العدد 2383 - الأحد 15 مارس 2009م الموافق 18 ربيع الاول 1430هـ

مبني على أحداث واقعية

سيناريو فيلم: صلاة الليل

يستعرض سيناريو هذا الفيلم إرهاصات أحداث التسعينيات التي جرت في البحرين، والتي كانت تعبر عن مطالب شعبية بالديمقراطية حيث تطورت هذه المطالب من مطالب سلمية قادتها مجموعة من رجالات البحرين، إلى أحداث شغب ومواجهات عنيفة بين الشعب والسلطة، حيث عمت الاعتقالات والقتل مناطق عديدة خاصة القرى البحرينية.

كما يقدم الفيلم خطوة جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالتغيير بعد اعتلائه سدة الحكم في 6 مارس / آذار 1999 وبعد التصويت على ميثاق العمل الوطني في 14 فبراير / شباط 2001 وتبيض السجون وعودة المبعدين.

والفيلم لايظهر هذه التفاصيل كاملة إلا بقدر محاولة فهم ما حدث في تلك الفترة، من خلال علاقة تتأسس بين شاب يصاب في إحدى المظاهرات مع طبيب مصري يسكن في مجمع سكني خاص قريب من موقع الأحداث، هذه العلاقة التي تكشف الكثير من التفاصيل في فهم العنف والسلم في بناء مجتمع صغير عانى الكثير، وبدأ مع محاولة الملك في تكريس صلح وطني نابع من رغبة بتصحيح الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي، والذي نقل الدولة إلى نظام ملكي ديمقراطي. قُبِلَ بتضامن شعبي كبير.

الفيلم يطرح من خلال هذه العلاقة أسئلة كثيرة حول مفهوم الوسائل المؤدية إلى الديمقراطية ومعنى الشهادة، وإشكالية الفكر الآحادي، وعنف الشارع في مواجهة عنف السلطة. والخسائر المدنية والاجتماعية والاقتصادية المترتبة على ذلك.

الفيلم لا يدافع عن وجهة نظر محددة، بقدر ما ينتصر لمفهوم الحرية دون خسارات فادحة، ويقدم وجهة نظر حول حقبة مهمة من التاريخ السياسي المحلي من خلال عرض جزء مما حدث في تلك الفترة، وحول التاريخ السياسي العربي، عبر (خسارة) انتصار حرب أكتوبر/ تشرين الأول، بمعنى إن الفكر السياسي العربي مازال غير قادر على ممارسة الفعل السياسي بشكل ناضج تتحمله آلية التفكير العربي. وكيف تتساقط الضحايا دون وعي حقيقي بقيمة الإنسان، عبر عدم القدرة على فهم الانتصار من الخسارة!

ويقدم الفيلم في ثلاث حكايات تتقاطع فيما بينها وتلتقي في العلاقة التي تتأسس بين الشاب (حسين) و(الدكتور علاء) في فترتين زمنيتين مختلفتين، الأولى مع منتصف التسعينيات في البحرين، حين يتعرض حسين لإصابة بليغة بسبب مشاركته في إحدى المظاهرات، دون وعي حقيقي لمعنى الشهادة، حين يدخل في حوار مع الدكتور علاء الذي خسر والده في حرب أكتوبر التي لم يتم استثمارها عربيا بشكل صحيح، بدليل ما ترتب على هذه الحرب من خسارة سياسية دفعت بمصر والدول العربية إلى عقود صلح مع «إسرائيل»، وظهور التيارات الدينية المتشددة والتي وجدت في تصفية الرئيس المصري أنور السادات أول أهدافها.

والثانية في مصر في فبراير 2001م مع إعلان سمو الأمير (جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة) مشروع الميثاق الوطني، والتغير الذي طرأ على حسين بعد إقامته فترة طويلة في الغربة، وشعوره بالضياع ومحاولة البدء من جديد عبر مواصلة دراسته، وتشكل مشاعر حب جديدة مع ناريمان ابنة الدكتور علاء، وملاحقة الماضي له الذي يضعه في حالة من الضياع، بين التعبير عن حبه لناريمان، وحضور زينب التي أحبها ولكنها تشوهت وفقدت ساعدها الأيمن نتيجة انفجار قنبلة خبأها أخوها في بيتهم، فراح ضحيتها مع أمه.

والثالثة في البحرين حيث يخسر حسين علاقته العاطفية البريئة بزينب وموت صديقه موسى بسبب انفجار يكون هو المسئول عنه، ويتسبب أيضا في وفاة والدته التي كانت تحاول إنقاذه. وتجسد المناجاة «صلاة الليل» التي تقوم بها والدة موسى مناجاة خاصة للمرأة (الوطن) الذي يخاف على أبنائه، لكنه في النهاية يضحي بنفسه من أجلهم. كما يحاول الفيلم أن يسلط الضوء على جزء من الهوية الشيعية من خلال طقوس العزاء وشهر محرم، كتأكيد على تنوع الهوية البحرينية.

العدد 2383 - الأحد 15 مارس 2009م الموافق 18 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً