماذا لا يكون هناك إنصاف في توزيع الوظائف؟».

وقال «إن أغلب الوظائف يحتلها الأجانب وغالبا ما نسمع أن سوق العمل ممتلئ، فلماذا لا يتم إزاحة الأجنبي وتوظيف البحريني بدله وخصوصا أن الأخير أولى وله الحق في الحصول على وظيفة(...) إن أغلب أصحاب الأعمال يتعذرون بأن الشباب البحريني لا يقبل بالوظائف البسيطة لربما صحيح لا نقبل بها لأنها لا تتناسب مع مؤهلاتنا لكن في حال أجبر الشباب على العمل في هذه الأعمال سيقبل بها».

جامعية تعمل براتب لا يتعدى 120 دينار

بعض المتخرجين من الجامعة كان خيارهم القبول بأقل الوظائف وبأقل الرواتب إذ رأت المواطنة زينب علي والمتخرجة من جامعة البحرين بأنها لا تملك خيارا آخر سوى العمل في وظيفة أقل من المطلوب، مؤكدة أنها كانت في حاجة إلى العمل وخصوصا مع عدم قدرة والدها على التكفل بمصاريفها، مبينة أنها تحمل شهادة جامعية من جامعة البحرين إلا أنها تعمل كموظفة في إحدى المحلات براتب لا يتعدى 120 دينار.

وأشارت علي إلى أن وضع عائلتها المادي أجبرها على العمل والقبول بعمل بسيط، مبينة أنها لم تتلقى اتصالا حتى لمقابلة عمل على رغم أن تخرجها مضى عليه فصل واحد فقط إلا أنه على حد ما وصفته بأنها تشعر باليأس وخصوصا ان من تخرج من تخصصها سابقا مازال ينتظر أن يحين دوره للدخول إلى سوق العمل.

متفوقة بدون عمل

ومازالت المواطنة التي حصلت على بعثة لدراسة التخصص الذي تريده في جامعة البحرين تنتظر دورها أو بالأحرى تنتظر اتصال ينقذها من يأسها حتى فقدت الأمل وأصبح حلم العمل حلم بعيد المدى إذ تقول (أ.ع) «تخرجت قبل عامين ونصف تقريبا، في البداية اعتقدت بأن تخصصي مطلوب وهذه الحقيقة بالطبع إلا أن هذه الحقيقة تغيرت ملامحها(...) تقريبا خضعت لأكثر من عشر مقابلات وفي كل مقابلة كنت أسمع الحديث ذاته وهو أني أملك المؤهلات اللازمة إلا أني بعد أن تنتهي المقابلة لا أسمع ردا».

وتتابع «خضعت لامتحان وزارة التربية والتعليم إلا أنه لا يوجد أي خبر(...) مرّ عام تقريبا وها أنا انتظر في الوقت الذي تخرج من بعدي من دفعات أُخر حصل على عمل وبعضهم حصل على عمل في وزارة التربية أيضا».

ولفتت (أ.ع) إلى أنها توقفت عن البحث عن عمل منذ مدة تقريبا وذلك بسبب يأسها، مشيرة إلى أنها باتت تشعر بأن وقت توظيفها سيستغرق وقتا طويلا، لذا فأنها فضلت التوقف عن البحث عن عمل.

ومازالت أزمة توظيف العاطلين أزمة من الأزمات التي لا تستطيع أية جهة رسمية حلها على الرغم من بعض المحاولات التي تبذلها هذه الجهات.

العدد 2383 - الأحد 15 مارس 2009م الموافق 18 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 1 | 5:06 م

      الحال من بعضه

      انا طال بمتخرج الي فتره ولكن الحال لايعلم فيه الا الله كنت اتمنا اني انهي دراستي مشان اساعد اهلي ولكن اصبحت عاله على اهلي الي بعد مانهيت كانوا متمنين مني اني اساعدهم ولكن ياحسرة وبعد جهد جهيد لتحصيل الوظيفه اصبحت الوظيفه وهم بلاحق وراه كل خريجي جامعتنا التي تخرج كل سنة الوف مولفه هي الى الاسواق من اجل الصياعه والشده والدخان والسكر من الفراغ الي بنعيشه

اقرأ ايضاً