حمل مدير معهد الدراسات العربية في القاهرة الخبير السياسي البارز أحمد يوسف على من أسماهم «اللوبي الأميركي» في الكثير من المنابر الصحافية والبحثية في العالم العربي، داعيا إلى مواجهتهم قبل أن تتحول وسائل إعلامنا إلى أبواق للدعاية الأميركية، وقال يوسف في أثناء محاضرة له ألقاها مؤخرا بمعهد الدراسات التابع للجامعة العربية ان نجاح المقاومة العراقية في الأسبوع الأول من العدوان الأميركي البريطاني «أسكت إلى حين ألسنة كانت تراهن على سقوط العراق ودخول القوات الأميركية بغداد»، مشيرا إلى «أن هذا الانتصار دفع ببعض هؤلاء إلى تغيير خطابهم السياسي المفضوح حفاظا على ماء الوجه».

وأشاد يوسف بصمود الشعب العراقي في مواجهة الغزو الأميركي البريطاني مشيرا إلى فشل السيناريو الذي روجت له الإدارة الأميركية والذي توقع انهيار النظام العراقي ومؤسساته مع أول طلقة، وقال ان مقاومة العراقيين الشرسة للعدوان الأميركي كشفت عن تماسك مؤسسات النظام العراقي وأن الشعب لم يخلط الأوراق ورتب أولوياته على نحو سليم فدفع بقضية الدفاع عن الوطن إلى المقدمة. واعتبر الخبير البارز في الشئون العربية المقاومة العراقية للغزو الأميركي أمام خيارين أولهما: «الصمود الطويل» القائم على إيمان الشعب العراقي بعدالة قضيته في الدفاع عن كرامة وطنه، وهو صمود يتطلب تماسك المؤسسات العراقية كافة بهدف مد فترة القتال وما تسفر عنه من ارتفاع الكلفة البشرية والمادية للمعتدي تجعله يعيد حساباته، أو الاستسلام بعد أسابيع بسبب عدم تكافؤ القوى بين الجانبين والتفوق التقني الأميركي.

ولفت يوسف إلى أن حروب التحرر الوطني ليس مطلوبا فيها هزيمة العدو وإنما رفع كلفة العدوان إلى درجة غير مقبولة سياسيا مثلما حدث في الجزائر وجنوب لبنان وفيتنام، مشيرا إلى أن الصمود العراقي الطويل سيبشر بنصر تاريخي على غرار ما حدث لمصر في حرب السويس. ودعا يوسف الدول العربية إلى تجاوز خلافاتها في تلك المرحلة الحرجة من تاريخها ودعم الصمود العراقي مشيرا إلى أن نجاح المشروع الأميركي في العراق لن يغلق باب الأطماع الأميركية فى المنطقة، «فالهيمنة لن تكتمل من دون استهداف دول عربية أخرى واستبدال النظام الإقليمي العربي بنظام شرق أوسطي جديد يصب في مصلحة «إسرائيل» المستفيد الوحيد من الحرب على العراق»