تستمر المظاهرات وتزداد حدتها وأعداد المتظاهرين فيها في الكثير من مدن العالم تعبيرا عن الاحتجاج على الحرب الأميركية ـ البريطانية على العراق. وقد جرت يوم أمس في الكثير من البلدان الإسلامية على وجه الخصوص مظاهرات عدة عبّر خلالها المتظاهرون عن رفضهم القاطع لهذه الحرب.

فقد لبى عشرات الآلاف أمس، نداء الهيئة الوطنية للطوارئ المنبثقة عن الأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية، يتقدمهم في الدعوة والمشاركة تنظيم حزب الله. وعلى مسافة 2 كلم سار المتظاهرون تأييدا للعراق، فبلغت أول التظاهرة مقر الأمم المتحدة في قلب العاصمة بيروت، وكان آخرها لايزال يشهد انضمام المنضوين تباعا.

وتقدم التظاهرة رؤساء الأحزاب، وعدد من نواب البرلمان الحزبيين، وسارت خلفهم تجمعات الطلاب، والفرق الموسيقية سيما الفرقة التابعة لحركة فتح الفلسطينية. ورددت الحناجر أثناء المرور أمام مبنى السفارة الفرنسية، مرارا وتكرارا الموت لأميركا الموت لـ «إسرائيل» وسحقا لبريطانيا.

وقال النائب عمار الموسوي: (من كتلة حزب الله البرلمانية) لـ «الوسط»: إن أضعف الإيمان ان يتظاهر الشعب اللبناني تضامنا مع اهله في العراق. نحن ندرك ان العراق ليس هو المستهدف فحسب وإنما الأمة بخيراتها وثرواتها وهويتها.

وعلمت «الوسط» ان عددا من الشبان اللبنانيين يفوق الخمسين شابا ومن مناطق طرابلس في الشمال لبنان وبعض قرى بعلبك قد ذهبوا إلى العراق عبر سورية متطوعين للقتال ضد الأميركيين.

وفي إيران هاجم مئات الإيرانيين المحتجين على الحرب مقر السفارة البريطانية في العاصمة طهران في أعقاب صلاة الجمعة أمس وحطموا بعض نوافذه وموقعا للحراسة أمام السفارة. وكان المحتجون ضمن المشاركين في مظاهرة ضمت الآلاف في طهران. وفضلا عن التنديد المستمر في إيران بالولايات المتحدة بسبب تصرفاتها في المنطقة ردد المحتجون في طهران شعارات معادية لبريطانيا للمرة الأولى منذ سنوات وهتفوا «الموت لإنجلترا».

وتظاهر آلاف المسلمين في إندونيسيا في أعقاب صلاة الجمعة أمس في كل من العاصمة جاكرتا وجومبانج في شرق جاوة وباندونج احتجاجا على الحرب على العراق التي دخلت يومها التاسع.

كذلك نظم نحو ثلاثة آلاف شخص مسيرة جابت الشارع الرئيسي في الحي المالي في العاصمة الفلبينية مانيلا. وذكرت وكالة الأنباء الألمانية أن المتظاهرين الذين ينتمون إلى منظمات يسارية وجماعات دينية وسياسية فضلا عن منظمات المجتمع المدني تجمعوا على امتداد شارع ايالا في مدينة ماكاتى للتنديد بالحرب رافعين شعارات مثل «نريد السلام لا للحرب». وحث المتظاهرون الرئيسة الفلبينية غلوريا أرويو على سحب الدعم الفلبيني لغزو العراق.

ونظم أكثر من 50 ألف متظاهر مسيرات احتجاج في دكا عاصمة بنغلاديش منددين بالحرب باعتبارها «لا إنسانية ومجنونة وبربرية» وتدفع الشعب العراقي نحو كارثة إنسانية. كما خرجت في باكستان عدة مظاهرات متفرقة وصغيرة. وفي حيدر أباد احرق نحو 400 متظاهر من الحركة الإسلامية دمية للرئيس الأميركي ورددوا هتافات معادية لأميركا.

وفي سريلانكا استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والهراوات لتفريق نحو ستة آلاف من المحتجين على الحرب حاولوا التوجه إلى سفارة الولايات المتحدة في العاصمة كولومبو.

هذا وشارك نحو ثلاثين ألف فلسطيني في غزة أمس في تظاهرة احتجاج على الحرب على العراق دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) خلالها إلى «ثورة في العالمين العربي والإسلامي ضد الحرب الصليبية» على العراق. وفي كلمة ألقاها في التظاهرة التي انطلقت بعد صلاة الجمعة في مدينة غزة، أعلن القيادي البارز في حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي «انطلاق ثورة في عالمنا العربي والإسلامي على أميركا وبريطانيا التي جاءتنا في هذه الحرب الصليبية على العراق»، معتبرا ان الحرب على العراق «مخطط يهودي ينفذه أبناء اليهود من أمثال (الرئيس الاميركي جورج) بوش و(رئيس الوزراء البريطاني طوني) بلير».

وفي مصر تظاهر حوالي 15 ألف شخص أمس ضد الولايات المتحدة والحرب في العراق في محيط الجامع الأزهر في أول مسيرة تسمح بها الحكومة المصرية

في شوارع القاهرة منذ بدء الحرب في العشرين من مارس/آذار. وتجمع المتظاهرون بعد انتهاء صلاة الجمعة ورفعوا علما عراقيا ضخما أحاطت به لجنة تضم عددا كبيرا من أعضاء مختلف التيارات السياسية وبينهم إسلاميون وناشطون في الحزب الوطني الديمقراطي الذي يرأسه الرئيس حسني مبارك. وكان حضور أعضاء الحزب الديمقراطي كبيرا.

وتظاهر كذلك آلاف الأردنيين أمس في مدينة معان التي دعا خلالها الأئمة إلى الجهاد ضد القوات الأميركية، كما جرت مظاهرات في العاصمة الأردنية بعد صلاة الجمعة إذ وقعت صدامات مع الشرطة التي استخدمت الهراوات لتفريق المتظاهرين وسط العاصمة