العدد 214 - الإثنين 07 أبريل 2003م الموافق 04 صفر 1424هـ

الصحاف ينفي وقوات الغزو تستهدف القصور الرئاسية

مقتل اثنين من الغزاة في هجوم صاروخي في بغداد

بدأت الحقائق تنكشف من ميدان المعركة في قلب العراق (بغداد) فبينما ينشر الغزاة أنباءهم عن تقدمهم المزعوم نحو بغداد واستهداف القصف القصور الرئاسية سرعان ما ينقض وزير الإعلام العراقي محمد سعيد الصحاف المزاعم الانجلو أميركية مشيرا إلى تصدي المقاومة العراقية لجميع تحركات الغزو، ذلك ان صاروخا عراقيا قصف موقعا للاتصالات في جنوب بغداد أسفر عن مقتل اثنين من مشاة البحرية الأميركية وصحافيين وإصابة ستة آخرين.

وذكرت قناة «العربية» الفضائية أن القوات العراقية نجحت في إسقاط طائرة استطلاع أميركية عن طريق صاروخ أرض/جو.

تضارب أنباء مقتل «الكيماوي»

أعلن وزير الدفاع البريطاني جيف هون خلال مؤتمر صحافي ان «مقاومة النظام (العراقي) لم تنته بالضرورة»، وان القوات البريطانية دخلت البصرة «لتبقى فيها». وأعلن انه لدى البريطانيين «مؤشرات قوية» على ان علي حسن المجيد ابن عم الرئيس العراقي صدام حسين المسئول عن الهجوم بالغاز ضد الأكراد في 1988 قتل في غارة لكن لا يمكنه تأكيد ذلك.

وقالت القوات المسلحة الأميركية انه تم العثور على جثة الحارس الشخصي للمجيد بعد قصف منزله في البصرة، ولكنها غير متأكدة ما إذا كان المجيد نفسه قتل.

وقال رئيس هيئة أركان القوات البريطانية الميجر جنرال بيتر وول في العراق: «نشك في ان علي حسن المجيد قتل في هذا الهجوم، ولكن أفادت تقارير بأن جزءا كبيرا من بطانته ومن بينهم حراسه الشخصيون قتلوا».

من جهة أخرى، اقترب نحو 400 جندي بريطاني وأميركي تدعمهم الدبابات وطائرات مروحية الحربية دونما مقاومة من وسط البصرة لأول مرة منذ بداية الحرب. وقالت مراسلة (رويترز) روزاليند راسل التي تصاحب القوات ان أربع طائرات مروحية من طراز كوبرا حلقت على ارتفاع منخفض فوق الجزء القديم من المدينة الواقعة في جنوب البلاد، والتي قال عنها متحدث عسكري بريطاني في وقت سابق انها ما تزال بها بعض المقاومة.

وذكر متحدث عسكري في قطر ان القوات البريطانية تسيطر الآن على غالبية أجزاء البصرة، كما أفاد مراسل (وكالة فرانس برس) ان مئات الجنود البريطانيين دخلوا وسط البصرة وسيطروا على أهم جامعة فيها.

وذكر ضباط بريطانيون ان القوات البريطانية حققت تقدما كبيرا في البصرة، وتمكنت من السيطرة على «الجزء الأكبر من هذه المدينة»، لكن هناك بعض الأماكن التي لا نسيطر عليها مثل البلدة القديمة»، وإن نشر دبابات في هذه الأحياء «أمر بالغ الحساسية»، موضحا ان القوات البريطانية تتمركز في «ثلاث نقاط، جنوب المدينة ووسطها وشمالها»، وان حوالي 300 من «فدائيي صدام» قتلوا في اشتباكات مع تقدم القوات البريطانية

الناصرية

صرح مسئول بمستشفى صدام في مدينة الناصرية بأن عدد ضحايا القتال العنيف الذي شهدته المدينة منذ بدء الحرب على العراق يمكن أن يزيد على أربعمئة قتيل و1300 مصاب. ونقلت شبكة «سي.ان.ان» الإخبارية الأميركية عن هذا المسئول قوله: «ان المستشفى يعاني من نقص الأدوية والكهرباء والمياه»، مضيفا ان معظم المصابين الذين يرقدون في هذا المستشفى فقدوا سيقانهم أو أذرعهم، أي أن إصاباتهم لن تشفى مع مرور الزمن.

السيطرة على كربلاء

أعلن المتحدث باسم الفرقة الأميركية المجوقلة 101 الميجور هيو كيت ان القوات الأميركية سيطرت على مدينة كربلاء بوسط العراق بعد ان قتلت نحو 400 مقاتل عراقي اثر معارك طاحنة دامت يومين. وأضاف الضابط الأميركي ان اللواء الثاني في فرقته سيطر على هذه المدينة المقدسة الشيعية الاستراتيجية بعدما تمكن من القضاء على مقاومة حوالي 500 مقاتل موالين للرئيس العراقي صدام حسين. وأكد الضابط الأميركي ان اقل من مئة عراقي أسروا بينما قتل آخرون معظمهم في المعارك. وتابع كيت ان جنديا قتل بالرصاص وجرح ثمانية آخرون خلال شن الهجوم النهائي على كربلاء. وأضاف ان عددا كبيرا من هؤلاء كانوا يختبئون في المقار المدمرة لحزب البعث الحاكم بينما كان آخرون يطلقون النار من أحياء سكنية. من جهة أخرى، أكد كين ان الجنود الاميركيين عثروا على «كميات كبيرة» من الأسلحة والذخائر بما في ذلك أسلحة نارية وألغام في مدارس ومباني مدنية أخرى، لكنه أكد انهم لم يلاحظوا وجود مقاتلين في المساجد والأماكن الدينية الأخرى وهو تكتيك أدانه الأميركيون في مدينة النجف.

نفي تغلغل الغزو في بغداد

أعلن مسئول عسكري في القوات الأميركية ان جنديين أميركيين وصحافيين اثنين قتلوا في هجوم بالصواريخ على موقع عسكري أميركي في جنوب بغداد. وقال قائد الكتيبة مايك بيرمينغهام للصحافيين ان «أربعة أشخاص قتلوا». وأضاف القومندان بيرمينغهام ان «15 شخصا جرحوا بينهم اثنان في حال خطرة»، في وقت قال وزير الأعلام العراقي محمد سعيد الصحاف انه لا وجود للقوات الأميركية في بغداد وان المعركة مستمرة «في الجبهات الرئيسية».

وقال الصحاف إن الأميركيين والبريطانيين شنوا هذا الهجوم بعد «ان جرعناهم المر والعلقم» وإنهم «ينتحرون بالمئات على أسوار بغداد الاعتبارية». كما دعا الصحاف الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان إلى إدانة «العدوان»، وانه إذا لم يفعل عنان فستصبح الأمم المتحدة «مكانا للدعارة إذا بقيت تحت أقدام الأميركان».

كما نفى تقارير بأن القوات المهاجمة اقتربت من وزارة الإعلام العراقية وفندق الرشيد في بغداد، وقال «أنا جالس في وزارة الإعلام وذهبت إلى فندق الرشيد».

وقال الجيش الأميركي ان قواته أصبحت قرب وزارة الإعلام العراقية وفندق الرشيد بوسط العاصمة العراقية بغداد لكنه لم يسيطر عليهما. كما قال جنرال أميركي خارج العاصمة العراقية ان القوات العراقية دمرت جسرين على نهر ديالي بهدف وقف الهجوم الأميركي على بغداد. وكان عدد كبير من الطائرات حلق فوق بغداد على علو منخفض في بعض الأحيان لكن من دون ان تحدث أية عمليات قصف أو إطلاق صواريخ على المدينة. وصرح كولونيل في الجيش الأميركي أمام القصر الرئاسي في بغداد بأن قواته تسيطر الآن على ما وصفه «بهيكل الحكومة العراقية»، وان رجاله يقومون بعمليات تفتيش داخل القصر، وان قوات أميركية أخرى احتلت مبان بارزة أخرى في بغداد.

قصف كثيف في الموصل

قصفت طائرات الغزو مستودعا ضخما للأسلحة، ومواقع عسكرية عراقية قرب مدينة الموصل لدعم تحركات قوات «البشمركة» الكردية التي تقدمت في محاور جسر «خازر» الذي يربط طريق اربيل - الموصل، والمواقع المحيطة بالمدينة من الجهة الشمالية، والشمالية الشرقية قرب محيط عين سفني وفايدة وسد صدام وقضاء شيخان.

وقال مصدر عسكري في وزارة شئون «البشمركة» في اربيل والتابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني بان طائرات التحالف التي تواصل قصف هذه المواقع قصفت مستودعا للذخائر في الضاحية الجنوبية داخل مدينة الموصل، مشيرا إلى ان دوي الانفجارات التي استمرت قرابة نصف ساعة سمعت من قبل القوات الكردية المرابطة على بعد 20 -40 كلم عن المدينة، مشيرا إلى ان قوات التحالف واصلت قصفها لمواقع المدفعية العراقية التي تحاول قصف المدن والقرى التي أخلتها قبل أيام. وأوضح المصدر أن القوات الكردية بقيادة قائد مقاتلي «البشمركة» الأكراد في دهوك بابكير زيباري بسطت سيطرتها على بلدة عين سفني وقضاء شيخان بعد معركة مع القوات العراقية.

صدام يترأس اجتماعا

عرض التلفزيون العراقي صورا للرئيس العراقي صدام حسين وهو يترأس اجتماعا للقيادة العراقية حضره نائب الرئيس العراقي طه ياسين رمضان ونجله قصي قائد الحرس الجمهوري إضافة إلى كبار قادة الجيش. وظهر الرئيس العراقي مرارا على التلفزيون في الآونة الأخيرة ليؤكد انه لا يزال يسيطر على البلاد. وعرض التلفزيون صورا له الجمعة وهو يتجول في شوارع بغداد.


نداء من السيد محمد حسين فضل الله:

لا شرعية لحكم يديره الأميركيون في العراق

بيروت - منى سكرية

وجّه السيد محمد حسين فضل الله نداء الى الأمة في ضوء ما تتعرض له من تحديات، وخصوصا في ظل أخطار الهجوم الأميركي على العراق وتداعياته، فأكد قائلا: «إننا عربا ومسلمين لن نعطي أية شرعية لأية حكومة تنشأ في العراق تحت إدارة أميركية أو من خلال سعي الإدارة الأميركية إلى إضفاء شرعية على بعض من يتحرك وفقا لتعليماتها». كما دعا في النداء الذي وجهه الليلة قبل الماضية إلى «مواجهة أي رجل تعمل أميركا على وضعه تحت أي عنوان أو صفة، وخصوصا ذلك الشخص الأميركي الذي يتحدثون عنه في هذه الايام (يقصد جاي غارنر) ويطرحون اسمه على أساس انه يأتي لإقامة حكومة مؤقتة أو إدارة مؤقتة». وأضاف: «إننا نقول منذ الآن لأهلنا وإخواننا في العراق ان عليكم من الآن ان ترفضوا كل المحاولات الجارية في هذا الاتجاه وألا تسمحوا للاحتلال ان يتسلل الى ساحاتكم الداخلية». وأكد في ندائه لأهل العراق ان يكونوا صوتا واحدا: «لا شرعية للاحتلال ولا شرعية لمن ينبثق عنه. ان القصة هي قصة العراق وليس نظام العراق الذي نريد ان يسقط، ولكنها قصة الأمة في حاضرها ومستقبلها»

العدد 214 - الإثنين 07 أبريل 2003م الموافق 04 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً