العدد 2383 - الأحد 15 مارس 2009م الموافق 18 ربيع الاول 1430هـ

المشهد 68: منزل موسى - نهار - داخلي:

أم موسى تتحدث مع ابنتها زينب ويتناولن الإفطار:

- أم موسى: ما عاد لي قلب يا بنتي. خفت أنكم ما ترجعون.

- زينب: يمه أخوي كان يسوى عمل إنساني.

- أم موسى: بس هذا عمل كان ممكن يأخذكم اثنينكم عني. بدل ما خاف على واحد، صار قلبي يخفق على أثنين.

- في هذه الأثناء يدخل موسى البيت.

- أم موسى: وين رحت من الصبح يا بعد قلبي. أرحم شيبتي ياموسى، تره أطالع الدنيا وطالعك.

- موسى: رحت أخبر أهل حسين، كانوا خايفين أنه اعتقل.

- زينب: عرفته من وين؟

- موسى: من القرية الشرقية، وأحد من أخوانه في إيران والثاني مسجون من بداية الأحداث.

- زينب: أنا عرفته أخوي.

- موسى: (باستغراب) عرفتيه! من وين أتعرفينه؟

- زينب: معانا في كليه الآداب قسم اللغة الانجليزية.

- موسى: (بغيرة) وشلون اتعرفينه؟

- زينب: كنت أشوفه في الجامعة، كان يقود مظاهرات الجامعة.

- أم موسى: أكل لك شيء يا ولدي، أختك عاقلة.

- موسى: بس ابي اطمئن عليه، وأخاف أروح الكمبون.

- زينب: أنا أروح.

- موسى: بس أخاف عليك.

- أم موسى: صل على النبي وآل بيته، هي تروح وتتطمن وبعدين تقدر أنت تروح ياولدي، أخاف عليك، هذي أيام سوده ياولدي، خل أختك تروح أول.

- موسى لا يعلق. يمد يده لقطعة خبز وبيض ويأكل بصمت.

- قطع -

المشهد 69: منزل الدكتور علاء - نهار- داخلي:

- د.علاء يضع صحن الفطور جانبا.

- يتجه ناحية النافذة، يلقي نظرة ثم يعود ناحية حسين.

- د.علاء: ممكن تحاول تقوم، استند عليّ.

- ينهض حسين بصعوبة، يضع يده على كتف د.علاء.

- د.علاء: كويس، حاول تمشي خطوتين، وأنت ماسكني.

- يخطو حسين خطوتين.

- حسين: ممكن أمشي أكثر.

- د.علاء: كويس ليه لا، حاول تمشي بدون مساعدتي، بس متضغطش على رجلك المصابة.

- يمشي حسين في الصالة، يصل النافذة ويتوقف أمامها.

- د.علاء: إذا حاس أنك تعبان ارتاح على الكنبايه. إلا اقول لي أنت بتدرس وإلا بتشتغل.

- حسين: أنا طالب جامعي تخصص أدب انجليزي سنة ثالثة، وهالأيام علينا امتحانات.

- د.علاء: وطبعا ما تقدرش تروح الجامعة وأنت بالحالة دي. أنت شاب يا حسين، ودي مش لعبة بتلعبوها مع الحكومة. أنت فاكر أن الديمقراطية بتجيب لك شهادتك الجامعية؟

- حسين: أكيد لا. بس هذا واجب وطني.

- د.علاء: وطني أيه يا حسين، أنت مسدق الكلام ده؟ (ثم منتبها لحالته) أنت تعبت؟

- حسين يومئ برأسه، يجلس على الكرسي. يطالع صورة الجندي اللي حامل السلاح.

- لقطة قريبة على الصورة.

- د.علاء كمن انتبه لحسين الذي يطالع الصورة.

- د.علاء: بص ياحسين، الوصول للديمقراطية مسألة سياسية، مش حتة عيال، مع احترامي لك ولموسى صاحبك، بتطلعوا وتحرقوا الإطارات ومش عارف إيه. الصورة دي يا ابني لوالدي الله يرحمه، مات في حرب أكتوبر.

- حسين: مات شهيد علشان النصر الذي حققته مصر على «إسرائيل».

- د.علاء: آه، مات شهيد، وحققنا النصر. لكن معرفناش نستغله بشكل صحيح لأننا شعوب ما بتفهمش في السياسة.

- حسين: معقول دكتور وولد شهيد حقق النصر للعرب وتقول هلون.

- د.علاء: ايوه باقول هلون، بص حوليك يا حسين وشوف وضع العرب بعد الحرب، تغير حاجه، ولا شيء غير أني وكتير من المصريين ضاع مستقبلهم لأننا فقدنا ابهاتنا في الحرب، انت عارف اني الوحيد في العائلة إلى كمل دراسته. اخوي ساب الجامعة بعد ممات، قصدي استشهد أبوي في الحرب علشان يطعمنا، ويوفر لي مصاريف الدراسة. المستقبل يا حسين في دراستك، سيب موضوع الدستور هو الحل زي ما بتكتبوا على الجدران لرجال السياسة في البلد، وهم كتير، زي ما سمعت. ما عندكم شيوعين ورجال دين بيلخبطوا بين السياسة والدين.

- حسين: (منزعجا) دكتور رجاء لا تسيئ لرجال الدين.

- د.علاء: مهو هنا المشكلة يا حسين. نحن شعوب ما بتفرقش بين الدين والسياسة، أنت عارف الجماعات الدينية عملت في مصر أيه، دول عاوزين يرجعونا للماضي.

- حسين: (باستغراب) يعني ما تعتبر اللي سواه خالد الاسلمبولي عمل بطولي لما قتل السادات؟

- د.علاء: بطولة أيه يا راجل. لا حكومات واعية، ولا مناهج بطور من وعينا وتفكيرنا، وبتسمي دي بطولة. أنت عاجبك أن موسى بيعمل جنايني، شاب قوي زيه ممكن يكمل دراسته ويعمل في وظيفة محترمة، مش يضيع وقته في صراع قوة مش لصالحكم، الشعوب...

- يرن جرس الباب، فيتوجه د.علاء لفتح الباب، وهو يكمل جملته:

- د.علاء: (يكمل حواره) دايما هي الأضعف يا حسين، ما تقولي أنتوا بتواجهوا الحكومة بيه، مش بأجسادكم العارية.

- يفتح الباب

- د.علاء: أهلا يا زينب، أتفضلي، أهو بطلنا صار كويس.

- زينب: (بخجل) السلام عيلكم.

- د.علاء: عليكم السلام، أتفضلي يا بنتي.

- حسين يعدل من جلسته.

- د.علاء يسألها:

د.علاء: أعمل لك أقهوة، ولا شاي؟

- زينب تظل واقفة قرب الباب من الداخل.

- زينب: شكرا دكتور بس أخوي موسى حاب يتطمن على حسين، علشان نخبر أهله.

- حسين: أنا زين، شكرا زينب، الله يأجره موسى على اللي سواه معاي.

- د.علاء: أنتو أهل أو معارف؟

- حسين: (للدكتور علاء) لا والله بس زينب بتدرس معاي في نفس الكلية بس هي سنة ثانية.

- د.علاء: كويس يازينب، انتبهي لدراستك.

- زينب: حاضر دكتور. (ثم لحسين) تريد أقول شيء حق أخوي.

- حسين: قولي له أني بخير بفضله.

- زينب: مع السلامة.

- تخرج زينب.

- قطع -

المشهد 70: طريق داخل السكن الخاص - نهار - خارجي:

- زينب تسير في الطريق.

- ثمة ابتسامة على خدها.

- قطع -

المشهد 71: مدينة القاهرة - نهار - خارجي:

- لقطة عامة لميدان التحرير. تظهر كتابة على يمين الكادر:

حكاية الشمس: (ثم جعلنا الشمس عليه دليلا) «سورة الفرقان»

القاهرة - فبراير 2001م

- قطع -

المشهد 72: شقة الدكتور علاء - نهار - داخلي:

- ناريمان تجلس في صالة الشقة تتابع مسلسل مصري في التلفزيون.

- يأتي د.علاء من المطبخ حاملا كأس شاي.

- د.علاء: ممكن يا حبيبتي تغيري القناة على تلفزيون البحرين، أصل عاوز أتابع ايه اللي بيجرى فيها.

- ناريمان: هم رجعوا مرة تاني مظاهرات؟

- د.علاء: لا بس أميرهم الجديد عاوز يعمل إصلاحات سياسية كبيرة.

- ناريمان تغير المحطة على تلفزيون البحرين.

- قطع -

المشهد 73: من أرشيف البحرين:

- فيلم وثائقي يظهر:

- إعلان الملك مشروع الإصلاحات السياسية في البحرين.

- إطلاق السجناء.

- زيارة الملك لأهالي جزيرة سترة.

- التصويت على ميثاق العمل الوطني.

- لقطات لعودة بعض الشخصيات السياسية مثل أحمد الذوادي، عبدالرحمن النعيمي. وإطلاق سراح الشيخ عبدالأمير الجمري.

(يرافق هذه الصور أغنيات وطنية من تلك الفترة).

- قطع -

عودة للمشهد 72: شقة الدكتور علاء - نهار - داخلي:

- د.علاء مسرورا، يخاطب نفسه بصوت عالٍ

- د.علاء: والله دي خطوة جميلة، يعملها حاكم شاب جريء.

- ناريمان: (معارضة) بس أنت دايما تقول الديمقراطية مش حتحل مشاكلنا.

- د.علاء: بس الشعور بالحرية جميل يا بنتي، دنتي ماشفتيش اللي شفته وأنا هناك.

- يرن الهاتف، تنهض ناريمان لترد عليه، وتقول لوالدها:

- ناريمان: قصدك موسى!

- د.علاء: الله يرحمه.

- ناريمان: ألو... مساء النور... أيوه ده منزل الدكتور علاء، ايوه... لحظة (ثم لوالدها) ده بيقول انه حسين من البحرين.

- ينهض د.علاء مسرعا

- د.علاء: ألو... اهلأ اهلأ ياحسين... والله ولد حلال لسه بنحكي عن البحرين... أنت في مصر، يا أهلا وسهلا... أيوه ضروري نشوفك... لا خلاص بكره أنت عندنا على الغداء... معليش تخلص أمورك مع الجامعة وبعدين تجي عندنا... أنت فين ساكن... طبعا أعرفه... خلاص زي ما أنت عاوز... خذ عنوان الشقة (يعطيه عنوان الشقة) خلاص نشوفك بكره، نورت مصر ياحسين... مع السلامة.

- د.علاء يغلق السماعة.

- ناريمان: حسين اللي علاجته عندك بالبيت.

- د.علاء: ايوه هو... سنين مرت، أنا كنت خايف عليه، خاصة لما مات موسى، خفت عليه من السجن، لكني عرفت أنهم حققوا معاه وبعدين لما سابوه سافر وراح لندن، وظل هناك، وهو راجع الآن على البحرين، بس حب يسجل في الجامعة الأميركية عندنا علشان يكمل دراسته.

- ناريمان: يعني ما كملش دراسته؟

د.علاء: والله مش عارف. بس بكره عازمه على الغداء، قولي لعمتك تجي عندنا برضو.

- قطع -

المشهد 74: غرفة فندق هلتون النيل - نهار- داخلي:

- حسين نائم على السرير بملابسه.

- يبدو على ملامحه تغير بيسط بسبب مرور الزمن.

- يفتح عينيه، يحدق في السقف. يبدو عليه هدوء قلق.

- ينهض يتجه لحمام الغرفة يغسل وجهه.

- يأخذ مفتاح الغرفة ويخرج.

المشهد 75: كبري قصر النيل - مساء - خارجي:

- لقطة عامة تكشف النيل، وحركة المارة على الكوبري.

- لقطة متوسطة لحسين يسير على الكوبري.

- تتحول إلى لقطة قريبة.

- نسمع صوت زينب وهي تهمس لحسين:

زينب: (من خارج الكادر) أنا خايفه يا حسين... خايفه يجي يوم وتناسني... الحب اللي تحجي عنه نار.. نار ياحسين.. يمكن يوقد لك مدفأة...

- فلاش باك -

المشهد 76: منزل حسين - نهار - داخلي:

- زينب وحسين وحدهما.

- زينب جالسة، لا نتبين ملامحها.

- حسين واقف أمام نافذة حجرته يسمع كلامها:

- زينب: (تكملة الحوار)... في برد لندن... لكن ممكن يحرق قلبي وأنت بعيد، الحقيقة ممكن تضيع، والحب بعد، أخاف يضيع معاك في غربتك، وفي حزن وطن يحتاج لحبنا له... وأنت اللحين ما تحتاج لوحدة فقدت يدها وتشوه وجهها.

- حسين: الحب فرح يازينب، وحنا حبنا حزين. يمكن لأن قلوبنا حزينة، يمكن لأن أحنا ضيعنا درب الحب بسبب الحزن... خايف من مصير غامض يتربص بنا.

- قطع -

المشهد 77: كبري قصر النيل - مساء - خارجي:

- عودة للمشهد 75

- حسين واقف أمام الكوبري ينظر لقوارب صغيرة تعبر النيل.

- قطع -

المشهد 78: نهر النيل - مساء - خارجي:

- من منظور حسين:

- قوارب صغيرة تعبر النهر.

- قطع -

المشهد 79: كوبري قصر النيل - ليل - خارجي:

- حسين يسير بلا هدف، سارح الفكر، شارد الذهن.

- قطع -

المشهد 80: مدينة القاهرة - نهار - خارجي:

- لقطة عامة لمدينة القاهرة صباحا، يظهر في جانب منها نهر النيل.

- قطع -

المشهد 81: صالة شقة د.علاء - نهار - داخلي:

- الهاتف يرن.

- تتقدم ناريمان، ترد على الهاتف:

- ناريمان: ألو.. أيوه بابا.. صباح الفل...... حاضر، أيوه حستقبله.. معلش وقت ما تخلص من العيادة.. بننتظرك. باي.

- قطع -

المشهد 82: مدخل الجامعة الأميركية - نهار - خارجي:

- حسين يخرج من بوابة الجامعة.

- حسين يوقف سيارة أجره.

- حسين يركب سيارة الأجرة.

- قطع -

المشهد 83: مدخل عمارة - نهار - خارجي:

- تتوقف سيارة الأجرة أمام مبنى شقة الدكتور علاء.

- السائق يشير لحسين باتجاه المبنى.

- حسين يحيي السائق بيده شاكرا.

- حسين يقف أمام البواب، الذي يحييه.

- حسين يدخل المبنى.

- قطع -

العدد 2383 - الأحد 15 مارس 2009م الموافق 18 ربيع الاول 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً