العدد 221 - الإثنين 14 أبريل 2003م الموافق 11 صفر 1424هـ

السوريون قلقون على أبنائهم في العراق

أثار ما نقلته محطات التلفزة عن حال المتطوعين العرب في بغداد حفيظة كثير من السوريين الذين ذهب بعض ابنائهم للمشاركة الى جانب العراقيين في مواجهة العدوان الاميركي - البريطاني. وقالت سيدة في الخمسين من العمر، ان ابنها ذهب الى العراق في عداد المتطوعين السوريين منذ اسبوعين، وانها لم تتلق اية اخبار عنه، واضافت انها شديدة القلق عليه بعد الذي سمعته من الفضائيات عن الظروف التي آلت اليها أحوال المتطوعين، إذ لا جوازات سفر ولا أماكن اقامة، في وقت يتهددهم الاعتقال من جانب قوات التحالف الاميركي - البريطاني التي باتت تسيطر على القسم الأكبر من العراق.

وليست هناك احصاءات عن عدد السوريين الذين ذهبوا متطوعين للدفاع عن العراق، لكن التقديرات تشير الى انهم قد يبلغون عدة آلاف، غالبيتهم من الشبان، وبعضهم من الفلسطينيين السوريين. ويقول أحد الذين تابعوا حملات التطوع وكلها حملات اهلية، ان قسما كبيرا من المتطوعين جاء من مناطق شمال شرق سورية، التي تجاور العراق، وبعضهم جاء من مدينة حماة وسط سورية، والتي تتردد شائعات ان أكثر من ألفين من ابنائها ذهبوا في عداد المتطوعين.

وعلى رغم أن بعض المتطوعين عبر الى العراق من منافذ الحدود الرسمية وخصوصا في الفترة الاولى من ناحية البوكمال، فإن اعدادا أخرى عبرت بعيدا عن المنافذ الرسمية في الحدود السورية - العراقية البرية، والتي تزيد عن خمسمئة كيلو متر، وبعض هؤلاء اتجه الى بغداد ومناطق جنوب العراق، فيما ذهب آخرون الى الموصل أكبر مدن شمال العراق.

وقال عائدون من العراق على طريق بغداد - دمشق الدولي، انهم شاهدوا في القسم الواقع داخل الاراضي العراقية من الطريق عشرات سيارات الركاب المدمرة بفعل قصف طائرات التحالف لهذه السيارات، وكثير منها كانت تحمل متطوعين في طريقهم الى العراق. وفي واحدة من تلك العمليات سقط اربعة عشر متطوعا قتلى بينهم تسعة من المتطوعين السوريين نتيجة قصف صاروخ من طائرة اباتشي اميركية لسيارة ركاب كبيرة على بعد تسعين كيلو مترا من بغداد، كانت قادمة من سورية.

وبحسب معلومات صحافية، فإن مدينة دير الزور، تلقت في يوم واحد خبر استشهاد ستة عشر متطوعا من ابنائها قتلوا في العراق. ولصقت في شوارع مخيم اليرموك، وهو أكبر مخيمات الفلسطينيين في سورية صور ستة من الشبان الفلسطينيين السوريين الذين استشهدوا في العراق في الاسبوعين الماضيين.

ومثلما يحيط القلق بالسوريين على ابنائهم في العراق، فإن فلسطينيي سورية قلقون على مصير ابنائهم الذين ذهبوا الى هناك.

وقال أحد الفلسطينيين ان بعض الذين ذهبوا الى العراق عادوا، لكن بعضهم انقطعت اخبارهم هناك، وبين هؤلاء شاب في الثلاثين من العمر، ترك زوجة وولديه في رعاية أهله، ولم يصل عنه ما يطمئنهم عليه.

قلق السوريين والفلسطينيين على ابنائهم الذي تطوعوا الى جانب العراقيين في وجه العدوان الاميركي - البريطاني في أحد وجوهه ناجم عن مخاوفهم عما يمكن أن يعانيه الابناء بعد سقوط بغداد الذي أصاب الشارع السوري بالذهول والاستغراب، وهم الذين عرفوا صمود بيروت لنحو ثلاثة أشهر في مواجهة الاجتياح «الاسرائيلي» العام 1982، وكانوا يعتقدون، ان بغداد ستصمد أكثر من ذلك بكثير

العدد 221 - الإثنين 14 أبريل 2003م الموافق 11 صفر 1424هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً