أعرب ممثلو الأمم المتحدة عن قلقهم من نشر القوات الاميركية والبريطانية ألغاما ضد الافراد في حربهم على العراق، معتبرين ذلك - ان حدث - انتهاكا لاتفاق «اوتاوا» الذي يحرم استخدامها.

وجاء هذا الموقف إثر إصابة 3 أطفال عراقيين دون سن السادسة قرب منطقة دهوك شمال العراق في انفجار لغم أرضي أخيرا، ولم تعرف مدى الاصابة جراء صعوبة الاتصالات مع موظفيها العراقيين هناك. وكان المدير العام للامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم «يونيسكو» كويستيرو ماتسورا وجه نداء عاجلا لضمان استمرار دراسة الاطفال في العراق، كما اعرب عن تصميم منظمات الامم المتحدة على استئناف دورها النشط لتنفيذ برنامج «النفط مقابل الغذاء» لتزويد الشعب العراقي بالماء الصالح للشرب والغذاء والأدوية، معتبرا ذلك اولوية مطلقة للمنظمة بكل وكالاتها لتكون على استعداد تام لاستمرار البرنامج التربوي في العراق.

وقال الناطق باسم بعثة الأمم المتحدة في عمّان نجيب فريجي في مؤتمر صحافي امس الأول بمشاركة ممثلي وكالات الامم المتحدة في عمّان ان قرار مجلس الامن بشأن برنامج «النفط مقابل الغذاء» رقم 1427 يؤكد سيادة العراق ووحدة ترابه واستقلاله، مشيرا إلى ان تعديل الترتيبات السابقة جاءت على أساس مؤقت واستثنائي بقصد تعجيل التعاقدات الحالية التي وقعتها الحكومة العراقية، موضحا ان هذه التعاقدات شملت (2,5) مليار دولار من أجل الغذاء، وثلث مليار دولار للامدادات الصحية، ونصف مليار للطبابة والصحة والمياه.

وأضاف ان مجلس الأمن يقر بأن هذه الامدادات يجب ان تعطى الأولوية وان يسمح لها بدخول العراق من نقاط غير المواقع الخمسة المنصوص عليها في البرنامج، والاستثناء الوحيد الذي يمكن فيه للأمين العام ان يتفاوض بشأن البنود الطبية الاساسية اذا دعت الضرورة.

وقال الناطق باسم برنامج الغذاء العالمي خالد منصور «بدأنا فعلا باطلاق قوافل مساعدات دخلت العراق منذ اندلاع الحرب عبر الحدود التركية، كما نأمل ان نتمكن من تسيير عدد من الشاحنات الغذائية من الأردن ودول أخرى مجاورة للعراق هذا الاسبوع».

وقال ممثل منظمة الامم المتحدة للطفولة «اليونسيف» جفري كيل ان المنظمة «تبذل كل مجهود للبحث عن طرق لنقل المساعدات الانسانية الى العراق بأسرع وقت (...) كما انطلقت شاحنتان عبر الحدود التركية بالاتفاق مع متعهدين من القطاع الخاص تحمل مساعدات من اليونسيف دخلت الى شمال العراق وتحتوي الشحنة على أدوية، وأدوات تعليمية ومواد لتوفير المياه الطارئة، على رغم الظروف الامنية الصعبة».

وأعلن الناطق باسم مفوضية الأمم المتحدة لشئون اللاجئين بيتر كاسلر ان المفوضية ستنقل خياما الى مخيم الرويشد الذي يبعد 60 كيلومترا عن الحدود العراقية، الذي يتسع لحوالي 10 آلاف لاجئ وذلك بالتعاون مع الهيئة الهاشمية الخيرية الاردنية، وقال «اتصل بنا 950 لاجئا عراقيا موجودون في سورية ولكنهم يقيمون لدى الاقرباء والاصدقاء».

وقالت منسقة الأمم المتحدة للاتصالات في العراق فيرونيك تافو ان الاتصالات مع بغداد أصبحت صعبة جدا بعد قصفها أخيرا، إذ يعاني 50 في المئة من سكانها من انقطاع الاتصالات، مستدركا بأنه يتم الاتصال عبر موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذين يعملون منذ بداية الازمة على رغم الظروف الصعبة.

الى ذلك أعلن رئيس بعثة المفوضية الاوروبية في عمّان فاندر مولن ان الاتحاد الاوروبي ودوله الخمس عشرة تعتزم انفاق مبلغ يتجاوز 327 مليون يورو لمساعدة المتضررين من الحرب الاميركية البريطانية التي تُشن على العراق.

وقال مولن في مؤتمر صحافي عقده في الرويشد ان المبلغ يشتمل على 100 مليون يورو مقدمة من الاتحاد الاوروبي لإنفاقها من خلال مكتب المساعدات الانسانية التابع للمفوضية الاوروبية بينما يعتبر المبلغ المتبقي مساعدات ثنائية. وأشار الى ان مكتب المساعدات الانسانية سيقوم بتمويل برامج الاغاثة والرفاه التي ينفذها شركاء تقليديون مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي للصليب الاحمر وعدد من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات أوروبية غير حكومية.

ويعتبر مكتب المساعدات الانسانية أكبر مانح خارجي للمساعدات الانسانية. وأكد رئيس بعثة المفوضية الاوروبية في عمّان ان المكتب يدرس امكان استخدام الاردن ممرا لنقل مواد الاغاثة الانسانية الى العراق لافتا الى ان مشاورات تجرى الآن مع الحكومة الاردنية لهذا الغرض. وأشار الى اهمية ضمان هذا الممر لكي يتسنى للمساعدات ان تصل الى مستحقيها».

وبيّن ان الاتحاد الاوروبي خصص مبلغ 21 مليون يورو بغية توفير مواد الاغاثة الاساسية مثل الامدادات الطبية والخيام والبطانيات والغذاء للمجموعات السكانية الاكثر ضعفا وإلى نازحين من العراق. وقال ان جزءا من الاموال سيخصص لدعم اللاجئين العراقيين الذين قد يعبرون الى الاردن وغيره من الدول المجاورة