العدد 221 - الإثنين 14 أبريل 2003م الموافق 11 صفر 1424هـ

سورية قد تكون الهدف التالي في الحرب

القائد الأعلى السابق لقوات الأطلسي:

كشفت التصريحات الأخيرة التي أعلنها مستشار الحكومة الألمانية جيرهارد شرودر عن مخاوف المسئولين في أوروبا من خطر توسيع الحرب واستهداف دول جديدة في منطقة الشرق الأوسط. هذه المخاوف لم تنشأ من فراغ. ومثلما يفعل الرئيس الأميركي جورج بوش يوميا إذ يطلع على تقارير أجهزة الاستخبارات التي تنقل إليه كل صباح صورة عن الوضع تناسب ما يلقنه صقور واشنطن للرئيس منذ وقت، فإن المستشار شرودر يطلع يوميا على تقارير الاستخبارات الألمانية التي ترى في تحليلاتها للأوضاع أن التهديدات الأميركية لسورية بالذات تزداد حدة كل يوم.

وحذر المستشار شرودر من لجوء الولايات المتحدة للقيام بعمليات عسكرية جديدة في منطقة الشرق الأوسط. وقال إنه ينصح الأميركيين بعدم التفكير في تكرار ما فعلوه في العراق مؤكدا عدم وجود سبب يدفع إلى استخدام القوة العسكرية ضد أي بلد على رغم أنه يؤيد انضمام بعض الدول إلى عملية الديمقراطية. وكان شرودر يعلق على تصريحات عدد من المسئولين الأميركيين الذين سرعان ما وجهوا تهديدات إلى إيران وسورية ما زاد الاحتمال بإمكان اتساع رقعة الحرب.

فقد أبلغ القائد الأعلى السابق لقوات حلف شمال الأطلسي، ويزلي كلارك، في تصريح لصحيفة(برلينر تسايتونج) أن سورية قد تكون الهدف التالي بعد أن اشتد الضغط عليها. وأضاف: إنني لا أنصح باستثمار أموال في دمشق في الوقت الحالي. وأوضح الجنرال السابق أن هناك مساع دبلوماسية في الوقت الحالي، لكن ينبغي على سورية الأخذ في الحسبان احتمال تعرضها لهجوم إذا فشلت حكومتها في دحض الاتهامات التي وجهتها إليها الإدارة الأميركية التي زعمت أن سورية تقدم الدعم إلى الموالين لصدام حسين، كما ان لها علاقات بجماعات إرهابية وتملك أسلحة الدمار الشامل.

وردا على سؤال عما إذا المقصود من التصريح الشديد اللهجة، الإيحاء أن الولايات المتحدة مستعدة للقيام بحرب جديدة في المنطقة قال كلارك: إن وجود القوات الأميركية في المنطقة أصبح حقيقة جغرافية استراتيجية ستكون لها انعكاسات من دون شك.

من جهة أخرى كتب المدير السابق للسي آي إيه جيمس وولسي الذي رشحته وسائل الإعلام الأميركية قبل أيام لتولي منصب رفيع لم يكشف عما إذا كان في واشنطن أو في العراق، مقالة في صحيفة (دي فيلت) الصادرة في برلين إن الولايات المتحدة تخوض الآن حربا عالمية رابعة، بعد الحربين العالميتين والحرب الباردة، والآن الحرب الرامية إلى نشر الديمقراطية في كل شبر من العالمين العربي والإسلامي اللذين قال إنهما يهددان الحضارة الغربية الحرة. وأعرب وولسي عن ثقته بأن زمن هذه الحرب لن يدوم مثل الحرب العالمية الثالثة لكن زمنها سيكون أطول من الحربين العالميتين الأولى والثانية.

وأضاف وولسي في مقالته: حين دخلت الولايات المتحدة الحرب العالمية الأولى قبل 86 سنة كانت هناك دول ديمقراطية قليلة في العالم: إلى جانب الولايات المتحدة، كندا وأستراليا ونيوزيلندا وبريطانيا وفرنسا وسويسرا وبعض الدول في شمال أوروبا، أما اليوم فهناك 120 دولة ديمقراطية في العالم من أصل 192 دولة. 120 دولة تجرى فيها باستمرار انتخابات برلمانية ويسودها حكم القانون بصورة لم يعرف التاريخ مثيلا لها. وهناك دول مثل ألمانيا والصين وروسيا واليابان تحتاج إلى بعض العون لتحقيق الديمقراطية السائدة في بلدنا.

وبغض النظر عن 22 دولة عربية ليس بينها دولة ديمقراطية واحدة، فان العالم الإسلامي هناك دول قليلة مرشحة للتحول إلى ديمقراطيات وهي مملكة البحرين التي يسودها حكم يحترم القانون تطور كثيرا. من بين 24 دولة إسلامية غير عربية هناك نصفها ديمقراطي بينها دول أشد فقرا في العالم مثل بنجلاديش أو مالي. ويعيش نحو 200 مليون مسلم في الهند ضمن بلد ديمقراطي.

واعتبر وولسي أن منطقة الشرق الأوسط تشكل معضلة: فباستثناء «إسرائيل» وتركيا ليس في المنطقة ديمقراطيات على حد تعبيره، وأنه بدلا من الديمقراطيات هناك نوعان من صور الحكم في الدول العربية: حكم العصابات وحكم أنظمة أوتوقراطية.

واتهم المدير السابق للسي آي إيه سورية وليبيا بدعم ما أسماه بالإرهاب وقال إن كلا منهما كان يسعى للحصول على أسلحة الدمار الشامل مثلما فعل العراق.

وأكد وولسي أن العراق هو بداية خطة أميركية لتغيير معالم منطقة الشرق الأوسط. وقال وولسي ان صدام حسين ودول الخليج والإرهابيين عليهم أن يدركوا أن أميركا صحت للمرة الرابعة خلال قرن من الزمن. وقال: إننا لم نسع لهذا الصراع لكننا قبلنا التحدي، ولأننا فعلنا ذلك ليس هناك مجال للعودة إلى الوراء. ومضى وولسي في مقالته: انتصرنا في الحرب العالمية الأولى من أجل الدفاع عن النقاط الـ 14 التي وضعها ويلسون. وانتصرنا في الحرب العالمية الثانية دفاعا عن ميثاق تشرشل وروزفلت. وانتصرنا في الحرب العالمية الثالثة دفاعا عن الأفكار العظيمة لرونالد ريغان وهاري ترومان.

وبنظر المدير السابق للسي آي إيه ليست الحرب العالمية الرابعة ضد العراق كبلد أو ضد بلدان معينة لكنها حرب الحرية على المستبدين.

وكتب وولسي: ينبغي على الولايات المتحدة إقناع شعوب منطقة الشرق الأوسط بأننا نقف إلى جانبها كما وقفنا إلى جانب ليخ فاليسا وفاكلاف هافل وأندريه ساخاروف، ومهمتنا تحتاج إلى الوقت والجهد الكثير عدا أنها مهمة صعبة

العدد 221 - الإثنين 14 أبريل 2003م الموافق 11 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً